فى الوقت الذى بدأت فيه حدة الاحتجاجات الواسعة التى تشهدها الولايات المتحدة على مقتل جورج فلويد تهدأ، زادت الانتقادات السياسية لكيفية التعامل مع المحتجين بعد أيام من العنف والمواجهات، وهاجم مسئولون عملوا فى الإدارة الأمريكية الرئيس دونالد ترامب بسبب إدارته للأزمة.
وتواصلت الاحتجاجات فى مختلف أنحاء المدن الأمريكية، وأقيمت صلوات لتكريم جورج فلويد فى منسوتا وتكساس ونورثا كارولينا. وانتشر نحو مائتى من قوات الحرس الوطنى فى مدينة سان ديجو بولاية نورث كارولينا لمنع أعمال النهب.
المظاهرات
وفى واشنطن العاصمة، ظل المحتجون فى الشوارع فى الساعات الأولى من صباح الخميس بعد موعد حظر التجوال، ورغم وجود قوات الحرس الوطنى إلا أن المظاهرات ظلت سلمية دون العنف والمواجهات التى شهدتها الأيام السابقة.
وفى نيويورك، ألقت الشرطة القبض على 90 شخصا على الأقل خلال الاحتجاجات، وهو عدد أقل بكثير من الليلة السابقة عندما تم القبض على 280 شخص. وقال رئيس شرطة نيويورك، إن ليلة الأربعاء كانت هادئة نسبية وسلمية ولم تشهد أعمال نهب.
ففى ولاية منيسوتا، التى شهدت واقعة مقتل فلويد، وجه المدعى العام بالولاية اتهامات للضباط الأربعة المشاركين فى عملية القبض على الضحية، وتم تصعيد الاتهامات لأحد الضباط من القتل من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، بينما سيواجه الضباط الثلاثة الآخرين اتهامات بالمساعدة فى جريمة قتل من الدرجة الثانية والمساعدة فى جريمة قتل غير عمد من الدرجة الثانية.
من ناحية أخرى، كشف تقرير تشريح جثة جورج فلويد المفصل أنه كان مصابا بفيروس كورونا، بحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن". وقد أجرى الاختبار والمسحة لفلويد بعد وفاته، وقال أندرو بيكر كبير أطباء التشريح أن نوع الاختبار الذى أجرى لتشريح الجثة والمسمى PCR أظهر نتيجة إيجابة لأسابيع بعد ظهور المرض السريرى. وتعكس نتيجة التشريح عدم وجود أعراض على الأرجح ولكن إيجابية PCR تأتى من عدوى سابقة، مما يعنى أن الفيروس لم يكن له دور فى وفاة فلويد ومن غير المحتمل أن يكون معديا.
وعلى الصعيد السياسى، هاجم وزير الدفاع الأمريكى السابق، جيمس ماتيس الرئيس، ترامب لإدارته لأزمة الاحتجاجات، وقال فى بيان نشرته مجلة ذى أتلانتك، إن ترامب هو أول رئيس فى حياته لا يحاول توحيد الشعب الأمريكى ولا يدعى حتى أنه يحاول، وبدلا من ذلك فهو يقسم الأمريكيين.
ورد ترامب على وزير دفاعه السابق فى تغريدتين على تويتر، تضمنتا على الأقل خطأين فى الوقائع، بحسب ما قالت صحيفة واشنطن بوست. حيث قال ترامب إنه الشيئ المشترك الوحيد على الأرجح بينه وبين باراك أوباما هو أن كلاهما كان لديه شرف إقالة جيمس ماتيس الجنرال الأكثر مبالغة فى حجمه بالعالم. وأضاف: لقد طلبت خطاب استقالته وشعرت بشعور عظيم حيالها، فلقبه هو الفوضى الذى لم أحبه وغيرته إلى "الكلب المجنون".
وقال ترامب فى تغريدة ثانية: إن أساس قوة ماتيس لم يكون عسكريا، ولكن العلاقات العامة الشخصية، مشيرا إلى أنه منحه حياة جديدة وأشياء ليفعلها ومعارك لكنه نادرا ما كان ناجحا. وتابع ترامب قائلا إنه لم يحب أسلوب قيادة ماتيس والكثير أيضا بشأنه، مشيرا إلى أن الكثيرين يتفقون معه، معربا عن سروره لرحيله.
The protestors who were detained are now being loaded up onto a prisoner bus by the NYPD on E 50th and 3rd Ave. pic.twitter.com/PBwtK9ztIx
— Kevin Rincon (@KevRincon) June 4, 2020
وفى كلمة له الأربعاء، تحدث الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، عن الوضع الراهن دون إشارة لترامب، وقال أوباما إن ما يحدث هو نتيجة لخطيئة الأصلية لمجتمعنا"، والتي تعني الظلم العرقي، لكنه رأى إن الأحداث الأخيرة توفر فرصة لأمريكا للعمل معًا من أجل التغيير.
كما علقت ميجان ميركل دوقة ساسكس البريطانية، التى تحمل الجنسية الأمريكية وتقيم حاليا فى لوس أنجلوس، على الأحداث، وقالت إنها تشعر بالأسف لأن الصغار ينشأون في عالم لا يزال مشوبا بالعنصرية، وأضافت أن الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة حاليا "مدمرة".
وقالت ميجان في مقطع فيديو سجلته لطالبات بمناسبة تخرجهن في مدرستها الثانوية القديمة في لوس انجليس وتم بثه أمس الأربعاء "أدرك أنكن تعرفن أن حياة السود مهمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة