إلى حين يصل العالم إلى لقاح أو دواء لعلاج فيروس كورونا، لم تقف بلدان الخليج مكتوفة الأيدي، بل قامت بتوظيف إمكاناتها الطبية فى سبيل تعافى المصابين بوباء "كوفيد 19"، ودفعت جائحة فيروس كورونا البلدان للتفكير خارج الصندوق، وابتكرت الوسائل التى تمنح المصابين لاسيما الحالات الحرجة الأمل فى الشفاء والتغلب على المرض، ففى الكويت تمكن القطاع الطبي من إنقاذ طفلة من خلال علاجها بتقنية "الإيكمو".
وتفصيلا، أعلنت وزارة الصحة الكويتية، نجاح علاج أول حالة كورونا، عند الأطفال، عبر إجراء أول حالة للرئة الصناعية الخارجية (الايكمو)، وأوضحت الصحة الكويتية أن الحالة التى تم علاجها هى لطفلة فى الثامنة من العمر، كانت تعانى من التهاب حاد فى الرئة، ومتلازمة ضائقة الجهاز التنفسى الحاد نتيجة إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأضافت أن الطفلة تعرضت لهبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية، مما استدعى وضعها على جهاز الرئة الصناعية وإنعاش الطفلة بنجاح، مشيرة إلى أنها وضعت لمدة أسبوعين في العناية المركزة بمستشفى (العدان) فى حالة حرجة إلى أن تعافت الرئة بشكل كبير، وتمت إزالة المريضة من على جهاز الرئة الصناعية الخارجية (الايكمو)، ونقلها إلى العناية المركزة للأطفال لاستكمال علاجها؛ حيث تم إزالتها من على جهاز التنفس الصناعي بنجاح وهي حاليا في حالة مستقرة.
ويوجد عدد محدود في العالم من الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والذين تلقوا العلاج عن طريق تقنية (الايكمو) بنجاح.
وفى السعودية، بدأت المملكة استخدام دواء "ديكساميثازون" لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في مستشفيات البلاد، بعدما أكد علماء بريطانيون نجاحه ضد العدوى، فى الوقت الذى كشفت وزارة الصحة السعودية عن مؤشر إيجابى يتمثل فى الانخفاض فى عدد الحالات الحرجة التى تتطلب العناية المركزة بسبب الإصابة بالفيروس من 1910 حالات إلى 1859 حالة أى بانخفاض 51 حالة، وشرعت وزارة الصحة السعودية في إعطاء الدواء للمرضى الذين يرقدون في المستشفيات وأقسام العناية.
كما طورت الإمارات تقنية سريعة لاكتشاف فيروس كورونا باستخدام أشعة الليزر، وأعلن مختبر إماراتى عن تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة في خلال ثوان ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق، وستمكن هذه التقنية المختصين من إجراء الفحوصات على نطاق واسع بما يعزز القدرة على تتبع الحالات وكبح تفشي المرض بين القوى العاملة.
والتقنية الجديدة ستعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها مركزا دوليا للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا، في وقت يتسابق فيه علماء العالم للوصول إلى أسرع التقنيات وأدقها لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا وربما يعزز القدرة على تحديد حاملي المرض قبل أن يصبح معديا ويشكل خطرا أوسع.
وفى سلطنة عمان دفعت الجائحة العمانيين للتفكير خارج الصندوق، فبدأت المشاريع الناشئة بصناعة أجهزة تنفس محلية، ووفقا للدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة العمانى: "جائحة فيروس كورونا دفعت الناس للتفكير خارج الصندوق، فبدأت المشاريع الناشئة بصناعة أجهزة تنفس محلية، كما ظهرت مبادرات لصناعة معدات ولوازم الوقاية الشخصية".