اعترف عمدة لندن، صادق خان، بأنه فشل في توفير "القيادة المناسبة"، حيث تحدث بصراحة عن مدى تأثير الإغلاق على صحته العقلية، وذلك فى مقابلة مع صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية. وقال عمدة لندن إنه اعتاد على المواقف العصيبة، لكن الأسابيع العشرة أو الـ11 الماضية كانت الأكثر صعوبة في حياته المهنية ، فيما يتعلق بالوحدة.
وقال خلال المقابلة: "لقد وجدت الأمر صعبًا حقًا.. لذا، لمدة ثمانية أسابيع لم أغادر، حرفيا، بيتي.. وأنا أحتاج للصحبة وأن أكون بالخارج فهكذا أنمو.. وكنت أعاني بالفعل".
وعندما سُئل عما إذا كان الإغلاق أثر على صحته العقلية قال خان: "ليس لدي أدنى شك في ذلك. بمعنى مجرد الشعور قليلا بالإحباط. هناك أيام لا أوفر فيها القيادة المناسبة. أنا بالتأكيد شعرت بالضعف".
وقالت المحاورة إنها عندما التقت عمدة لندن في سيتي هول كان يتحقق مما إذا كانت بنطاله ما زالت مناسبة لهذه المناسبة - فهي المرة الثالثة التي يرتديه فيها خلال 11 أسبوعًا.
وأضاف خان: "أن تكون زعيما هذا يجعلك وحيدا. وقد كافحت. أدركت أيضًا أنني يجب أن أشعر بالثقة في الحديث عن ذلك. لا يجب أن أشعر أنني يجب أن أكون هذا الرجل "الألفا" الذي يظهر رجولته من خلال كونه خارق. يجب أن أكون صادقًا لأنه بالفعل أنا وجدت صعوبة فى التأقلم".
وعندما سُئل عما إذا كان قد بكى، اعترف خان بأنه بكى ويمكنه البكاء أثناء مشاهدة فيلم. وتحدث أنه شعر فى أوقات عديدة بالحزن و"بكى بالدموع"، كما يقول، ومرات عديدة شعر فيها بالإحباط والغضب. وقال إنه شعر بالغضب لأن رئيس الوزراء لم يدعوه، بصفته عمدة ، إلى اجتماعات كوبرا، المعنية بمناقشة كيفية مواجهة وباء كورونا.
وأوضحت الصحيفة أنه لم تتم دعوة خان لحضور اجتماع حتى 16 مارس، على الرغم من أنه كتب إلى وزير الصحة يطلب فيه المشاركة في تخطيط مواجهة كوفيد في فبراير. قال العمدة إنه ليس لديه شك في أنهم يبقونه في الظلام عن قصد.
وفى حديثه عن الفرصة البيئية التى توفرها الأزمة للعاصمة، قال "خان" إنه على الرغم من أنه الفيروس "فظيعًا"، وأدى إلى الإغلاق إلا أن هناك جانبًا إيجابيا محتملاً في إمكانية تبنى سكان لندن وسائل نقل أكثر خضرة مثل المشي وركوب الدراجات.
وفيما يتعلق بموضوع الاحتجاجات التى اندلعت في جميع أنحاء العالم بعد مقتل جورج فلويد في أمريكا، قال خان إنه يؤيد مسألة "حياة السود تهم"، وكان من المحتمل أن ينضم إلى المظاهرات لولا الفيروس التاجي.
وقال خان عندما رأى ضباط الشرطة في احتجاجات "حياة السود تهم" راكعين متضامنين، كان فخورًا بأن لديهم الثقة للتعبير عن مشاعرهم دون القلق بشأن الانضباط.
يأتي ذلك بعد أن أعلن خان أنه سيخفض راتبه بنسبة 10 في المائة، حيث حذر من أن الفيروس التاجي تسبب في فجوة مالية بقيمة 500 مليون جنيه استرليني في لندن.
وكشف رئيس البلدية يوم الأربعاء الماضى أنه يخفض راتبه بأكثر من 15000 جنيه استرليني، حيث هدد بتخفيض مرتبات الشرطة والإطفاء وعمال المترو ما لم تنقذ الحكومة العاصمة.
وتتزايد المخاوف بشأن تأثير الإغلاق على الاقتصاد، مع مخاوف من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بمقدار الثلث هذا الربع، حيث تتحمل المملكة المتحدة أسوأ ركود منذ 300 عام.
وتعرض خان لانتقادات شديدة بسبب التقدم البطيء في توصيل خدمات النقل في العاصمة إلى مستويات كاملة، مع صور العمال المكتظة في العربات.
وعرضت الحكومة بالفعل ضخ 1.6 مليار جنيه استرليني لدعم النقل إلى لندن، في حين انتقدت الحالة السيئة الموجودة من قبل من مواردها المالية.