تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء انتخاباتها الرئاسية فى نوفمبر القادم، وسط توقعات كبيرة بفوز جو بايدن، وهزيمة مؤكدة للرئيس الحالى دونالد ترامب، وهو ما يثير قلق فنزويلا فى الوقت الحالى.
وأكدت صحيفة "النافيو" الفنزويلية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى أن، حسب جميع استطلاعات الرأى الحالية أن فوز بايدن أمر مؤكد، ولذلك فقد يساور بعض الفنزويليين خاصة المؤيدين للرئيس الحالى نيكولاس مادورو مخاوف من العواقب المترتبة على رحيل ترامب من البيت الأبيض.
وقال الخبير أندريس أوبنهايمر، إن "ترامب كل ما فعله هو إضعاف التحالف الدولى الضرورى لتحقيق نتيجة إيجابية فى فنزويلا، أما جو بايدن فإنه سيهتم حقيقة بأوضاع الفنزويليين مما سيجعلهم يتخلون عن تأييدهم لمادورو، ويستطيعوا بشكل ما فى هذا الوقت الإطاحة به بشكل منطقى، ولكن ليس كما يهدد ترامب دائما بالتدخل العسكرى مما يجعل الفنزويليين يتمسكون بسلطة مادورو للحماية من هذا التدخل"
وأكد أن هناك نقطة فارقة بين بايدن وترامب، مما يزيد من قناعة أن بايدن سيكون الخيار الأفضل لتحقيق التغيير فى فنزويلا، وهو أن بايدن يحظى بمصداقية كبيرة فى اوروبا وامريكا اللاتينية لدوره الفعال فى حل المشاكل، كما أنه ليس لديه أى ديون شخصية مع الرئيس الروسى فلاديمبر بوتين، على النقيض من ترامب.
وأشار الخبير إلى أن ترامب يحافظ على علاقات سيئة فى اوروبا وامريكا اللاتنينية وهو ما يضعف التوصل لتحالف يضغط على النظام الفنزويلية، ولذلك فإن بايدن سيتخذ قراراته على اساس المبادئ والذكاء وليس مجرد مواقف حساب انتخابى مثلما يفعل ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن، بايدن ينظر إلى الكرب الذى يعيش فيه الفنزويليون، كما كان يفعل الرئيس الأسبق باراك اوباما، الذى جعل الفنزويليين ينظمون احتجاجات قوية فى عام 2014 يطالبون فيها بالاطاحة بالديكتاتور نيكولاس مادورو، وهو ما سيسعى إليه بايدن بعد توليه زمام الامور فى البيت الأبيض، خاصة وأن مادورو فى هذا الوقت قام بجميع انتهاكات حقوق الانسان لردع هذه الاحتجاجات، مما جعل الكونجرس الامريكى يوافق على قانون يهدف للتعزيز عن حقوق الإنسان فى فنزويلا.
وفى الوقت نفسه، بعث الرئيس أوباما من خلال نائبه آنذاك، جوبايدن، برسائل إلى قادة أمريكا اللاتينية يعبر فيها عن موقفه الرافض لأى عنف يتبعه مادورو تجاه المواطنين الفتزويليين، وذلك تشويه صورة مادورو وسوء ادارته فى توليه مقاليد الحكم، ووصفه بانه ديكتاتور.
وقالت صحيفة "انفوباى" الارجنتينية إن رئيسة البرازيل ديلما روسيف، طلبت مادورو فى 2015 بإجراء حوار مع أوباما حول اسعار النفط، إلا أن رد مادورو كان قاسى وعنيف جعل بايدن يبتسم على الفور .
وعندما طالب مادورو بايدن، عدم التدخل فى الشئون الفنزويلية كان رده "انت الذى عليك ان تتحاور مع شعبك ومع المعارضة وتسلك طريق احترام الديمقراطية وحقوق الانسان واطلاق سراح السجناء السياسيين وبالتالى تجنب الانهيار الاقتصادى".
وكما هو معروف، لم يلتفت مادورو لهذا التحذير. وهكذا، فى مارس 2015، وضع أوباما العقوبات الأولى، وضمن هذه السلطة التنفيذية نفسها، بدأت وزارة العدل التحقيقات فى مكافحة الفساد وغسل الأموال والاتجار بالمخدرات. تلك التحقيقات والعمليات هى تلك التى كانت فى العامين الماضيين والتى وقعت على جهات رمزية فى النظام الفنزويلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد الامر سوءا الآن ويسهل مهمة الاطاحة بمادورو، هو الانتخابات المزورة فى عام 2018، هذا فضلا عن سيطرة مادورو على الجمعية الوطنية المنتخبة فى 2017، مما يعزز من ديكتاتوريته من وجهة النظر الامريكية، وهو ما سيلعب عليه بايدن مجرد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية.
وتعهد بايدن بمنح وضع حماية الهجرة المؤقتة للفنزويليين، وكذلك التأثير على المجتمع الدولى لاستعادة كل قرش نهب من الدولة الفنزويلية على ايدى مادورو، وإعادة تلك الموارد الى الشعب الفنزويلى.
وقد صرح بايدن بوضوح كبير أنه حتى لو غادر مادورو، "سوف تنقسم فنزويلا بشدة سياسيًا ومكتئبًا اقتصاديًا، ومعاناة إنسانية كبيرة"، لذا "تحتاج الولايات المتحدة إلى خطة شاملة لمساعدة البلاد على يتعافى ". بالمناسبة، هذا مشروع طويل الأمد، مع الدور الرائد للفنزويليين، لم يظهر ترامب أبدًا علامات تصوره.