أبدى عدد من المحللين السودانيين، توجسهم من ملء سد النهضة الإثيوبى، دون اتفاق شامل مع مصر والسودان، لافتين إلى أن السد له آثار سلبية كبرى ومكلفة على البلاد.
من جهته، قال المحلل السياسي السوداني، محمد آدم إسحاق، إن السياسة الخارحية للسودان الآن مختلفة عن السابق في عهد النظام السابق، مؤكدا أن السودان يحترم الجارتين إثيوبيا ومصر ومواقفهما، وفيما يخص قضية سد النهصة، قال إسحاق فى تصريحات صحفية، أن محاولة انتزاع حق السودان الأصيل في الشراكة بمشروع سد النهضة أمر غير مقبول، لأن السودان طرف أصيل وينظر إلى مصالحه القومية والاستراتيجية والفوائد التي سيجنيها من بناء السد، وأن السودان شريك وليس وسيط ولن يميل إلى أى طرف على حساب الطرف آخر.
وشدد على أن هناك آثارا سلبية للسد على السودان وتتمثل بانخفاض منسوب النيل، وهذا يكلف طاقة كهربائية أكبر، بالإضافة لحجز الطمي وحرمان السودان من الزراعة الطبيعية في أطراف النيل وتضييق مساحة الأراضي، كما يمثل خطرا جزئيا علي الثروة السمكية في أطراف النيل.
وبالنسبة للخيار العسكري، قال إسحاق: "في اعتقادي إمكانية الخيار العسكري واردة في مف سد النهضة، ولكن الحرب لن تكون في مصلحة أحد".
من جهة أخرى، دعا أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور تركي العيار، القيادة السياسية الإثيوبية للعودة إلى صوت العقل فيما يخص سد النهضة. مؤكدا أن إثيوبيا لا يمكنها أن تواجه مصر ، لافتا إلى أن هناك جهات خارجية تحفز إثيوبيا على الوقوف أمام مصالح مصر.
وتساءل العيار فى لقاء مع قناة 22 السعودية " من أين جاءت لإثيوبيا هذه القوة التى تتحدث بها هذه الأيام والحدة فى الحديث والتلويح بالمواجهة العسكرية وهى تعلم أن الجيش المصرى هو الأقوى فى المنطقة الآن؟.
وأشار العيار إلى إنه لا يستبعد تدخل طرف آخر وراء تعنت إثيوبيا، ووجه الضيف الآخر بالبرنامج الاتهام لقطر وتركيا وأنهما وراء التعنت الإثيوبى فى ملف السد.
من جهته، قال جمال الوصيف -صحفى مصرى مقيم بالسعودية- إن قطر وتركيا تقف مع إثيوبيا للضغط على مصر من أجل ملفات أخرى.
وتساءل "الوصيف" كيف لرجل يحمل جائزة نوبل للسلام - يقصد رئيس الوزراء السودانى- يلوح بإشارات الحرب ولا يتعامل بأقل مبادىء السلمية فى التفاوض؟
من جهة أخرى، دعا صديق يوسف القيادى فى قوى الحرية والتغيير والقيادى فى الحزب الشيوعى السودانى الحكومة السودانية إلى ضرورة إدراج بند للتعويضات لأى آثار بيئية أو اجتماعية تنتج من إنشاء سد النهضة.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها وزير الرى السودانى ياسر عباس، مع قادة الأحزاب والقوى السياسية السودانية، بحضور عدد من خبراء ومهندسى الرى حول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة بين دول حوض النيل الشرقى.
من جانبه رأى عبد الكبير آدم القيادى بقوى الحرية والتغيير، أن السند السياسى للموقف الرسمى الحكومى مهم، والذى يقضى بضرورة عدم البدء فى ملئ السد إلا بوصول الأطراف الثلاثة (مصر، السودان، إثيوبيا) لاتفاق شامل، مشيرا إلى أن القوى السياسية ليس لديها خيار غير الوقوف مع مصلحة البلاد ودعم الوفد المفاوض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة