شاعر وكاتب سياسى فرنسى، ويعد أحد أبرز وجوه تيار "الزنجية" فى الشعر الفرنكوفونى ورمزا للحركة المناهضة للاستعمار، هو إيمى سيزير، تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 26 يونيو من عام 1913م، فى بباس بوانت بالمارتنيك، فى عائلة كبيرة وفقيرة شمال جزيرة المارتينيك.
رغم فقر عائلته إلا أنه درس الثانوية فى أرقى المدارس الفرنسية فى باريس، كما نجح فى اجتياز مناظرة مدرسة الأساتذة العليا أحد أرقى المدارس الفرنسية والتى يدرس فيها إلا نخبة من الطلبة النابغين، وبعد تخرجه قرر العمل فى السياسة، حيث انضم للحزب الشيوعى، وأصبح بعد ذلك نائبا برلمانيا وعمدة لمدينة فور دو فرانس عام 1945م.
ولكن بعد 12 عاما من الخدمة فى الحزب الشيوعى، قرر تركه لينشأ حزبه الخاص باسم حزب التقدم المارتينيكى، وكان من أهم مشاريعه محاربة الاستعمار والعنصرية، كما حافظ على شغل منصب عمدة مدينة فور دو فرانس طوال 56 سنة.
قرر إيمى سيزير فى عام 1934، أن يطلق مع عدد من الأصدقاء الأفارقة صحيفة بعنوان "الطالب الأسود" ليظهر للمرة الأولى مصطلح "الزنجية"، وكانت حركة الزنجية تهدف إلى تغيير من صورة الرجل الأسود المتوانى غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه وبناء مستقبله.
كما كان لإيمى سيزير مواقف سياسية كثيرة كان أبرزها عندما رفض استقبال نيكولا ساركوزى فى 2005، عندما كان الأخير وزيرا للداخلية بسبب مشرع قراره الذى يمدح الجانب الايجابى للاستعمر الفرنسى، ولكن لم يستمر ذلك طويلا حيث عاد ووافق على مقابلته فى عام 2006 عندما تم سحب مشروع القرار من قبل ساركوزى.
كتب إيمى سيزير فى عام 1935 "مذكرات العودة إلى الوطن الأم" الذى يعد من أهم أعماله الأدبية قبل أن ينضم إلى الحركة السريالية، كما كتب عددا من المسرحيات مثل "تراجيديا الملك كريستوف" "1963 حول الاستعمار"، و"موسم فة الكونغو" "1966 حول باتريس لومومبا"، أما فى الشهر فكتب ديوان "الأسلحة العجائبية" و"الشمس المقطوعة العنق".
وفى 9 أبريل من عام 2008م، تعرض لمشاكل فى القب، مما تطلب نقله إلى المستشفى ليرحل عن عالمنا غى 17 أبريل 2008، وتم الإعلان عن تنظيم جنازة وطنية له سيشارك فيها الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الذي اعتبر ايمي "رمز الأمل لكافة الشعوب المضطهدة" عبر نضاله "من أجل الاعتراف بهويته وغنى جذوره الأفريقية".