نالت الدكتورة هدى وصفى جائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون عن جدارة فهى قيمة وقامة كبيرة ويعتبرها كل العاملين فى المجال الثقافى وبالتحديد المسرحى "الأم الروحية" لفنانى المسرح من الشباب، فتلك السيدة فخر لسيدات مصر ولها فضل كبير على أجيال كثيرة فى المسرح المصرى، وفى عهدها وإدارتها لمسرح الهناجر والمسرح القومي استقدمت خبرات وأسماء كبار في مجال المسرح استفاد منهم أجيال كثيرة فقد جاء لمصر في عهدها بيتر بروك وبرونو ميسا وروجيه عساف وعونى كرومى ويوسف العانى وجواد الاسدي وإيليا أبو مراد وإيڤا ماريا توني وجميعهم أعلام في عالم المسرح.
الدكتورة هدي وصفي
هدى وصفى فى الوقت الذى كان يرفض فيه الكثير من المسئولين عن الجهات الإنتاجية بالدولة دعم فنانى المسرح المستقل، ويعتبرونهم لقطاء لا مكان لهم، ولا دعم مادى أو معنوى من الدولة، كانت صاحبة فكر مستنير ورؤية استشرافية مدت يدها للفرق الحرة مع بداية ظهورها، والتى أطلقت على نفسها فيما بعد "الفرق المستقلة" فى المسرح وخرج من كنفها في مسرح الهناجر الكثير من الفرق المستقلة، منها مثلًا فرقة "الحركة" لخالد الصاوى، وفرقة "الشظية والاقتراب" لمحمد أبوالسعود، وفرقة "أتيليه المسرح" التى أسسها هشام جمعة، وأدارها فيما بعد محمد عبدالخالق، وغيرها من الفرق التى لولا مسرح الهناجر واقتناع الدكتورة هدى وصفى لما نالت قسطًا كبيرًا من المعرفة لدى المسرحيين والجمهور.
الدكتورة هدي وصفي قدمت اجيال في المسرح المصري واكتشفت مواهب كثيرة
الدكتورة هدى وصفى حولت مركز الهناجر للفنون إلى ملتقى مسرحى، يتوجه إليه كل صاحب فرقة مسرحية مستقلة، أو كل فنان مستقل لديه مشروع مسرحى يريد خروجه للنور، وكانت تلك السيدة تفتح مكتبها، وتقابل الجميع، وتنتقى مما يقدم لها ما تجد فيه مشروعًا متكاملًا ويحمل فكرًا متميزًا، وكانت لديها رؤية وخبرة تستطيع بها أن تقيم المشروع المسرحى، وتتوقع نجاحه، فخالد الصاوى مثلًا عندما كوّن فرقته "الحركة" مع السيناريست سيد فؤاد توجها للدكتورة هدى وصفى، فدعمتهما ماديًا ومعنويًا، ومن خلال الهناجر خرج الصاوى بفرقته، وقدم عدة عروض متميزة، منها مسرحية "الميلاد"، و"أنطوريو وكليوبطه"، و"اللعب فى الدماغ" وغيرها من المسرحيات.
الدكتورة هدي وصفي
الدكتورة هدى وصفى لو بحثنا عن لقب لنمنحها إياه فيما يخص علاقتها ودعمها للمستقلين واقتناعها بما يقدمونه من مسرح، فسنقتبس لقب "الأب الروحى" لنقول عليها "الأم الروحية" للمسرح المستقل ولفنانى المسرح الحر، فلقب "الأم" عن حق هو خير معبر، لأنها بالفعل تعاملت معهم كأم احتضنتهم فنيًا، وشملتهم بالحماية من كل مهاجم لما يقدمونه.
هدي وصفي وخالد جلال
لذلك يبرز لنا دور عظيم للصرح الثقافى "مركز الهناجر للفنون" بقيادة المايسترو الواعية دكتور هدى وصفى، الوجه الداعم المشرق من وزارة الثقافة، وأيضًا واحدة من المثقفين القلائل الداعمين لحركات التجديد فى الثقافة والفنون، فهذه السيدة فتحت الباب منذ نشأة مركز الهناجرللفنون لدعم شباب الفنانين المستقلين ومشاريعهم بالإنتاج والدعاية، وإتاحة مكان للبروفات والعروض والورش مع مسرحيين من العالم، ولم تكتفِ بذلك، بل استدعت كل المسرحيين من الخارج ليقيموا الورش المفيدة، ويقدموا نتاج تلك الورش كعروض مختلفة وقتها عما هو سائد، لذلك فتلك السيدة تستحق عن جدارة صناعة تمثال لها، وإطلاق اسمها على قاعة المسرح بمركز الهناجر أقل ما يقدم لها.
السينوغرافي شريف البرعي أحد اكتشافات هدي وصفي
وبعيدا عن الشباب وعن اكتشاف المواهب جاءت بالنجوم الكبار وقدمت تجارب لكرم مطاوع ونور الشريف ومحسن حلمي وعصام السيد وحسن الوزير وهناء عبد الفتاح وانتصار عبد الفتاح ولينين الرملي وصفية العمري وجميل راتب وحسين الشربيني وأحمد عبد العزيز وخالد جلال وعادل أديب ونجحت خلال إدارتها للمسرح القومى أن تسترد ماضيه الحافل بأعمال مسرحية من الوزن الثقيل وبنجاح ساحق ونجحت أيضاً في إدارتها لبيوت الإبداع الأولي كبيت الهراوي وبيت زينب خاتون وارسلت العديد من الفنانين والفنانات والفنيين لبعثات للتعلم بالخارج ومنهم الفنان والسينوجرافي المهندس شريف البرعي فقد ذهب لمارلين لروا بفرنسا للحصول علي دبلومة السينوغرافيا والإضاءة بمعهد الإنچب بمارلين لروا بفرنسا وحاز على أعلى التقديرات وأيضا ذهب بعثة الي اليابان وغيره الكثيرين الذين ذهبوا للتعلم وثقل الخبرات ولذلك فهي تستحق وعن جدارة اكثر من جائزة وأكثر من تكريم لأنها قيمة كبيرة وقامة من قامات المسرح المصري والعربى.