"الدلالة" مهنة قديمة متوارثة عن الآباء والأجداد، وهى الوساطة والكفالة بين البائع والشارى بما يرضى الطرفين، حيث يتوجه الدلال إلى الأسواق الخاصة ببيع الأغنام متخذاً مكانا مخصصا له ضمن هذا السوق يقوم باستئجاره من البلدية التى يتبع لها كل سوق.
كانت الدلالة، وكذلك الدلال، من المهن التى تتمتع برواج كبير، إذ ينتظر الرجال "الدلال" على المقاهي والشوارع، أما النساء فينتظرن "الدلالة" في البيوت، وذلك فى أوقات معروفة، قد تكون غالبا فى الإجازات، أو يوم الخميس أو الجمعة أو الأحد.
وبحسب عدد من الباحثين، تعد مهنة "الدلالة" من المهن التراثية القديمة، والتى عرفت منذ مئات السنين فى مصر، وفى عدة مناطق عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية وسوريا والعراق، ولا يزال هناك من يمتهنها من المواطنين خاصة من عاصرها وورثها أبا عن جد كما أنها تعد مصدر رزقه الوحيد، إلا أنها أصبحت تواجه شبح الانقراض، خاصة أن الأجيال الجديدة أصبحت تعزف عن العمل بتلك المهنة.
كما عملت المرأة كدلالة تحمل البضائع المختلفة وتمر على البيوت، وقد وجدت هذه المهنة رواجا كبيرا لعدم استطاعة النساء الخروج إلى الأسواق بصفة مستمرة. كما عملت كمرضعة في بيوت الموسرين.
اشتهرت "الدلالة" فى الماضى خاصة فى المناطق الريفية والشعبية، وانتقلت إلى الطبقات العليا،فلم يكن يسمح للنساء بالخروج، وكان الأزواج والآباء أو الأخوات الرجال هم من يقومون بشراء متطلباتهن من محلات القماش أو العطارة، لكن ذلك لم يكن حلًا مثاليًا، ليأتي هنا دور "الدلالة".
ولعل من أبرز الأفلام التى تناولت تلك المهنة، هو فيلم "الدلالة" إنتاج عام 1992، من بطولة النجمة نجوى فؤاد، ويدور حول امرأة تعمل فى تجارة الملابس المهربة، تجمع ثروة كبيرة تمكنها من اقتناء عدد من سيارات الأجرة، يعمل عندها شاب جامعي كان يشتغل سائقًا في السابق، تقع في حبه، لكنه يرفضها.