أكد الإعلامى أحمد شوبير، حارس مرمى النادى الأهلى ومنتخب مصر السابق، أن الراحل عبده صالح الوحش أكثر مدرب تعرض للظلم فى تاريخ الكرة المصرية، وقال شوبير فى برنامجه الإذاعى عبر أون سبورت، "صالح الوحش أكثر مدرب تعرض للظلم فى تاريخ الكرة المصرية، صنع جيل الخطيب ومصطفى عبده جيل التلامذة بقيادة ميمى الشربينى، وترك الفريق الرائع ليتولى تدريبه هيديكوتى ويحصد البطولات، تولى تدريب المنتخب وكان قريباً من التتويج بأمم أفريقيا وحصد المركز الرابع ووصل لأولمبياد لوس أنجلوس".
وأضاف شوبير، "أتذكر مباراة مصر والمغرب وتعرض الراحل الوحش للسباب من الجماهير فى المدرجات وقذفوه بالزجاجات الفارغة، فدخل غرفة الملابس وقال كلمة شهيرة لن أنساها "لا كرامة لمدرب فى وطنه" سأقود مباراة العودة أمام المغرب وسأعلن اعتزال التدريب، وهو ما حدث بالفعل".
وتابع شوبير، "طول عمرى شوفت اثنين بس لم يتلفظوا بألفاظ خارجة، عبده صالح الوحش ومحمود الخطيب فقط لاغير".
وولد عبده صالح الوحش فى 9 مايو 1929 حيث بدأ مشوار الرياضى صغيراً بحى السيدة زينب وكشف سريعاً من موهبته الكروية بعد أن بزغ بين أبناء الحى وبين لاعبى مدرسة الابتدائية “مدرسة أمير الصعيد الابتدائية” انضم للنادى الاهلى فى عام 1943.. وخضع لرعاية الكابتن مختار التتش رائد الأهلى الذى ضمه لفريق “أشبال مختار” أول تشكيل لفرق الأشبال.. وحقق هذا الفريق الفوز بأول مسابقة للناشئين فى مصر عام 1946 وحققها عن جدارة وكان يضم هذا الفريق الى جانب الوحش المايسترو صالح سليم.
ولأن الموهبة سريعاً ما تفرض نفسها فقد فرض الكابتن الوحش موهبته الكروية واقتداره على الصفوف الأولى الأهلاوية ولعب فى مركز قلب الدفاع ومساعد الدفاع فى الجيل الكروى الذى ضم العمالقة والأفذاذ مكاوى وتوتو وعبد الجليل وفؤاد صدقى وحلمى أبو المعاطى وهذه الباقة الفريدة فى جيل الستينات الأهلاوى واستمر مع الفريق الأول للأهلى من عام 1950 وحتى عام 1956 الذى قرر خلاله الاعتزال بعد تخرجه من كلية التربية الرياضية لكنه لم يترك الحفل الكروى حيث اتخذ قراراً وضعه نصب أعينه وهو ان يعمل فى حقل التدريب وفق خدماته لناديه الأهلى وللكرة المصرية والأهلاوية بصفة خاصة فحصل على درجة الماجستير من معهد ليبزج الألمانى
ويبدأ المشوار التدريبى بتدريب ناشئى الأهلى تحت 16 و 18 سنة ثم تولى تدريب الفريق الاول للنادى فى عام 1959 فى وجود المدير الإدارى الكفء الكابتن على زيوار وفاز الاهلى بالعديد من البطولات ،الدورى، والكأس، وبطولة الوحدة بين مصر وسوريا أثناء الوحدة بين البلدين
ويذكر الوحش خلال تدريبه لفريق الأهلى قيادته للفريق فى تحقيق انتصاره التاريخى والعالمى على فريق بنفيكا حيث فاز الأهلى على بنفيكا 3/2، ولا ينسى له قيادته لفريق الأهلى فى لقاء 20 إبريل 1962 أمام فريق الزمالك حيث دفع بالأشبال ويعود السايس وعلوى مطر وفاز الأهلى على “عتاولة” الزمالك 3/صفر
وقد أخرجت مدرسة الوحش الكروية العديد من قادة التدريب الرياضى فى مصر وبينهم الكابتن طه إسماعيل وعمرو أبو المجد وطه الطوخى ومصطفى عبده وعادل الجزار وغيرهم وقد تولى الكابت الوحش خلال مشواره الرياضى تدريب منتخب مصر فى أكثر من مرحلة خلال الفترة من عام 82 حتى عام 1985 وقادة لتأهل لدورة لوس أنجلوس الأوليمبية عام 1984
وفى عام 1986 عمل الكابتن الوحش مستشاراً للاتحاد الافريقى بالإضافة الى كونه مستشاراً بالاتحاد الدولى “الفيفا” وقام خلال تلك المهمة بوضع المناهج الدراسية للدورات القارية والدولية، واختاره “الفيفا” ضمن ثمانية يمثلون لجنته الفنية وهى اعلى مستوى تخطيطى وكروى فى العالم، أما عن تاريخه الإدارى فهو لا يقل فى شئ عن امتيازه الفنى بل هو جزء مكمل من هذا التاريخ الرياضى الحافل
حيث تولى رئاسة إدارة النشاط الرياضى عام 1974 ووضع اللوائح والقوانين لهذا العمل محطماً العمل الروتينى وداعياً للتعامل مع لغة العصر لغة التقدم والتطور وقد تولى الكابتن محمد عبده صالح الوحش رئاسة النادى الأهلى خلال الفترة من 16 ديسمبر 1988 حتى 6 فبراير 1992 كما تولى رئاسة اتحاد الكرة فى 26 أكتوبر عام 2000
وغادر الوحش عالمنا فى 21 مايو 2008 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 79 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة