أحدث تفشي فيروس كورونا في العالم الكثير من التغيرات ليس على المستوى السياسي والاقتصادي فقط ولكن أيضا على المستوى الاجتماعي، وتسبب الوباء العالمي في ابعاد المسافات بين الأهل والأحباب وحتى الأصحاب ، وأصبح شعار سكان العالم الان "ارجوك السلام من بعيد لبعيد" لحين رفع اشعار آخر، ورصدت الكاميرات في دول كثيرة مشاهد تدمي القلوب لأشخاص لا يستطيعون الاقتراب من ذويهم خوفا من نقل عدوى كورونا.
وتوجهت الكثير من الدول والمؤسسات الاجتماعية في أوروبا وامريكا إلى تنفيذ العديد من الابتكارات من الحواجز والفواصل التي من شأنها خلق مسافات آمنة لتحقيق التباعد الاجتماعي، فوجدنا مشاهد الفواصل الزجاجية في دور المسنين والمطاعم والمدارس ومنشآت العمل وحتى الفواصل في المقاعد العامة، ويعد هذا الأمر صعب للغاية حيث لم يأنف العالم السير على هذه المستحدثات.
ويختلف كل مشهد حسب قسوته، ففي بريطانيا وبالتحديد وسط انجلترا، ابتكر دار مسنين في مدينة أديربيري طريقة جديدة تدخل البهجة على قلوب مقيميه من كبار السن، من خلال تنظيم زيارات عائلية لذويهم ولكن من خلال السيارة، لحماية قاطني الدار الضعفاء من أخطار عدوى وباء فيروس كورونا كوفيد-19.
زيارة دار المسنين فى بريطانيا
وأظهرت لقطات فيديو عرضتها وكالة فرنس برس بالعربية، سكان الدار وهو ينتظرون أقاربهم أمام أبواب الدار ثم يتبادلون الحديث مع ذويهم من خلال السيارات وترك مسافة امنه بينهم.
وقالت أرلين أكوافيرا مديرة الدار، نحن محظوظون جدا لأنه لم يصب أي مسن أو موظف بكوفيد 19، ونحن نحافظ على ذلك من خلال ادارة مكافحة العدوى ولقد حالفنا الحظ ونرجو ان يستمر ذلك حتى النهاية، مؤكدة أن تفشي كورونا أضر كثيرا بدور الرعاية عبر أوروبا ومكتب الاحصاءات الوطنية البريطاني أحصت حوالي 13500 وفاة في دور الرعاية مرتبطة بالوباء.
المسنون يجلسون امام السيارة
وبالانتقال إلى الارجنتين، قرر خوان مانويل باليستيرو، الذى لم يستطع العودة كمئات آلاف غيره، إلى المنزل للبقاء مع والديه أثناء الوباء، القيام برحلة عبر المحيط الأطلنطى إلى الأرجنتين من البرتغال بواسطة مركب شراعى، وإطلاق رحلة مدتها ثلاثة أشهر فى مواجهة العواصف القاتلة والأمواج الخطيرة.
الارجنتينى يعود الى بلاده لرؤية اهله
والآن فى مسقط رأسه مار ديل بلاتا، قال الأرجنتينى، البالغ من العمر 47 عامًا، إنه خطط للرحلة فى غضون 24 ساعة فقط بعد أن علم بإلغاء الرحلات الجوية إلى الأرجنتين وسط إجراءات الإغلاق للحد من انتشار الفيروس التاجى، وذلك وفقًا لما نقله موقع " abcnews" الأمريكى.
وقال باليستيرو لوكالة “أسوشيتد برس"، أثناء انتظاره فى الحجر الصحى قبل أن يتمكن من رؤية والده كارلوس باليستيرو، البالغ من العمر 90 عامًا، وأمه نيلدا جوميز، البالغة من العمر 82 عامًا: "أردت أن أكون معهم".
الرجل سعيد لعودته الى وطنه
وفي مشهد يدمى القلب في امريكا، حاولت فتاة أكثر من مرة معانقة والدتها المتواجدة في دار المسنين في مدينة ستيفنس سيتي، ولاية فيرجينيا الأمريكية، لكنها لم تستطع بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في أمريكا، لكنها ابتكرت طريقة آمنة تقليدية لمعانقتها هذه المرة.
الامريكية تحضن والدتها بلبس فرس النهار
وذهبت الفتاة الأمريكية نيك إلى والدتها بوليرجاك لينيا بينتز في دار المسنين، مرتدية زي فرس النهر القابل للنفخ كإجراء احترازي من فيروس كورونا المستجد، حيث قالت المرأة العجوز حين رؤية ابنتها، "كم هذا رائع".
وتوصل الموظفون في دار المسنين إلى فكرة السماح للأقارب الذين يرتدون بدلات قابلة للنفخ بمقابلة آبائهم وأمهاتهم حتى يتجنبوا احتمال انتقال الفيروس التاجي، حيث أشار مصور الفيديو، إلى أن موظفي دار المسنين سمحوا للأقارب بالعناق عن طريق ارتداء بدلات معقمة، بحسب "ديلي ميل".
الفتاة تفاجئ والدتها بلبس فرس النهر
وحينما رأت الأم ابنتها صرخت بالقرب من الباب الأمامي عقب خروجها من دار المسنين، قائلة: "يا إلهي ، هذا رائع جدًا" ، بينما عناقتها ابنتها في مشهد مؤثر للغاية، فيما قال نيك بوليرجاك، الذي نشر مقطع الفيديو على تويتر إن "دار المسنين تسمح لأفراد الأسرة باحتضان بعضهم البعض في هذه البدلات المعقمة".
وفي البرازيل، أنشأت إحدى دور رعاية المسنين في جنوب البرازيل، "نفق عناق" وهو من البلاستيك، ويتيح الفرصة للزوار، باحتضان أحبائهم وأقاربهم بأمان، وتقليل خطر نقل العدوى إليهم، وفقا لموقع CNN الأمريكى.
نفق بلاستيك فى البرازيل
ومن جهتها قالت "لوشيانا بريتو"، وهى واحدة من الملاك المؤسسين للدار"لاحظنا أن المسنين في الدار كانوا يشعرون بالحزن، لقد اعتقدنا أنهم سيكونون أكثر سعادة إذا وجدنا طريقة لهم تساعدهم فى احتضان أقاربهم".
نفق العناق فى البرازيل
ووفقا لموقع سى إن إن فإن دار المسنين، تضم بين جنباتها 28 مسناً كانوا في عزلة منذ 17 مارس الماضى، إثر تفشى جائحة الفيروس التاجى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة