وأشار الحربي – في مقال نشر له اليوم الثلاثاء بجريدة "السياسة" الكويتية، تحت عنوان (مصر وشرعية التدخل في ليبيا) – إلى أن مصر أعلنت رسميا إمكانية التدخل في ليبيا، وجاهزية الجيش المصري لتنفيذ أي مهمة، سواء داخل الحدود المصرية أو خارجها، مشيرا إلى أنه ومع الإعلان المصري، سارعت دول عربية وأجنبية باعلان دعمها وتأييدها لمصر، بالإضافة إلى إعلان القبائل، والمشايخ، والأعيان في ليبيا، تأييدهم للموقف المصري المشرف، لإنقاذ ليبيا من التدخلات العسكرية التركية.


وأضاف: "وهاهي مصر تعود من جديد، لتؤكد أنها مازالت حامية حمى الوطن العربي، وأنها بوابة الاستقرار الحقيقي لهذه الأمة بعد المملكة العربية السعودية، قبلة الإسلام والمسلمين، والموقف المصري جعل الشعوب العربية تشعر بالفخر والعز، وأن هناك أملا في هذه الأمة، وأن قلب العروبة النابض مصر مازال حيا، وقادرا على الدفاع عن الشعوب العربية وقضاياهم الحيوية".


وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه الحكم في مصر، وهو يشعر بمسؤولية الدفاع عن الأمن القومي العربي، ويعتبر أن أمن دول الخليج والدول العربية، من أمن مصر، وهو ما يتجلى بعبارة "مسافة السكة"، لافتا إلى ما قام به الرئيس السيسي من تطوير للجيش المصري، وبناء قواعد عسكرية كبرى في مصر على حدودها مع الدول المجاورة، وشراء الأسلحة، والطائرات، والغواصات الحديثة، والتدريب على أحدث الوسائل العسكرية، وهو ما جعل أعداء العرب يشعرون أنهم في خطر، وأن مصر عادت من جديد لتواجه مشروعاتهم الاستعمارية التي تستهدف تدمير الأمة العربية وسرقة ثرواتها، كما يحاول أردوغان أن يفعل في ليبيا، لكن بلاشك أن مصر لن تسمح له بتكرار سيناريو سوريا في ليبيا.


وشدد الحربي على أن هناك استعداد مصري على أعلى مستوى لجميع السيناريوهات، إذا ما تجاوز أردوغان الخطوط الحمراء التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي سرت، والجفرة، لما لهما من أهمية استراتيجية، سواء اقتصاديا، أو ارتباطهما بالحدود المصرية؛ حيث لن تتردد مصر في الدفاع عن أمنها الذي لايتعارض مع الشرعية الدولية في حقها المشروع بالدفاع عن نفسها وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، وأيضا وفقا للمواقف العربية والدولية المؤيدة لأحقية مصر في الدفاع عن نفسها.


وقال: "إن مجلس النواب الليبي المنتخب من الشعب الليبي برئاسة عقيلة صالح، رحب بالإعلان المصري، لحماية حدود ليبيا من المحتل التركي، الذي جاء بدعوة مما يعرف ب(المجلس الرئاسي)، الذي اعتبر أن مصر تعلن الحرب، لكن هذا المجلس لايحظى بأي شرعية، ولمن يقول إن شرعيته مؤقتة، نقول له الشرعية انتهت، والسراج رئيس المجلس الرئاسي (خائن)، عندما سمح لأردوغان عدو العرب باتفاقية مشبوهة بالتدخل في ليبيا، بالإضافة إلى سرقة أموال الليبيين، وتحويلها إلى تركيا".


وشدد على أن مصر من حقها الشرعي دحر المحتل التركي، مؤكدا أنه إذا قامت جامعة الدول العربية بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، سوف يكون ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه التدخل في الدول العربية، بالإضافة إلى أن مصر يربطها مع الشعب الليبي تاريخ طويل، تضمن دعم مصر للأشقاء في ليبيا لدحر الاحتلال الإيطالي في الماضي، ومساهمتها في بناء الجيش الليبي، في حين وقف الشعب الليبي مع مصر في حرب تحرير سيناء عام 1973م، مما يجعل من الطبيعي أن تتولى مصر الدفاع عن ليبيا جارتها في حالة أنها لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها، وهو دفاع شرعي عن أمن مصر و ليبيا وأمن أفريقيا، والمتوسط والأمن القومي العربي.