استطاع محور المحمودية بالإسكندرية المنجز فى وقت قياسى، خلال عامين تقريبا ، إنهاء الأزمة المرورية بالطرق الموازية لطريق الكورنيش، وذلك بخلق طريق ومحاور موازية تقطع أربعة أحياء بمسافة 77 كيلومتر تقريبا ، ولعل أهم ما يتميز به المحور هو إنشاء عدد كبير من الكبارى والتى أدت الى القضاء على الأزمة المرورية واختزال وقت الوصول الذى تستغرقه الطرق العادية الى دقائق معدودة.
نعم لقد تحول الحلم الى حقيقة، أوشك المشروع القومى لإنشاء محور المحمودية "شريان الحياة" على الانتهاء والافتتاح قريبا، وهو المشروع الذي يقوم الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بتنفيذه والإشراف عليه تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من المحور الجديد الذى سيعمل على حل الأزمة المرورية بالإسكندرية.
اليوم السابع أجرى جولة بعدد من الكبارى الأساسية و المحورية، بمحور المحمودية لرصد اللمسات الآخيرة استعدادا للافتتاح، وأجرى لقاءات مع بعض المسؤولين و الفنيين عن المشروع
وأكد المهندس إسلام محمد على ، رئيس قطاع الكبارى واستشاري بمشروع محور المحمودية ، أنه تم إنجاز نحو 98% من الكباري بمحور المحمودية ، حيث يشمل المحور نحو 3 كبارى على قطاع المحمودية مباشرة ، وهو كوبرى أنطونيادس بطول 560 متر ، و كوبرى أبو سليمان بطول 900 متر ، وكوبرى بشاير الخير (أ) بطول 750 متر ، بالإضافة الى مجموعة كبارى بشاير (ب) والتى تربط محور المحمودية بطريق الدولي الساحلي بطول 2100 متر ، و مجموعة كبارى المطار التى تربط محور المحمودية بالطريق الزراعي بطول 4200 متر ، بمجموع 6 كبارى و بمسافة إجمالية تقدر بنحو 8 ألاف كيلو متر ،تم الانتهاء منها فى وقت قياسى حيث استغرق العمل نحو عامين فقط .
و أكد المهندس إسلام محمد على ،فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من إنشاء محموعة كبارى بمحور المحمودية هو ربط كافة المسارات الجانبية بمحور المحمودية ، والقضاء على مشاكل الاختناق المرورى بمناطق الخلفية لأحياء الإسكندرية ، حيث استطاع كوبرى أبو سليان بالقضاء على مشكلة الاختناق المرورى بمدخل شارع الترعة ،و فتح الطريق لنحو 90 محل تجارى بشارع أبو سليمان ، كما استطاع كوبرى أنطونيادس قضى على الآزمة المرورية بطريق المحمودية ،فيما أدى إنشاء كوبرى بشاير الخير(أ) على حل مشكلة الاختناق المرورى بمنطقة كرموز خاصة بمنطقة الأسواق .
وقال المهندس أحمد الوكيل مدير المكتب الفنى بمشروع كوبرى المطار بمحور المحمودية ،أن مشروع الكوبرى بمثابة محور جديد ، يبدأ من مطار النزهه وينتهى بمنطقة سموحة ،وهو مكون من 4 منشأت خرسانية ضخمة "كبارى سيارات" ، أول كوبرى بمسافة كيلو متر ونصف، يبدأ من مطار النزهة ،وينتهى بمنطقة أنطونيادس بالطريق الزراعى، و منزل آخر 300 متر على محور المحمودية ،والهدف الرئيسى من إنشاؤه هو ربط الطريق الزراعى بطريق المحمودية ، بالإضافة الى مجموعة كباري أخرى تفرعات بإجمالي مسافة 4 كيلو متر و نصف ، مؤكدا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الكبارى جاءت بهدف القضاء على الآزمة المرورية من خلال القضاء على التقاطعات السطحية برفعها بإنشاء الكبارى لتخفيف الآزمة المرورية بالطريق الرئيسي ،لافتا الى أن كوبرى المطار بمنطقة سموحة يعد أعلى كوبرى بالإسكندرية حيث يبلغ ارتفاع الكوبرى فى تلك المنطقة نحو 23 متر .
وأوضح المهندس أحمد الوكيل ، أن كوبرى المطار تم الانتهاء من إنشائه بوقت قياسى ، بفضل تذليل كافة العقبات والتنسيق مع إدارة المرور ،وخاصة و أن المشروع لم يتوقف خلال أوقات الذورة فى النهار ، و كنا نعمل بنظام الورديات 24 ساعة ،بالإضافة الى أن قرار الحظر بسبب جائحة كورونا ،أدى الى وقف الحركة المرورية على الطريق وساهم فى إنجاز المشروع فى وقت قياسي ، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية و أعمال التطهير وارتداء الكمامات.
واستطاع مشروع محور المحمودية، تحويل ترعة المحمودية من مستنقع للمخلفات والأوبئة إلى شريان مرورى ومحور تنموى متكامل بطول 21 كيلو متراً، بدءاً من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقاً حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غرباً، وتغلب المشروع القومى على العديد من التحديات منها نقل المرافق العامة من شبكات مياه وصرف صحى وكهرباء وغاز طبيعى وإنشاء 14 منطقة تنموية بطول المحور.
ويشمل المشروع المنطقة الاستثمارية التى تقع بمنطقة سموحة، وهى تتضمن إنشاء بحيرة 1 على مساحة 14 ألف متر مسطح وهى بحيرة مخصصة للمواطنين بالمجان، حيث سيتم وضع مقاعد للتنزه على جانبي البحيرة، مع الحرص على مشهد جمالى للبحيرة، حيث سيتم وضع ذريعة أسماك داخل البحيرة الصناعية، وتزويدها بالإضاءة الجمالية و"لاند سكيب".
أما بحيرة 2 فهى بحيرة داخل المنطقة الاستثمارية، وتتضمن 62 وحدة تجارية بمختلف المساحات، مزودة بأنظمة كهرباء وإطفاء حديثة لأول مرة بالإسكندرية، وبحيرة 3 فهى الأكبر حيث تتضمن نحو 66 وحدة تجارية بمختلف المساحات، والبحيرات بها عمق مياه 2.40 سم، وصممت لتستوعب منسوب مياه أعلى فى فصل الشتاء بمنسوب زيادة 75 سم فى البحيرات الثلاثة، مما يسمح بمنظومة مياه متكاملة للشرب والزراعة.
ومن يمر بالطريق الخلفى للإسكندرية بجوار المحمودية يلاحظ إنشاءات لم تكن موجودة من قبل، ولعل أبرزها هى كبارى المشاة التى أبهرت مواطنى الإسكندرية بجمال التصميم والألوان، حيث تتلألأ كبارى المشاة بطول محور المحمودية بإنشاءات وتصميمات معمارية رائعة وألوان جاذبة من اللون الأحمر والأزرق، ومن أجمل ما يزينها أسماء عدد من شهداء الوطن، حيث تم إطلاق اسم شهيد على كل كوبري من كبارى المشاة بطول محور المحمودية، وتلألأت تلك الكبارى أكثر ليلا بعد إضافة إضاءة جاذبة بالكبارى وبكفاءة وجودة عالية.
وتم الانتهاء من كبارى المشاة وعددها 14 كوبري، تنتشر بطول محور المحمودية، وأصبحت تحفة معمارية جمالية تتميز بشكل جمالى يزين المحور، حيث تم إطلاق أسماء الشهداء على كل كوبري للمشاة بطول المحور.
أما عن المحاور العرضية فالمحور يتخلله 25 محورا عرضيا لربط "الشريان" بالأحياء الداخلية، ليعطى قبلة الحياة للمدينة للخروج من أزمتها المرورية، فضلاً عن وضع الإسكندرية على خريطة التنمية الشاملة والمستدامة، حيث أن عرض المحور يتراوح ما بين 80 و120 متراً، ويسع المحور الجديد من 6 إلى 8 حارات مرورية فى كل اتجاه، مع تخصيص حارة لأتوبيسات النقل العام.
والعمل بالمشروع مستمر فى ظل الظروف الراهنة التى تمر على البلاد، حيث يعمل كل من بالمشروع على قدم وساق ولم يتوقف ساعة واحدة فى ظل الإجراءات الاحترازية التى وضعتها الدولة للوقاية من فيروس كورونا، ويتم العمل بنظام الورديات 24 ساعة متواصلة، لسرعة الإنجاز والتسليم، مع استخراج كافة التصريحات اللازمة لعمال الوردية المسائية الذين يعملون فى فترة الحظر، خاصة وأن هناك بعض الأعمال يكون من الأفضل العمل والانتهاء منها خلال فترة الحظر بعيدا عن الازدحام المروري.
وبدأت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة فى تنفيذ المشروع منذ فبراير 2018، بتكلفة بلغت نحو 5 مليارات جنيه، وحاليا يتم العمل به على قدم وساق باستخدام 450 معدة يعمل تطوير محور المحمودية على حل الأزمة المرورية، حيث يمر فى 4 أحياء.
ويوفر المشروع حوالي 15 ألف فرصة عمل مباشرة وحوالى 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة بإجمالي حوالى 40 ألف فرصة عمل بالمشروع، كما يسهم أيضا فى رفع الكفاءة الإنتاجية وجودة المياه والضغوط بالشبكات وبالتالي حل مشكلة ضعف وانقطاع المياه بمحافظة الإسكندرية، حيث تم تأهيل القطاع المكشوف لتوفير كميات المياه المطلوبة لمحطة السيوف وللامتداد المستقبلي لمدينة الإسكندرية بإجمالى 1,5 مليون متر مكعب يوميا.