التاريخ العربى، رغم أنه يتميز بذكورته، لكن النساء استطعن أن يجدن مكانا فيه، هذه المكانة اقتربت من كرسى الحكم فى مواطن كثيرة، ومن ذلك ما فعلته أروى بنت أحمد الصليحى فى اليمن فى القرن الـ 11 الميلادى.
ولدت فى مدينة جبلة وأمها رداح بنت الفارع بن موسى الصليحى ونشأت فى رعاية أسماء بنت شهاب زوجة على بن محمد الصليحى مؤسس الدولة الصليحية، بعد وفاة والدها أحمد الصليحى وزواج والدتها من عامر بن سليمان.
تزوجت أروى بنت أحمد "مكرم" الابن الوحيد لأسماء، وعمرها سبعة عشر عامًا، ولم يكن انتقال السلطة إلى أروى مفاجأة أبدًا وإنما استمرارية للتقاليد، كانت شابة وجميلة وكان عمرها أربعًا وثلاثين سنة وزوجها كان معاقًا، يمكن القول إنه التنازل الوحيد الذى قدمته للتقاليد.
تولت تدبير وحكم أمور الدولة الصليحية فى اليمن للفترة من (479-532 هجرية)- (1085-1138 ميلادية) أى 53 سنة.
وقامت إلى جانب نجاحها السياسى وتقوية نفوذ دولتها قامت ببناء العديد من المآثر التاريخية الإسلامية والإنسانية مثل بناء جامع السيدة أروى بمدينة جبله وهو الجامع الكبير فى المدينة كما قامت ببناء الجزء الشرقى من الجامع الكبير بصنعاء.
وأوقفت الكثير من الأراضى الزراعية للمواشى وبناء المرافق الخدمية كما أوصلت مياه الشرب النقية إلى كل منازل مدينة جبله عبر ساقية طويلة تمتد إلى أعلى قمم الجبل المطل على المدينة، كما عملت على توفير مساكن العلماء والمتعلمين وشكلت حلقات العلم فى جامع جبلة التى كان يلتحق بها طالبوا العلم من مختلف المناطق.