بين كماشة الوباء والعقوبات الأمريكية، تعيش إيران اليوم، وبينما أظهرت إحصاءات لوزارة الصحة الإيرانية أن عدد الوفيات في البلاد جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد تجاوز عشرة آلاف، فجرت الولايات المتحدة قبلة عقوبات جديدة فى وجه طهران، وفرضت عقوبات جديدة على شركاتها فى وقت تهدد فيه أيضا طهران بتمديد عقوبات مجلس الأمن على التسليح.
وفيما يتعلق بكورونا، قالت وسائل إعلام إيرانية إن عدد الوفيات تخطت الـ10 آلاف بعد 5 أشهر من تفشى الوباء فى جميع المحافظات الإيرانية، بينما قال مسئولين إن هناك انتشار شرس للفيروس فى بعض المحافظات، ففى قم وجيلان بلغت الإصابات 40% من السكان، وطهران أصيب نحو 15% من سكان العاصمة.
واليوم، تجاوز أيضا عدد الوفيات المئة وهو رقم يتم تسجيله يوميا خلال الأسبوع المنصرم للمرة الأولى منذ شهرين، فيما يعكس زيادة كبيرة في الإصابات الجديدة منذ بدء رفع القيود على الحركة في منتصف أبريل وإعادة فتح المساجد وعمل الموظفين.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية، سيما سادات لاري، أثناء موجز صحفي عن رصد السلطات الصحية 134 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية (مقابل 133 وفاة أمس)، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 10130 حالة وفاة.
وسجلت السلطات الصحية الإيرانية خلال اليوم الأخير 2595 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" (مقابل 2531 إصابة أمس)، ليصبح إجمالي عدد الإصابات التي تم رصدها في البلاد 215096 بينهم 2899 مصابا بـ"كوفيد-19" في إيران بحالة حرجة يرقد في العناية المركزة، و 175103 حالات شفاء.
ودأب مسؤولون كبار على التحذير من أن السلطات ستعيد فرض القيود إذا لم يتم الالتزام بالقواعد الصحية الرامية لكبح انتشار العدوى مثل التباعد الاجتماعي.
بدوره أكد الرئيس الايراني حسن روحاني، أنه لا بد من استخدام الكمامات الطبية في المرحلة الجديدة من تفشي فيروس كورونا.
ومع استمرار الزيادة فى حالات الإصابة بفيروس كورونا التى تجاوزت 200 ألف حالة، وقال روحاني الخمیس خلال اجتماع رؤساء اللجان التخصصية الفرعية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، إن إيران ستبحث مسألة إلزام السكان فى غضون أيام باستعمال الكمامات فى الأماكن العامة والمناطق المغطاة، وقال روحانى فى تصريحات بثها التلفزيون الرسمى "قد نجعلها إلزامية خلال أسبوع أو نحو ذلك... وبخاصة فى الأماكن المزدحمة والمناطق المغطاة. لكن لا بد أولا من توفير كمامات بأسعار معقولة".
إلى ذلك، استهدفت الولايات المتحدة الخميس، إيران بجولة أخرى من العقوبات على 8 شركات تعمل هذه المرة في مجال الصلب والمعادن الأخرى، وذلك وفقا لإشعار منشور على موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت، وجاء في الإشعار أن الشركات المتضررة منها مباركة للصلب.
وتأتى العقوبات غداة عقوبات على أفراد، أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق من اليوم على 5 بحارة إيرانيين قادوا ناقلات النفط التي نقلت البنزين ومشتقاته إلى فنزويلا.
وفى أروقة مجلس الأمن، قامت كل من السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلى كرافت، والمبعوث الأمريكى الخاص إلى إيران، بريان هوك، بإطلاع مجلس الأمن الدولي افتراضيا على قرار أمريكي مقترح لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.
وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن هذا يأتي بينما من المقرر أن ينتهي أمد حظر الأسلحة التقليدية لإيران بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231 في 18 أكتوبر المقبل.
وأوضحت المتحدثة أن هوك أشار في كلمته إلى ضرورة اتحاد مجلس الأمن في الإعراب عن قلقه من عمليات نقل الأسلحة لإيران، وأن يؤكد مواصلته فرض قيوده التسليحية المفروضة منذ عام 2007.
ولفتت إلى أن هوك قدم لأعضاء مجلس الأمن بيانا بشأن أنشطة إيران التي وصفها بالخبيثة، بما في ذلك هجومها المباشر على السعودية في سبتمبر 2019.
ونبهت المتحدثة إلى دعوة كل من السفيرة كرافت والمبعوث هوك أعضاء مجلس الأمن إلى تمديد حظر الأسلحة على إيران في ظل عدم التزامها بالقيود الحالية كما أنها لم تظهر تغييرًا في سلوكها التهديدي.
