هدى شعراوى من أبرز الناشطات المصريات اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وتمر اليوم الذكرى الـ141 على ميلادها، ويحتفى بها مؤشر البحث العالمى جوجل، إذ ولدت فى 23 يونيو عام 1879، بمدينة المنيا فى صعيد مصر.
وهدى شعراوى صاحبة تاريخ طويل فى الدفاع عن حقوق المرأة المصرية، هى ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصرى الأول فى عهد الخديوى توفيق، والذى رحل وهو فى سن صغيرة، فربتها والدتها إقبال التى كانت شابة صغيرة السن ذات أصول قوقازية، وزوجة أبيها حسيبة، ونشأت مع شقيقها عمر فى منزل والدها فى القاهرة تحت وصاية ابن عمتها على شعراوى، والذى أصبح الوصى الشرعى والوكيل على أملاك أبيها المتوفى.
ظلت هدى شعراوى تعانى كونها أنثى، فمنذ مرحلة البلوغ عانت من التفرقة بين الجنسين "بينها وبين شقيقها"، وكتبت ذلك فى مذكرتها والتى حكت بالتفصيل عن المتغيرات والصدمات التى تعرضت لها، ولكن كون ذلك أمر سلبى بالنسبة لها، إلا أنها حولت ذلك إلى إيجابى فتغير تفكيرها وشخصيتها وأصبحت المدافعة عن حقوق المرأة المصرية، ورمز من رموز النضال.
وتحكى هدى شعراوى فى مذكراتها : تفضيل أخيها الصغير "خطاب" عليها وإعطائه معاملة خاصة، على الرغم من أنها تكبره بعشرة أعوام، وعند طرح تساؤلها اكتشفت المعنى الظاهر للنوع الاجتماعى حيث قيل لها أن أخاها رغم كونه أصغر سنا فإنه يومًا ما سوف يصبح مسئولا عن إعالة الأسرة، لذلك فإن كونه ذكر يتيح له امتيازات أكثر.
وتقول هدى شعراوى فى مذكراتها إنهم كانوا فى المنزل يفضلون دائمًا أخاها الصغير فى المعاملة، ويؤثرونه عليها، وكان المبرر الذى يسوقونه إليها أن أخاها هو الولد الذى يحمل اسم أبيه، وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما هى فمصيرها أن تتزوج أحدًا من خارج العائلة، وتحمل اسم زوجها.
ويعد موقف مرضها بالحمى من أبرز المواقف التى أثرت فيها بشكل سلبى، خاصة أن اهتمامهم بأخيها من جانب والدتها، التى كانت لا تغادر الفراش، أول الصدمات التى جعلتها تكره أنوثتها - بحد وصفها - فقط لأنه ولد".
أما عن زواجها من ابن عمتها، فتقول : أن الزواج الذى حرمها من ممارسة هواياتها المحببة فى عزف البيانو وزرع الأشجار، وحدت حريتها بشكل غير مبرر، الأمر الذى أصابها بالاكتئاب لفترة استدعت فيها سفرها لأوروبا للاستشفاء.، تعرفت هناك على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة، الأمر الذى شجعها فى أن تحذو حذوهم .