نهاية غامضة للقاضى الإيرانى على رضا منصورى هارب من بلاده ومتهم بالفساد فى إيران وتلقى الرشاوى، عثرت على جثته الشرطة الرومانية، مساء الجمعة، أسفل مبنى فندق يقيم فيه بالعاصمة بوخارست، وجاءت وفاته بعد أسابيع من محاكمة هزت الرأى العام الايرانى متورط فيها عناصر من السلطة القضائية، وأصبح منصورى مطلوب على ذمة قضايا فساد فى هذه المحاكمة متهم بتلقى رشوة بمبلغ نصف مليار يورو.
القصة بدأت عندما دخل القاضى الإيرانى رومانيا قادماً من ألمانيا، خشية اعتقاله بعد أن باشر القضائى الإيرانى فى محاكمة أكبر طبري، نائب الشؤون المالية لرئيس القضاء الأسبق محمود هاشمى شاهروي، ونائب رئيس القضاء السابق صادق لاريجاني، منذ 6 يونيو الجارى، بتهمة الفساد وتبييض الأموال واستغلال النفوذ وتلقى الرشوة، ومنصورى المتهم رقم 9 فى القضايا.
خودکشی یا قتل؟ معمای مرگ غلامرضا منصوری در رومانی
— DW فارسی (@dw_persian) June 20, 2020
امیرحسین نجفپور ثانی، وکیل منصوری میگوید: "من و خانواده او کاملا معتقدیم، او آدمی نبود که قصد خودکشی داشته باشد". pic.twitter.com/PSP46UqlFh
وبعد أن باشر القضاء الايرانى فى المحاكمة، واتهمه بالفساد نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، نفي فيه التهم المنسوبة اليه، وقال أنه ترك إيران وغادر لتلقى العلاج من مرض مستعص، وأن قيود السفر نتيجة فيروس كورونا منعته من العودة وقال أن ولائه للنظام وأنه سيعود قريبا.
وجائت وفاته غامضة وقالت تقارير انه كان فى الطابق السادس قبل أن العثور على جثته أسفل المبنى، لكن القضاء الإيرانى رجح انتحاره، وقال نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية علي باقري كني قال أن سبب الوفاة انتحار على ما يبدو"، يجب أن ننتظر إجراء مزيد من التحقيق لكي نرى السبب الحقيقي للوفاة"، مؤكد أن الحادث لن يؤثر على قضية الفساد التي يُحاكم بموجبها مسؤولون وقضاة إيرانيون منذ بداية الشهر الحالي".
لكن أسرة منصورى، ومحاميه الخاص استبعدت فرضية الانتحا، وقال أمير حسين نجف بور ثاني، محامي منصوري، بأنه وأفراد أسرة القاضي لا يعتقدون أن منصوري شخص يُقدم على الانتحار، بحسب ما نقلته وكالة إيلنا الاصلاحية، وذكرت تقارير لمواقع إيرانية معارضة أن منصور سقط من شرفة غرفته بالفندق الذى كان يقيم فيه.
وقبل نحو أسبوع من وفاته، قال متحدث السلطة القضائية الإيرانية غلام رضا إسماعيلي أن الشرطة الدولية الإنتربول اعتقلت منصوري في رومانيا، وطالب بتسليمه إلى إيران، إلا أن تقارير ذكرت أن المحكمة الرومانية أفرجت عنه بشكل مشروط، وطالبت طهران بتقديم وثائق تتعلق بتسلمه.
بينما طالبت وزارة الخارجية الإيرانية السلطات الرومانية بتقديم تقرير رسمي حول ملابسات وفاة القاضي منصوري في ظروف غامضة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي اليوم الجمعة: "ننتظر استلام التقرير الرسمي حول سبب هذا الحادث، ونطلب من السلطات الرومانية أن توضح لنا رسميا السبب الدقيق للحادث".
وأضاف: "كان قد راجع السفارة الإيرانية قبل فترة واستعلم عن كيفية عودته إلى إيران، وبما أنه كان تحت ملاحقة السلطة القضائية الإيرانية عبر الشرطة الدولية، فقد ألقت شرطة الإنتربول الرومانية القبض عليه. وبناء عليه نطلب من السلطات والشرطة الرومانية أن تؤدي واجباتها القانونية وتقدم تقريرا رسميا بشأن كيفية وقوع هذا الحادث والسبب الدقيق له".
بدوره رجح مستشار الرئيس الايرانى حسام الدين أشنا وجود ابعاد غير اقتصادية فى ملف الفساد الذى يحاكم فيه طبرى ومنصورى وغيرهم، وقال فى تغريدة على صفحته على تويتر "يبدو أن ملف طبري لديه أبعاد غير اقتصادية، من دون وجود شبكات نشطة في السلطات الإيرانية الثلاثة وربما أجهزة أخرى، من المستبعد أن نرى الفساد... يغادر أحد المتهمين الدنيا في رومانيا" وأثارت تغريدته الجدل فى الأوساط الإيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة