تعد رواية 1984 للكاتب الإنجليزى جورج أورويل أشهر رواية فى القرن العشرين، وذلك لما حققته من نجاح ولما واجهته من منع ولكم التأويلات التى لحقت بأحداث الرواية، ختارت مجلة تايم الرواية في 2005 ضمن أفضل 100 رواية كتبت باللغة الإنجليزية بين سنتي 1923 و2005. ووصلت إلى قائمتي دار نشر "Modern Library" لافضل 100 رواية، وصنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لمكتبة بوكلوين العالمية.
صدرت الرواية للمرة الأولى فى سنة 1949 ونجحت، بل تحولت إلى أيقونة، حتى أن صحيفة التليجراف طرحت العام الماضى سؤلا مهما هو: "لماذا لا نزال مهووسين برواية جورج أورويل".
رواية 1984
ويعتقد أن تلك الرواية التى ربما تنبأت بثورة الاتصالات فى العالم، والهيمنة الإعلامية الكبيرة التى تطورت خلال الربع الأخير من القرن المنقضى، وبحسب كتاب "كما تحب: رسائل أدبية" للكاتب وداد الكوارى، أن "أورويل كان مهتما بمستقبل البشرية فحذر فى رواياته من هيمنة الإعلام وخطورته على عقول وحياة ومشاعر الناس.
وتقع أحداث الرواية فى أوشينيا، واحدة من ثلاث دول عظمى اقتسمت العالم بعد حرب عالمية كبيرة، وينقسم الشعب فى أوشينيا إلى طبقات ثلاث، طبقة الأقلية الحاكمة وتشكّل %2 من السكان، الحزب الخارجى ويشكّل %13 من السكان، الطبقة الدنيا أو البروليتاريا وتشكّل %85 من السكان الأميين، أما عن بطل الرواية فهو وينستون سميث، عضو فى الحزب الخارجى وعامل فى وزارة الحقيقة، والتى تتولى مهمّة تعديل الوثائق التاريخية لتحقيق التوافق بين الماضى وبين مواقف الحزب المتغيّرة، ومحو أى إشارة لأشخاص قتلتهم السلطة وترغب فى مسح وجودهم من التاريخ والذاكرة.
ووفقل لتقرير نشرته جريدة "التليجراف" البريطانية واسعة الانتشار، تعد رواية 1984 واحدة من أكثر روايات القرن الماضى نفوذاً، كما أنها واحدة من الأكثر الكتب رعبا فى العالم"، حيث يضيف التقرير"إذا كان هذا هو ما سيكون عليه العالم، فربما نضع رؤوسنا فى أفران الغاز الآن"، هكذا كتب أحد القراء ردا على الرواية من مقالة نشرت فى بى بى سى عام 1954، حتى أن جورج أورويل نفسه، فى مقال نشر عام 1943 (قبل خمس سنوات من نشر الكتاب)، سأل عما إذا كان "ربما صبيانيًا أو مهووسًا لتخويف نفسه برؤى لمستقبل شمولى"، لكن الكتاب نُشر قبل 70 عامًا، فكيف احتفظ تسعة بكل هذه الحيوية غير العادية؟