أصبح الناس أكثر حيطة من ذي قبل، فهم محاطون بالأسرار والأرقام السرية بدءاً من الهاتف النقال برقم سري، والبريد الإلكتروني، وحتى بعض الأبواب لا تفتح إلا بأرقام سرية.
كثير من الناس يحتفظون بمقتنيات قديمة لتستدعي التذكر لديهم، فيقتنصون لحظة من الزمن الحاضر للعودة إلى الزمن الجميل.
بين الذكريات والأسرار نقاط التقاء، وبين المقتنيات والاستثمار نقاط التقاء، وبين صبرنا وشغفنا بالحفاظ على كل أثر ماضٍ يمثل لنا شيئاً جميلاً في مرحلة ما من أعمارنا وحياتنا، هناك أيضاً نقاط التقاء. وبين كل هذه الأشياء هناك حنين ورغبة وسؤال: لماذا تحتاج الذاكرة دوماً إلى من يذكرها؟.
في زمن الذاكرة التكنولوجية بدءاً من الفلاش ميموري، والهاردسك، لم يعد لصندوق الذكريات مكان في حياتنا اليومية، فالرسائل الورقية والصور المطبوعة على الورق، والورد المجفف المنسي بين صفحات كتاب، والمناديل المعطرة والمطرزة بأول الحروف من أسماء الأحبة، كل هذه التفاصيل الصغيرة اختفت، فاختفى معها صندوق الذكريات.
باختفاء صندوق الذكريات سقط آخر معقل من معاقل الرومانسية. فلم يعد البكاء على الأطلال وارداً في زمن التقنية الحديثة، ولم يعد اجترار ذكرى الأحبة مثيراً للشجن. لقد أصبح الأحبة حاضرين رغم غيابهم، فعلى قيد ضغطة زر نستدعيهم، بدءاً من الصور القديمة التي ننسخها مئات المرات ونحفظها في ذاكرة التقنية، إلى الأحبة الذين فرقت بيننا وبينهم الأقدار مكانياً، فبفضل الفيس بوك، لم يعد الفراق موجعاً فبضغطة زر، أيضاً، نستدعيهم، ونستدعي أخبارهم وأخبار من تفصلنا بيننا وبينهم قارات.
تخيل أنه يوجد صندوق بالفراغ، لا يهم حجمه، طوله أو عرضه، ضع الآن به كل أفكارك، مبادئك، خبراتك، مشاعرك، كل ما خبرته من تجارب وتصورات، عندما يقابلك تحدي ما أو مشكلة فإنك عادة تستخدم هذا الصندوق للتفكير.
التفكير خارج الصندوق يعني أن تدع كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانباً لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق، أن تترك لعقلك أن يختبر كل فكرة مهما كانت سخيفة أو غريبة دون ترشيح أو انتقاء، وهي مهارة بالأساس ترتكز على قدرتك على الإبداع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة