لا يمكن لأحد إنكار "دود القبر" فهو أمر يقره العلم، لكن قد يتساءل أحدهم، لماذا نجد على المواقع الدينية، توضيحات وإيجابات تتعلق بهذا الشأن العلمى البحت، فنجد سؤالا من نوعية: من أين يأتى دود القبر؟
كنت فى البدء استغرب من وجود مثل هذه الأسئلة وغيرها ذات الطابع العلمى، لكن تبين لى أن هذا السؤال به بعض التداخل مع التراث، متداخل مع أحد الأحاديث الشريفة التى تبين أن الأرض هى التى تأكل الإنسان بينما العلم الذى يذهب إلى كون الديدان تخرج من جسم الإنسان، وعلماء الدين والباحثون يحاولون التوفيق بين هذا وذاك.
فعندما يطرح مثل هذا السؤال نجد الإجابة تأتى على الشكل التالى:
أهل الطب الشرعى يقررون أن بعض أنواع البكتريا غير الضارة فى جسم الإنسان بمجرد وفاته تتحول إلى أن تتغذى عليه، ولا مانع من أن تأتى حشرات أخرى من الخارج لتشاركها، كما لو ترك الإنسان شيئاً من الطعام دون ظروف التخزين الجيد، تلف بمثل ذلك وتعفن.
وأما وجه تعارض ذلك مع معنى الحديث " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" فلا تعارض إذ يحتمل وجود حشرات من الأرض تشارك فى ذلك، أو باعتبار سكن هذه الديدان والحشرات، وهذا معهود عند العرب إطلاق المحل، وإرادة الحال، كقولهم الغائط، يعنون به الخارج، وأصله المطمئن من الأرض الذى يستتر فيه الإنسان لقضاء حاجته، أو أنه باعتبار مشاهدة المخاطب، فالمخاطب ـ وهم أمة النبى صلى الله عليه وسلم ـ يشاهدون الميت مأكولاً ولا أثر ظاهر إلا الأرض، فخاطبهم على ذلك، وهذه قاعدة معروفة: اعتبار حال المخاطب بالكلام.