تعد رواية "تويجات الدم" للأديب نغوغى وا ثيونغو، هى رواية من الأدب الكينى فيها بصمات كينيا وشعبها وتأريخ نضاله الطويل وأيضاً نضاله ما بعد الاستقلال الذى كان أشق وأصعب عما سبقه، وتحكى عن احتجاج البروليتاريا ومطالبتهم بحقوقهم حتى ينظموا ثورة تبدأ من القرية وتنتهى فى المدينة.
ويتبنى المؤلف فى هذه الرواية الصراع الذى أفرزه الواقع السياسى ما بعد الاستقلال وما ترتب على ذلك من صراعات بين قوى الثورة والشعب من جهة والقوى المستفيدة والمتسلقة من جهة أخرى. لقد ناقش المؤلف وضع كينيا بعد الاستقلال من خلال شخصيات الرواية، فحاول أن يطرح نماذج أبطاله (منيرا- أيجا- كاريغا) وشخصيات ثانوية أخرى، وذلك بربطها بحركة التاريخ اليومية بحيث تكون لها انتماءات طبقية ترفد عوالم الرواية وتظهر شكلها الغنى من زوايا فهم التاريخ وحركة الواقع.
إن القتل المحير لثلاثة مديرين أفارقة فى مصنع بيرة مملوك للأجانب، يهيئ المشهد لهذه الرواية القوية الشديدة حول خيبة الأمل فى كينيا المستقلة، حكاية بسيطة مخادعة، بتلات الدم على السطح تحقيق مريب فى جريمة قتل ثلاثية مذهلة فى البلد فى كينيا، ومع ذلك، وبينما تتكشف القصص المتشابكة للمتهمين الأربعة، تظهر صورة مدمرة لدولة حديثة من العالم الثالث يشعر شعبها المحبط بأن قادتهم قد خذلوهم مرة بعد مرة.
شرت هذه الرواية لأول مرة فى عام 1977، وكانت متفجرة للغاية لدرجة أن كاتبها تم سجنه دون اتهامات من قبل الحكومة الكينية، كان سجنه صادمًا للغاية لدرجة أن الصحف فى جميع أنحاء العالم لفتت الانتباه إلى القضية ، وأثيرت الاحتجاجات من قبل مجموعات حقوق الإنسان والعلماء والكتاب ، بما فى ذلك جيمس بالدوين وتونى موريسون ودونالد بارثلمى وهارولد بينتر ومارغريت دراب
ومؤلف الرواية هو نغوغى وا ثيونغو، أو جيمس نغوغى (ولد فى 5 يناير 1938) هو كاتب كيني، كان يكتب بالإنجليزية، واتجه الآن إلى الكتابة بلغته القومية (الكيكويو)، كتب الرواية والمسرحية والقصة القصيرة، كما كتب مقالات أدبية واجتماعية، وكتب فى أدب الطفل، من أشهر أعماله لا تبكِ أيها الطفل (روايته الأولى، 1964)، حبة حنطة (1967)، بتلات الدم (1977)، شيطان على الصليب (1982).
حصل على عدة جوائز وتكريمات من بينها: جائزة لوتس للأدب (1973)، جائزة نونينو الدولية (2001)، الجائزة الدولية لكتالونيا (2019)، جائزة بارك كيونغ-نى (2016)، وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الدولية سنة 2009.، ظهر اسم نغوغى وا ثيونغو عدة مرات فى قوائم المرشحين لجائزة نوبل فى الآداب.