"بداية خطواتى للفن فى رحلتى الفنية كانت عندما أهدتنى جدتى لأمى أوراقًا للرسم وأقلامًا ملونة وأنا فى سن الثالثة من عمرى"، هكذا قال الرسام الألمانى بول كلى، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 29 يونيو من عام 1940م.
بول كلى الذى ولد فى 18 ديسمبر 1879 لأم سويسرية وأب ألمانى، لم يطلب فى يوم من الأيام الجنسية السويسرية، ورغم ذلك عاد فارا من ألمانيا إلى مسقط رأسه (برن) ليعيش فيها كأجنبى، وقد سجلته السلطات السويسرية كألمانى تبعا لجنسية والده، التى لازمته حتى وفاته.
كانت والده وولدته يرسمان له الطريق لينخرط فى حقل العمل الفنى الموسيقى، لكن كان يخطط لشيء آخر، فقد غادر بيت الأسرة إلى مدرسة خاصة فى ميونخ بألمانيا لدراسة الرسم، وذلك بعد شهرين فقط من رحيل أمه من البيتـ وظل بعيدًا عن أسرته لمدة 4 سنوات.
وبعدما عاد إلى أسرته فى مسقط رأسة برن، ظل يكتسب قوت يومه من كتابة النقد المسرحى والعزف فى حفلات الموسيقى الكلاسيكية، إلا أن الرسم بقى ملازما له يقضى معه كل أوقات فراغه، حتى أنه ابتكر تقنية جديدة، تعتمد على النقش بإبرة مدببة على لوح زجاجى مطلى بالسناج، وأنتج بهذا الأسلوب 60 عملا، كانت جديدة فى ذلك العصر وملفتة للنظر.
فعلى الرغم أنه كان ألمانيا فإنه يعتبر رسامًا سويسريًا، وعلى الرغم أنه كان بوهيميا، إلا أنه كان يعيش حياة بورجوازية، وقدم للفن التشكيلى أسلوبا معاصرا فى الرسم، ولكنه كان يرفض الموسيقى الحديثة ويتمسك بالكلاسيكية القديمة.