قال الفلاسفة وعلماء الاجتماع أن الإنسان كائن اجتماعى بالفطرة فهو لا يستطيع أن يعيش مُنفردًا أو يحيا مُنعزلاً، وإنما يجدُّ نفسهُ مُضطراً للحياة مع غيره من الأفراد فى مُجتمع تقليدى مُحافظ، تلعب فيهِ العادات والتقاليد والأعراف دوراً بارزاً ومؤثراً فى حياتهم عبرّ العصور والثقافات.
وبالرغم من أننا قد وصلنا إلى القرن الحادى والعشرين وهناك تقدما علميا واضحا وملموسا فى شتى المجالات وخاصة فى مجال الطب إلا أنه هناك عادات وتقاليد يتبعها أهل الصعيد بصفة عامة وأهل سوهاج بصفة خاصة تتحدى العلم والواقع خاصة فى عملية التداوى من الأمراض وفك السحر واستخراج الجن وفك الكبسة من على السيدة التى لا تنجب أولادا وهذا الأمور تتكلف أمولا طائلة لعلاجها لكن هناك حلولا بديله بمبالغ زهيده جدا تنحصر فى زيارة مكان مثل المقابر أو ضريح أو الصعود للجبل أو من خلال الاستحمام بمياه أحد الآبار والشرب منها وبعدها يتم المراد من رب العباد وكل شىء يصبح تمام.
"لو أنت مرجوف أو مخضوض أو شفت عفريت أو أنتى متأخرة فى الحمل ولا حد كابس عليكى وحملك محصلش أوعندك مرض ومفيش ليه علاج تعالى على بير السبيل بجوار ضريح الشيخ عبدالعظيم وضريح الشيخة حميدة والشيخ عبدالرحمن والشيخ سراج داخل مقابر أخميم الأثرية"، هكذا قال الأهالى بأن البئر عمره أكثر من آلاف السنين من جدود الجدود، "وكل اللى عليك تتبارك بمياه البيرة وتشطف منها وكل شيء بأمر الله ينتهى مش كدا وبس لازم بعد ما تتبارك بمياه البير تخلع كل هدومك وترميها فوق شجر النبق الموجودة بجوار السبيل وبكدا تبقى كل المشاكل أتحلت وتلبس هدوم تانية وترجع للبيت سليم".
"اليوم السابع".. انتقل إلى مقابر أخميم شرقى محافظة سوهاج للتعرف على ماذا يحدث بالمكان وقصة بير السبيل أو بير القرمان المبروك والتقى بعم حماده صاحى الفحار كبير الفحارين بجبانة أخميم، الذى قال: "أنا متوارث مهنة الدفن عن والدى ووالدى متوارثها والده وهكذا البير الموجودة بالمنطقة اسمها بير القرمان وهذه البئر ليس لها مثيل فى العالم كله وعمره أكثر من 10 الأف سنة، وهذه البئر أى حد عنده مرض ويحصل على الميه منها يشفى ولو حد مرجوف مخضوض شاف جن يأتى إلى البئر ويتبارك بالبئر كل يوم جمعة من كل قرى محافظة سوهاج ومن محافظات الصعيد أسوان والأقصر والزحام هنا بيكون شديد وبعدما تحصل عملية التبرك بمياه البئر، كل واحد يخلع هدومه ويلبس هدوم تانيه ويعلق تلك الهدوم على شجرة النبق أو شجرة الجميز الموجودة بالقرب من البئر وبعد كدا الشافى هو الله".
وأضاف "حماده"، أن عمق البئر وصل 26 متر تقريبا ويتم سحب المياه بالحبل وبكرة وجردل لاستخراج المياه والبئر محاطة بعدد كبير من الأولياء الصالحين الذين يباركون المكان منهم الشيخة حميدة والشيخ عبدالرحمن والشيخ عبدالعظيم والشيخ الطهطاوى وغيرهم وغيرهم من الأولياء، الذين يباركون المكان وهنا بالمكان سر عظيم لم يتم كشفه للكثيرين، فمثلا عندما أحضر إلى المكان ليلا بعد الساعة الواحدة أجد حضره وذكر منصوب وخيول وأعلام خضراء بالمكان وعندما أحاول أن اجلس معهم وأقترب منهم ينصرفون ويختفون من المكان وعندما أترك المكان يعود الذكر مرة أخرى.
وعن كرامات المكان تقول إحدى السيدات، أن أبنها 5 سنوات سقط على الأرض وأصيب بمسة أرضيه وفشل الأطباء فى علاجه، وجعلت شكله غريب جسمه جسم طفل وتنظر لوجهه وكأنه رجل عجوز، وأشارت عليها إحدى السيدات بالحضور إلى بئر القرمان داخل مدافن أخميم وحضرت بالفعل وقام فحار المدان بإحضار دلو ماء من البئر وقمت بتشطيف نجلى منه وغسلت كل جسمه وأخذت كل الهدوم التى كان يرتديها وقمت بتعليقها على أفرع شجرة النبق الموجودة بالقرب من البئر والحمد لله أبنى تم شفائه، وعاد شكله كما كان فى السابق طفلا عاديا يمرح ويلعب وكان شيئا لم يكن والحمد لله كل شيء بيد الله عز وجل والمكان ما هو إلا سبب لما به من أولياء صالحين بالمكان.
وتقول سيده أخرى، "أن أبنتى كانت لا تنجب وذهبنا إلى الأطباء فى أكثر من محافظة وكان الرد أنها لا تنجب بسبب أمور صحية فحضرت أنا وهى إلى البئر وقامت بالإغتسال من مياه البئر وقامت بوضع ملابسها التى كانت ترديها على شجرة الجميز، وسبحان الله حصل حمل وهى الآن لديها ولد وبنت توأم وأنا حضرت فى شهر رمضان إلى هذا المكان لأنى نذرت أن حدث الحمل سوف أقوم بتوزيع لحمه وعيش وفلوس على الفقراء بالجبانة وربنا ما يحرم حد من الذرية ويبارك لنا فى أولادنا وأولاد أولادنا".
وفى نهاية الرحلة إلى البئر أصر عم حماده صاحى الفحار، على ضرورة استخدامى لمياه البئر والوضوء منها قائلا جرب ومش هاتخسر حاجة، وفى النهاية كله بيد الله عز وجل وباستخدام مياه البئر وجدت أنها مياه مختلفة المذاق باردة جدا جدا، بالرغم من شدة حرارة الجو بالمكان وأن الأهالى يقومون بسقاية النباتات الموجودة بالمدافن ويشربون منها أيضا قائلين أنها مياه مبروكة ولم تسبب فى إيذاء أحد من قبل.
ويظل السؤال الذى يحير الجميع ماذا سيفعل العلم أمام العادات والتقاليد والموروثات الثقافية للمواطنين وهل فعلا نجحت مياه البئر فى الشفاء وفشل العلم فى ذلك.
يذكر أن مدينة «أخميم»، الواقعة شرق مدينة سوهاج تعتبر من أهم المحطات الأثرية فى محافظة سوهاج، لوجود معبد الملك «رمسيس الثانى» بها الذى لم يكتمل اكتشافه لعدم استكمال الاكتشافات الأثرية فى المعبد القابع أسفل جبانات أخميم والاكتشافات الأثرية بها لا تمثل سوى 10% فقط من الآثار المدفونة فى باطن الأرض.
ومن ناحيته أكد الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف، بسوهاج أن المؤمن يعلم تمام العلم أن أمره كله بيد الله أجله ورزقه وسعادته ونفعه وضره وشقائه ومرضه والكون كله بيد الله، وقد يهب الله تعالى الأشياء لعبده بسبب وبدون سبب فهو على كل شىء قدير يهب الأشياء بأسباب وبدون أسباب وهذه طلاقة القدرة من المولى عز وجل، ومعنى أن يسبب الله الأسباب أى من الممكن أن تخضع للعلم والتجربة وقد يهب الله عباده أشياء بدون سبب كما حدث للأنبياء والمرسلين من معجزات وللصالحين وللأولياء من كرامات والمعجزة أو الكرامة لا تخضع للأسباب.
وأوضح، أن العلماء والفقهاء أجازوا التبرك بالأماكن المباركة مع حتمية اعتقاد العبد أن الله هو النافع وهو الضار وبيده الأمر كله وأن هذه الأمور من الممكن أن تنفع ومن الممكن ألا تنفع، فإيمان العبد وعقيدته فى المسبب وهو الله سبحانه وتعالى فمن كان إيمانه بالسبب دون المسبب وعقيدته السبب فعقيدته باطله وإيمانه باطل، "وأننى أؤكد أن الله سبحانه وتعالى هو الذى بيده مقاليد الأمور يحركها كيف يشاء ويجب أن تكون هذه العقيدة الراسخة فى قلب وعقل كل مؤمن". وتابع، على العبد أن يتوجه دائماً إلى الله لقضاء حوائجه لطلب العون منه والله أعلى وأعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة