وأعادت الصحيفة الأذهان إلى تقرير المنظمة الدولية الصادر في خريف عام 2017 عبر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والذي تحدث بالتفصيل عن الاسترقاق الذي استمر مئات السنين من أوائل القرن السادس عشر الميلادي وحتى عام 1834 وصلة ذلك بالتمييز الممنهج الذي مازال يعاني منه الكنديون السود منذ ذلك الحين وحتى الآن. وتضمن تقرير الأمم المتحدة عشرات التوصيات لمعالجة المظالم وتقديم الاعتذار وتعويضات محتملة. 

وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الكندي ترودو، بسؤاله عما إذا كان اتخذ قرارا بناء على هذه التوصيات أم لا، تجنب الإجابة بشكل مباشر وتحدث بدلا من ذلك عن مبادرات أخرى لحكومته. 

ووصف أكاديميون ونشطاء تقاعس الحكومة عن اتخاذ إجراء بأنه مخز ومغرض وإنكار لتاريخ معاناة السود في كندا. 
وفي وجه الاحتجاجات العنيفة ضد الشرطة والعنصرية الممنهجة ضد السود في الولايات المتحدة والتي أثارها الأسبوع الماضي مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في منيابوليس، تناول رئيس الوزراء الكندي مسألة استمرار العنصرية ضد السود في كندا ولكنه لم يعلن عن سياسات جديدة أو أي تغييرات أخرى لمكافحة هذه العنصرية. 

وقالت جلوب أند ميل إن الاحتجاجات في كندا مازالت سلمية إلى حد كبير على عكس الولايات المتحدة التي تشهد احتجاجات شديدة للغاية ومتصاعدة بين المتظاهرين والشرطة. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أذكى بعض هذا العنف أمس الأول الاثنين بالتهديد باللجوء إلى الجيش ما لم يتخذ حكام الولايات إجراءات لقمع الاحتجاجات. 

وبسؤال ترودو عما إذا كانت الأزمة في الولايات المتحدة قد تتسلل إلى كندا عبر الحدود الجنوبية توقف 21 ثانية قبل الرد بقوله "نراقب جميعا في رعب وقلق ما يحدث في الولايات المتحدة". وتجنب ترودو الحديث عن ترامب بشكل مباشر. 

وبسؤال ترودو عما إذا كان سيستجب لتوصيات الأمم المتحدة قال "سنواصل العمل مع المجتمع الأسود على أشياء يتعين علينا فعلها". 
لكن كلمات رئيس الوزراء الكندي لم تكن مرضية لأفوا كوبر أستاذة ومؤرخة تاريخ السود في جامعة دالهاوسي في هاليفاكس إذ قالت إن عدم اتخاذ إجراء لا يوجد له ما يبرره بعد مرور ثلاثة أعوام على تقرير وتوصيات الأمم المتحدة. 
وأضافت "على رئيس الوزراء أن يقدم ما هو أفضل.. إنه أمر فاضح وأشعر بالعضب حياله.. هذا يقول لنا أن حكومة كندا الاتحادية لا تأخذ قضايا السود على محمل الجد".