قرأت لك.. "أسطورة العنف الدينى" الغرب يتاجر بجملة "الأديان متطرفة"

الخميس، 04 يونيو 2020 07:00 ص
قرأت لك.. "أسطورة العنف الدينى" الغرب يتاجر بجملة "الأديان متطرفة" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نعيش فى عالم عنيف، هذا ما لا يستطيع أى إنسان إنكاره، وكما يأخذ العنف أشكالا مختلفة، فإنه يأتى من مصادر متعددة، منها ما يرتبط بالتفسير الخاطئ للأديان، ومنها ما فرضته النظم الاجتماعية، وهذا ما يناقشه كتاب "أسطورة العنف الديني..الأيديولوجيا العلمانية وجذور الصراع الحديث" تأليف وليام كافانو.

العنف الدينى
 
وينقسم الكتاب إلى مقدمة وأربعة فصول، يهدف "وليام كافانو" فى كتابه إلى تقويض "أسطورة العنف الدينى" بعمق ومهارة، حيث ينتقد وليام كافانو التفسير الجوهرانى للدين بأنه يمتلك نزوعاً أصلياً لإنتاج العنف، ويقول أنه أحد الأساطير المؤسسة لشرعية الدولة القومية الليبرالية الحديثة فى الغرب، وهو المدخل الأساس لتهميش وإقصاء كل ما هو دينى، بحيث يكون التدين والتعصب هو المقابل للذات العقلانية الحريصة على السلام والعلمانية.

وتُستخدم هذه الأسطورة لقولبة الأنظمة الاجتماعية غير العلمانية - وبالأخص المسلمة - فى قالب الشرير والمتطرف، ويقول كافانو: يريدون ترسيخ صورة أن العنف الدينى خطير وغير عقلانى ومتعصب، أما عنفنا العلمانى فهو عنف عقلانى يسعى للسلام، وهو عنف ضرورى لاحتواء عنفهم، إننا نجد أنفسنا مُجبرين على تفجيرهم ليصبحوا ديمقراطيين ليبراليين.

وليام كافانو
 

ناقش كافانو فكرة الدين، واعتبر أن ثمة اختراعا غربيا لمفهوم الدين يتم فيه الفصل بينه وبين الأيديولوجيات العلمانية كالقومية والليبرالية والماركسية رغم كونها ديناً بشكلٍ ما وتحمل نفس الأرضية النظرية التى تُنتج العنف تحت ظروف معينة "مثلاً الموت فى سبيل الوطن أو الأمة الأمريكية بدل الموت فى سبيل الإله، مع أن كلاهما يتم التعامل معه باعتباره مقدس".

ثم أخذ نموذج الحروب الدينية فى أوروبا وقام بدراسته ليُظهر حجم التبسيط الموجه والابتسار فى التفسير الدينى لأسباب هذا الصراع باعتباره حرباً بروتستانتية كاثوليكية، وهو التفسير تعتمده السردية الغربية لتقول بعد ذلك أن صعود الدولة العلمانية القومية الحديثة كان حلاً لإنهاء حقبة الحروب الدينية ولسيادة قيم السلام والتسامح، فلا تلك الحروب كانت دينية خالصة، ولا أنهت الدولة العلمانية الحديثة حالة العنف والقتل فى المجتمع الأوروبي

وتحدث الكتاب عن حقيقة الثنائية الكامنة والعميقة فى العقل الغربى بين الأنا العلمانى العقلانى المحب للسلام، والآخر المتمثل بالثقافات الأخرى غير العقلانية والعنيفة والتى تمثلها المجتمعات المسلمة بشكلٍ أكثر وضوحاً، وكيف أن الغرب يُبرر عنفه الاستباقى ضد هذه المجتمعات "أفغانستان والعراق وفلسطين على سبيل المثال" باعتباره خطوة مهمة للحد من عنف "مُحتمل".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة