دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
عندما تضع أمامك هدفًا وتسعى لتحقيقه برغبة حقيقة وجهد كبير، للوصول إلى الغاية الكبرى لإسعاد جماهيرك، وهنا تجد أن جميع الأبواب تُفتح لك لكى تصنع لنفسك ولناديك تاريخًا سيظل يُكتب وتتذكره الأجيال وتتوارثه من جيل وراء جيل، هكذا كان حال جيل الأحلام فى الزمالك، بعدما نجحوا فى التتويج ببطولة دورى أبطال أفريقيا، على حسام الرجاء البيضاوى المغربى، عام 2002، لتكون أخر ذكرى لتتويج قلعة ميت عقبة باللقب الأفريقى الذى غاب من بعدها عن دولاب بطولات القلعة البيضاء، ولهذا فهو يحمل الكثير من الذكريات والكواليس فى قلوب لاعبى هذا الجيل والجماهير، وتظل تردد ذكرياته حتى يومنا هذا، لاسيما فى ظل اقتراب الأبيض من المنافسة على اللقب من جديد فى هذه النسخة بعدما تأهل إلى دور نصف النهائى ليواجه الرجاء البيضاوى، الذى تأجلت لأجل غير مُسمى من قبل الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف"، بسبب انتشار فيروس كورونا.
ويحكى حازم إمام، أسطورة الزمالك ورمز القلعة البيضاء السابق، كواليس هذه البطولة، قائلاً، "البطولة كانت صعبة جدا بسبب قوة الفرق المشاركة، لم تكم الأمور وردية واللعب فى أفريقيا فى هذا التوقيت أشبه بالمعارك لأنك تذهب إلى المجهول، المشوار بدأ بشكل طيب بالفوز على الجيش الروندى بسداسية فى الدور التمهيدى، صنعت هدفين واحرزت هدفين فى هذا اللقاء وكنا موفقين للغاية، بعدها بدأ الفريق فى معارك قوية بدور المجموعات حتى مواجهة الرجاء فى النهائى".
وأضاف، "البطولة شهدت موسمين دورى وكنا فى هذا التوقيت خسرنا بطولة الدورى، ولكن تركيز اللاعبين كان كبير جدًا ونجحنا فى الفصل بين المباريات المحلية والأفريقية، وكان الجهاز الفنى فى هذا التوقيت بقيادة كابرال يشارك مجموعة من اللاعبين فى الدورى ومجموعة آخرى فى أفريقيا، وبالفعل نجحنا فى عمل توازن بين جميع البطولات بدليل الفوز بسبعة بطولات فى هذا التوقيت"، مضيفًا، "تبقى مباراتنا مع الترجى فى مصر الأصعب بسبب احتمالية خروجنا من البطولة فى حالة التعادل بهدف لكل فريق، كنا مطالبين بالتسجيل وفى نفس الوقت أن لا نتلقى أى أهداف، ونجحنا فى إحراز هدف ولكن الحفاظ عليه كانت مهمة صعبة جدًا وفى النهاية صعدنا للدور قبل النهائى بعد مباراة عصيبة جدا".
أما تامر عبد الحميد "دونجا"، لاعب وسط الزمالك السابق، فيقول عن هدفه التاريخى فى مرمى الترجى، "تعرضت للإصابة خلال لقاء ودى أمام المصرية للاتصالات قبل مباراة العودة ضد الرجاء بأسبوع، لم يكن مقررًا أن أشارك مع الفريق، ولكن خوضت فترة علاج وتأهيل حتى يوم المباراة، ومن توفيق ربنا أن أشارك وأسجل هدف الفوز وتحقيق اللقب"، متابعًا: "لحظة تسجيلى الهدف كان الملعب فى حالة صمت رهيب عندما استلمت الكرة فى وسط الملعب، ولم أسمع غير صوت حازم إمام لما قالى أوعى تشوط يا تامر، وسددت الكرة ولم أكن أتخيل أن أسجل فى مباراة نهائى أمام كل هذه الجماهير، وأن أساعد الفريق لتحقيق البطولة".
وأخيرًا يحكى بشير التابعى، مدافع الزمالك الأسبق، كواليس الفرحة عقب التتويج باللقب قائلاً، "قبل إياب نهائى البطولة أمام الرجاء المغربى كنا بعيدين عن الضغوط فى المعسكر والتدريبات، لكن بمجرد وصولنا إلى الملعب ورؤيتنا للجماهير اختلف الوضع تماما وكنا فى ضغوطات كبيرة والجماهير أيضًا كانت عاملاً محفزًا لنا"، متابعًا، "لم أشعر بفرحة التأهل إلا بعد نهاية اللقاء أمام الرجاء، ورغم تسجيلنا لهدف فى الشوط الأول أمام الرجاء لكن كنت فى حالة قلق شديدة من ضياع اللقب".