نشاهد اليوم لوحة "مدرسة فى الصعيد" التى أبدعها الفنان النمساوى ليوبولد كارل مولر، فى عام 1881، وتكشف فى أحد جوانبها الرغبة الملحة فى العلم، والبدايات البسيطة لتحصيل المعرفة، وتعبر عن جانب مهم فى الحياة المصرية.
ونرى فى اللوحة مجموعة من الصبيان منهمكين فى تعلم القراءة والكتابة، فى منطقة المقابر يتجمعون فى حلقات ويراجعون ما يحفظون، بينما يمر بينهم رجل، لا أعتقد أنه "شيخهم" فهو يبدو أنه "درويش" على باب الله.
ما لفت انتباهى أن المقابر فى الصعيد لا تزال تتخذ هذه الأشكال فى البناء، الذى اختلف فقط أن القبور صارت أكثر ازدحاما، كما صارت الجبانات محاطة بالبيوت.
والمتابع لأعمال الفنان النمساوى ليوبولد كارل مولر، سيلحظ بسهولة فى اللوحات التى تتعلق بمصر أنه كان يحتفى بأنشطة الحياة، يسعى دائما لاصطياد لحظات التعبير، مثل الانهماك أو الدهشة، أو العمل والانشغال، يبدو أنه لم يكن يميل أكثر للثبات، وذلك بالطبع يمنحه درجة أكبر من الإبداع.
وليوبولد كارل مولر، فنان نمساوى (1834-1892) Leopold Carl Müller, Austrian ويعد مؤسس المدرسة النمساوية للرسم الاستشراقي ، زار مصر ابتداء من عام 1870م، وكان يشجع مواطنيه على الرحيل إلى مصرـ وتسجيل مشاهداتهم هناك لأنه عرف بالفعل أن الحياة المصرية كنز للفن والفنانين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة