دور النشر vs كورونا...متخصصون يقارنون عدد الإصدارات بما قبل زمن الفيروس

الثلاثاء، 02 يونيو 2020 04:30 م
دور النشر vs كورونا...متخصصون يقارنون عدد الإصدارات بما قبل زمن الفيروس معرض القاهرة الدولى للكتاب ـ أرشيفية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لا شك فيه أن انتشار فيروس كورونا فى مختلف دول العالم أثر على العديد من الصناعات، ومن ضمن تلك الصناعات التى تأثرت بشكل واضح صناعة النشر فى العالم العربى بصفة عامة وفى مصر بصفة خاصة، نتيجة إلغاء معارض الكتاب الدولية التى تعد المصدر الوحيد للنشر فى عرض وبيع إصدارته، ولهذا تواصلنا مع العديد من دور النشر لمقارنة حجم الإصدارات قبل وبعد كورونا.

قال الناشر محمد رشاد،  رئيس مجلس إدارة دار المصرية اللبنانية ورئيس اتحاد الناشرين العرب، إن الوضع مؤسف للغاية، فكل دور النشر سواء فى مصر أو العالم العربى متوقف نشاطها نظرًا لانتشار هذا الفيروس الذى من الممكن أن يقضى على صناعة النشر، ويتسبب فى غلق العديد من دور النشر التى لا تستطيع تحمل أعباء والتزامات مالية لضمان استمرارها، وقد تصل حجم دور النشر هذه إلى 30%.

وأوضح رئيس اتحاد الناشرين العرب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، المعرض الدولة للكتاب وحركة الشحن متوفقة، فكيف ينتج الناشر وهو لا يعلم مصير تلك الإصدارات، كما أنه لا يوجد مكتبات بالعدد الكافى الذى يستطيع تغطية حجم الكثافة السكانية، إلى جانب غلق جميع المكتبات التى توجد فى المتاجر "المولات"، ونتيجة لحظر التجول لعدم تفشى الفيروس.

وأشار رئيس اتحاد الناشرين العرب، يجب أن يتم تخصيص جزء من مخصصات الوزارات لصالح الناشرين من خلال  عمل مناقصات لشراء العديد من الإصدارات، فعلى سبيل المثال أن مخصصات وزارة التربية والتعليم يصل إلى 362 مليار جنيه، فلماذا لا يتم تخصيص مبلغ 100 مليون لصالح صناعة النشر، كما يجب أن يكون تطبيق ذلك فى كل دولة، لضمان استمرار صناعة النشر التى تساعد على تنمية الفكر والوعى لدى المواطنين، لخلق جيل يستطيع أن يعمل على استكمال بناء المجتمعات العربية.

ولفت رئيس اتحاد الناشرين العرب، كما يجب على كل المعارض الدولة التى كانت تقتنى العديد من الإصدارات من دور النشر،  والتى تصرف مصروفات مالية كبيرة فى أيام ما قبل كورونا على تجهيزات المعارض، أن تخصص لدور النشر وكلا فى دولته لتقتنى من دور النشر الموجودة بها عدد من الكتب التى تساعدهم على المحافظة على صناعة النشر، فإذا لم يتم الانتباه إلى تلك الصناعة فسوف نخسر عدد كبير من دور النشر التى ستقرر تغير مصيرها إلى نشاط أخر.

وقال الدكتور فاطمة البودى، صاحبة دار العين للنشر والتوزيع، إذا أجرينا مقارنة بين إصدارات الدار قبل كورونا وبعد كورونا، فنستطيع أن نقول صفر %، فبعد انتشار الفيروس لا يوجد دار نشر واحدة قامت بطبع كتب جديدة، فكان النظام الجارى عقب معرض القاهرة هو تجهيز العديد من الإصدارات المتنوعة لعدد من المعارض العربية مثل معرض أبو ظبى والرياض، والبحرين، ولكن مع توقف تلك المعارض لم يتم طبع أى إصدار جديد.

وأوضحت الدكتورة فاطمة البودى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن دور النشر لا تقدم على طبع إصدارات جديدة وهى لا تعلم  مصير السوق المصرى ولا العربى فى الوقت الحالى، فما كان يتم فى المعارض هو بيع عدد من الإصدارات لمجموعة من المكتبات بنظام الأجل، ويتم تحصيل تلك المبالغ من خلال المعارض الدولية، ففى الوقت الحالى لا تحصل دور النشر  مستحقاتها لدى المكتبات، فمن أين يتم طبع الإصدارات الجديدة، كما لا يوجد بيع للكتب فى الوقت الحالى إلا ما رحم ربى، ورغم الأزمة إلا أن هناك  عدد من القارئ حريص على اقتناء الكتب من خلال خدمة التوصيل بالدار، ولكن نسبة البيع الفردى لا تذكر، فلكل دار التزامات من حيث إيجار المكان والمرتبات، والبيع الفردى لا يغطى أى شئ على الإطلاق.

أما عن الحلول، فقالت الدكتور فاطمة البودى، يوجد بالطبع حلول كثيرة، أولها أن على الدولة أن تتبنى صناعة النشر لأنها قوة مصر الناعمة، من خلال إلزام وزارة التربية والتعليم بشراء إصدارات جديدة، إلى جانب وزارة  الشباب والرياضة، وصندوق مصر الخير بإشراف شيخ الأزهر والتى تقتنى بالفعل عدد من الكتب الكثيرة ولكن من دور نشر بعينها، فيجب أن يتم اقتناء الكتاب بالتساوى وحسب قيمة الإصدارات، إلى جانب دور وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وقالت الناشرة منى سيد حسن، مديرة دار الصحفى للنشر والتوزيع، إن أعمال طبع الإصدارات داخل الدار متوقفة تمامًا عقب انتشار فيروس كورونا المستجد، فى مختلف دول العالم، فهناك مخاوف كبيرة من التعامل مع الورق خلال الفترة الحالية، وخصوصًا أن هناك العديد من الصحف العربةي توقفت عن الطبع، نظرًا لنقل الفيروس عن طريق الورقز

وأوضحت منى سيد حسن، أن هناك  عدد كبير من دور النشر الحديثة تواجه أزمة الاستمرار فى الصناعة، نظرًا لعدم قدرتهم على الوفاء بالالتزامات، فكيف تقبل على طبع إصدارات جديدة ولا توجد خطة واضحة لتسويق الكتب، كما ان عودة المعارض الدولية للكتاب والتى تعد المنفذ الوحيد  لبيع الكتب، لم يحدد مصيرها، نظرًا لعدم معرفة متى تنتهى أزمة تفشى الفيروس فى العالم.

وفى نفس السياق قالت الناشرة بهيرة أبو الفتوح، صاحبة ومديرة دار هلا للنشر والتوزيع، إن أعمال النشر بالطبع متوقفة عقب نفشى فيروس كورونا، نظرًا لعدم وجود رؤية واضحة للعارض الكتاب الدولية، وكيفية تسويق الكتاب الورقى، ولكن خلال تلك الأيام نقوم بتجهيز عدد من الكتب لإعدادها للطباعة عقب وضوح الرؤية، أو طرحها للبيع عبر الإنترنت، لافته إلى أنه من الممكن أن تطبع الدار ما يقرب من 5 عناوين جديدة بكميات قليلة، مقارنة  لما كانت تقوم الدار بطباعته قبل الأزمة والذى كان لا يقل عن 30 عنونا جديد فى العام.

وأشارت بهيرة أبو الفتوح، إلى أن الناشر العربى لا يوجد أمامه إستراتيجية واضحة عقب انتهاء أزمة تفشى فيروس، حال السماح بفتح المعارض، حيث أنه فى الوقت الحالى سمحت عدد من المعارض بتسجيل الاشتراك، ولكن هل سيقبل عليها القراء، وهو الأمر الذى يسبب قلق لدى أصحاب دور النشر، وهنا عليه أن يختار من أن يشارك لضمان التواجد فقط وعدم اعتماده على بيع الكتب، أو أن يتم توضيح الرؤية من قبل إدارة المعارض عن كيفية إدارة المعرض حال فتح المعارض الدولية للكتاب ومازال الفيروس منتشر.

ومن جانبه قالت الناشرة فدوى البستانى، صاحبة ومدير دار البستانى للنشر والتوزيع، إنه بعد معرض مسقط فى فبراير الماضى، لم يتم طبع كتب جديدة على الإطلاق خوفا من عدم توزيع تلك الكتب، نظرًا للإلغاء وتأجيل عدد كبير من المعارض الدولية.

وأوضحت فدوى البستانى، أن صناعة النشر فى خطر وكل دور النشر تعانى من الأزمة المالية، حتى دور النشر التى أطلقت البيع من خلال عبر الإنترنت، وجدت أن الإقبال ضعيف للغاية، لا يسد التزاماتها المالية، من رواتب وإيجار لمقرها، فنحن نواجه أزمة عدم تصريف الكتاب، سواء فى مصر أو فى العالم العربى ككل.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة