تحت عنوان "الإغتراب فى أعمال محمد سلماوى"، تناقش الباحثة ريهام أحمد السيد قاسم رسالتها للماجستير فى النقد الأدبى، بقاعة المعهد العالى للفنون الشعبية، يوم الخميس 25 يونيو الحالى، فى تمام الساعة الثانية ظهرًا، بإشراف الدكتورة سامية حبيب.
وأوضحت ريهام أحمد السيد قاسم، أنها اختارت نماذج من أعمال الكاتب الكبير محمد سلماوى، لأنها نتميز بظهور ملامح الاغتراب فى كل تفاصيلها وليس ذلك فى أعماله المسرحية فحسب وإنها كذلك من خلال قصصه القصيرة ورواياته.
وأضافت الباحثة ريهام أحمد السيد قاسم، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن هذا البحث يسعى إلى تأمل نصوص الكاتب الكبير محمد سلماوى التى يتجلى فيها الاغتراب بمظاهرة المتعددة، ونتعرض من خلال أعماله كذلك إلى أنماط الاغتراب كلها التى يعانى منها الإنسان، كالاغتراب النفسى والذاتى والاغتراب عن الآخر، والاغتراب الثقافى والقيمى، بالإضافة إلى محاولة وضع الحلول المتاحة لقهر حالة الاغتراب تلك.
وتقول الباحثة ريهام أحمد السيد قاسم، إن الأسباب الذى دفعتنى لاختيار الموضوع، أن دراسة موضوع الاغتراب من المجلات الخصبة والمهمة، وتأتى أهمية الدراسة فى محاولاتها توصيف إحدى الظواهر العامة التى تشترك فيها الإنسانية ولفت النظر إليها، ومناقشتها ومحاولة قراءة أبعادها وذلك عند أحد الكتاب المتميزين فى مجال الكتابة سواء فى المسرح أو الرواية والقصة القصيرة على حد سواء، ومحاولة إيضاح الدور الذى قام به الكاتب فى التعبير عن هذه الظاهرة وكونها حقيقة نابعة من إحساسه بأهميتها وخطورتها.
وأشارت الباحثة إلى أن الدراسة تهدف إلى تقديم رؤية نقدية لقضية فلسفية تجلت فى الأعمال الأدبية المختلفة، مسرحية وروائية وقصصية، هى قضية الاغتراب بتجلياته المختلفة، ومعادلة قراءة أبعادها، وذلك من خلال أعمال أحد المتميزين فى مجال الكتابة وهو الكاتب محمد سلماوى، الذى جاءت نصوصه مفعمة بدلالات ثرية على أدب الاغتراب، فهى تعالج موضوعات وقضايا تمس الإنسان المغترب وتوضح الاغتراب وتأثيراته المختلفة فى الفرد والمجتمع وتجسد قضايا المجتمع تجسيدًا شفافيًا ناتجًا عن تجربة ومعايشة صادقة.
وتابعت الباحثة، استطاع الكاتب تجسيد الظاهرة موضوع البحث، تجسيدًا فنيًا متميزًا من خلال شخصيات مغتربة إزاء واقع محبط وفى ظل إنهيار القيم الإنسانية وسيطرة المادة والقيم النفعية، أعطى الكاتب للاغتراب صياغة جديدة، فيكون الفرد مغتربًا عن ذاته بقدر ما بكون الوطن مغتربًا عن تاريخه، وهذا واضح فى روايته "أجنحة الفراشة"، فقد انتهت مأساة ضحى العنانى بطلة الرواية بتحررها من زواج فاشل فى الوقت الذى تحرر فيه الوطن من نظام فاشل بثورة شعبية فى 25 يناير وعلى خلاف ذلك نجد نسرين حورى بطلة رواية "الخرز الملون" التى وصل بها الاغتراب إلى ذروته ولم تستطع التحرر منه وكانت نهايتها المأسوية بالخروج من الحياة بالانتحار مثل قضية فلسطين وطنها الذى مازال تحت وطأة الاحتلال.
وأشار الباحثة ريهام أحمد السيد قاسم، إلى أن أعمال الكاتب الكبير محمد سلماوى تطرح قضايا عدم الانتماء والاغتراب والعزلة للفرد داخل مجتمعه، وتكشف لنا أعمال سلماوى موضوع البحث الاغترابية، منها من يستطع التغلب على هذه المشكلة وتخطيها إلى ماهو إيجابى ومنها ما هو سلبى لا يستطع التغلب عليها إلى أن يصل به الأمر إلى أعلى مراتب الاغتراب وهو "الانتحار".
سبق وتم إعداد العديد من الرسائل الأكاديمية عن الكاتب محمد سلماوى، سواء من جامعات مصرية أو أجنبية، حيث قدمت رسالة بعنوان "سالومى بين أوسكار وايلد ومحمد سلماوى" للجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما قدمت رسالة دكتوراه بعنوان "تأثير مسرح العبث على الدراما العربية" لجامعة ليدز البريطانية، ورسالة بعنوان "دراسة فى تقنيات الإخراج المسرحى بين الواقعية والعبثية فى المسرح المصرى فى الفترة من 1965 ـ 1985، لأكاديمية الفنون ـ المعهد العالى للفنون المسرحية، كما قدمت رسالة ماجيستير حول "الجوانب الاجتماعية والسياسية فى أعمال محمد سلماوى" للجامعة العبرية بالقدس، ورسالة دكتوراه عن "المسرح السياسى فى مصر ودروه فى تشكيل منظومة القيم الدرامية" لجامعة الدول العربية معهد البحوث والدراسات العربية، كما قدمت رسالة حول "أساليب الكتابة عند محمد سلماوى" لأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه حول "الاتجاه السياسى فى الرواية المصرية فى الربع الأخير من القرن العشرين" لجامعة عين شمس، ورسالة بعنوان "إعادة تشكيل الهوية: دراسة مقارنة بين "أجنحة الفراشة" لمحمد سلماوى لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وغيرها الكثير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة