نشرت صحيفة "إكسبرس" البريطانية تقريرا حول عالمة آثار أمريكية ادعت عثورها على موقعين لأهرامات غير مكتشفة فى مصر، بفضل صور الأقمار الصناعية، وحددت العالمة الأمريكية الموقعين على طول حوض النيل، بفارق 90 ميلا، كلاهما يحتوى على تلال ذات شكل غير عادى.
وادعت أنجيلا ميكول، باحثة فى علم الآثار، بشكل مثير، أنهما موقعان هرميان ضائعان فى مصر، بعد أن أمضت 10 سنوات فى دراسة Google Earth، حيث تم قياس أحد الاكتشافات، والذى قالت إنه يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم هرم الجيزة الكبير.
ويقع الموقع الأول إلى جانب النيل فى صعيد مصر، على بعد 12 ميلا من مدينة أبو سيدهم والثانى 90 ميلا شمالا، وتحتوى على شكل رباعى الجوانب يبلغ عرضه 140 قدما. وتضمن الموقع الثانى هضبة مثلثة يبلغ عرضها 620 قدما، أى ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم الهرم الأكبر فى الجيزة، ما يجعله أكبر اكتشاف على الإطلاق، حسب ما جاء بـ RT، وكانت كتبت ميكول على موقع Google Earth Anomalies فى عام 2012: "بعد الفحص الدقيق للتكوين، يبدو أن هذا التل لديه سطح مستو للغاية وصاغ مثلثا متماثلا بشكل غريب تآكل بشدة مع مرور الوقت".
وتابعت: "يحتوى الموقع الثانى على مركز مربع مميز، وهو أمر غير معتاد للغاية بالنسبة إلى تل من هذا الحجم ويبدو شبه هرمى عند رؤيته من الأعلى"، مضيفة:" من الواضح جدا ما قد تحتويه المواقع، ولكن هناك حاجة إلى إجراء بحث ميدانى للتحقق من أنها فى الواقع أهرامات مفقودة".
وقال جيمس هاريل، الأستاذ الفخرى للجيولوجيا الأثرية فى جامعة توليدو، لموقع لايف ساينس، إن هذه الاكتشافات "هى أمثلة على التكوينات الصخرية الطبيعية التى قد يتم الخلط بينها وبين السمات الأثرية شريطة ألا يكون هناك أى عبء على أى علم للآثار أو الجيولوجيا. وبعبارة أخرى، فإن أهرامها هى مجرد أمنيات من قبل مراقب جاهل بخيال مفرط.
عقب الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية والمدير العام السابق لأهرامات الجيزة، على التقرير، وقال إن هذا الكلام غير منطقى على الإطلاق، ولا نعرف عالمة هذه الآثار، وإن هذه التكوينات ربما تكون تكوينات جيولوجية أو صخرية من عصور جيولوجية سحيقة فى القدم، ولا نعلم بوجود أهرامات فى هذا المكان، وليس من المنطقى أن نطلق على أى تل أو جبل أو أى تكوين جيولوجى ضخم أو مرتفع لفظ "الهرم"، وذلك لأن الأهرامات المصرية ظهرت فى عصر الأسرة الثالثة فى هرم سقارة المدرج ثم تطورت فى أهرام الملك سنفرو فى عصر الأسرة الرابعة فى أهراماته الأربعة فى ميدوم فى بنى سويف ودهشور بمحافظة الجيزة وسيلا بالفيوم إلى أن وصلنا إلى هرم الجيزة الأكبر والأضخم والأشهر والأهم بين الأهرامات المصرية.
وأضاف عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، استمرت الأهرامات المصرية فى عصر الأسرات التالية فى عصر الدولة القديمة، ثم استمرت فى عصر الدولة الوسطى، مع الكثير من الاختلافات بين هذه الأهرامات، واستمر الشكل الهرمى والفكرة الهرمية فى عصر الدولة الحديثة أيضًا.
وتابع "عبد البصير"، لا أعتقد أن ما أعلن عنه ينتمى لفكرة ووظيفة وشكل الأهرامات كما يعرفها علماء المصريات فى العالم كله، وإن ما ذكرته الباحثة هو نتاج محض خيال خصب، ولا ينتمى ما تقوله إلى منطق العلم والعلماء وعلم الآثار وعلم المصريات كما ندرسها ونعرفها فى الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة فى مصر والعالم كله.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج، ومتخصص الآثار المصرية القديمة وما قبل التاريخ، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إنه من الواضح أن هذه الباحثة تدعى أنها عالمة فى الآثار، ولا نعرف المواقع، وأوضح الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن موقع الأهرام معروف للجميع، ومن أشهر من تحدث عن هذا الأمر علماء الآثار مارك لينير وزاهى حواس، ولم نسمع عما تقوله هذه الباحثة، حول وجود هرمين أكبر من الهرم الأكبر بـ 3 أضعاف، والسؤال هنا أين ذهبت تلك الأهرامات التى تتحدث عنها؟.
وأشار إلى أنه من الواضح أنها تخلط ما قد يبدو من أعلى تلال صخرية طبيعة، والموجودة بشكل كبير فى صحراء مصر الغربية والشرقية، وبالطبع هناك فرق كبير بين التكوينات الطبيعية وبين الأهرام، فالأخيرة بنيت بأحجار مقطوعة، والقصة التى نعرفها جميعًا.
وأكد الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن الموقع التى تتحدث عنها الباحثة الأمريكية ليست مواقع مشهورة من الدولة القديمة، حيث كانت الأسرة الرابعة بالتحديد، التى كانت توجد فى فترتها الأهرامات، ثم بعد ذلك أهرامات الدولة الوسطى، وفى النهاية كلام الباحثة غير صحيح على الإطلاق، ومن الواضح أن هدفها تحقيق حظ من الشهرة، لأنها تعرف أن الأهرام من عجائب الدنيا السبع والعالم كله يأتى من جميع أنحاء العالم ليشاهدها، فهى تريد أن تحقق شهرة على حساب الأهرامات.
وأضاف، عندما نعمل فى علم الآثار لا نعمل بـ Google Earth، فهو لم يكتشف لنا الأهرامات، وأن هناك هرمين أكبر من الهرم الأكبر بثلاث أضعاف، لأننا نجد أن الهرم فى تركبته يوجد بناء علوى وبناء سفلى، وبافتراض أن البناء العلوى أزيل بالكامل، فمن المفروض أن الجز السفلى من الهرم موجود، فالباحثة تتحدث عن أشياء غريبة ولا يلتفت إليها من قبل المتخصصين.