تحل اليوم الجمعة 5 يونيو 2020 ذكرى نكسة 1967، حين اتبعت القوات الإسرائيلية سياستها المعتادة فى الغدر للاستيلاء على أرض سيناء، لتحقق انتصار دون حرب أو مواجهة عادلة بين جيش وآخر، إلا أنها كانت بداية النهاية لأسطورة الجيش الذى لا يقهر على أرض الفيروز، ومع تلك الفترة عاشت الرياضة المصرية وفى القلب منها كرة القدم أوقاتاً عصيبة فى ظل انتشار حالة اليأس بين الجماهير والشعور بالهزيمة المعنوية.
عقب نكسة 67 توقف النشاط الكروى فى مصر، ولجأ بعض نجوم الكرة إلى الدوريات الخليجية، واعتزل البعض الآخر، وأُلغيت مسابقة الدورى 6 مواسم، وأسدل الستار على دورى موسم (1966-1967)، الذى انتهى بتتويج الإسماعيلى باللقب لأول مرة فى تاريخه يوم 5 مايو، وتوج الترسانة ببطولة كأس مصر للمرة الرابعة فى تاريخه، قبل أن يتوقف النشاط أربعة مواسم كاملة بسبب اندلاع حرب الاستنزاف.
وفى تلك الفترة من التوقف كان الدورى المصرى به نجوم لامعة وأبطال حقيقيون لجماهير بلدانهم وفرقهم وأنديتهم، كالثنائى الهداف حسن الشاذلى ومصطفى رياض بالترسانة، وعلى أبو جريشة بالإسماعيلى، ومحمود بكر وعز الدين يعقوب بالأولمبى السكندرى وبوبو بالاتحاد، ومحمد عماشة بموسم التتويج لغزل المحلة، وحمادة إمام بالزمالك ومحمود الجوهرى وطه إسماعيل بالأهلى وغيرهم، حيث تسببت الحرب وظروف البلد العصيبة حينها فى إنهاء مسيرتهم الكبيرة والرائعة بالملاعب والانتقال لمحفل التعليق والتدريب والإدارة لعشقهم الكبير لمجال كرة القدم.
أدت الحرب أيضا إلى انسحاب الأولمبي السكندري من إياب ربع نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، رغم فوزه خارج أرضه على سان جورج الإثيوبي (3-2)، في مباراة الذهاب، وكان الأولمبي أول نادٍ مصري يشارك في هذه البطولة، بصفته حامل لقب الدوري الممتاز.
كما انسحب منتخب الفراعنة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 1968 بإثيوبيا، بعد تجاوز عقبة ليبيا، ثم الفوز على أوغندا بأرضها ذهابا، وكانت مباراة العودة التي انسحبت منها مصر، مقررة يوم 6 يونيو، أي في اليوم التالى لاشتعال الحرب.
ملاعب الكرة استخدمت كمعسكرات لدبابات وطائرات القوات المسلحة المصرية، كما يروى لاعبون عن تلك الفترة، وملاعب أخرى استقبلت المهجرين من مدن القناة جراء العدوان الصهيوني الغاشم عليها.
في 6 أكتوبر عادت أول مباراة رسمية منذ النكسة، عادت الكرة في موسم استثنائي في نفس موعد العبور، حيث استخدمت الكرة كسلاح قوى فى خطة الخداع الاستراتيجية، وكان رجال القوات المسلحة يتلاعبون الكرة بأقدامهم أو يتناقلونها بين أيديهم على ضفاف القناة وفى مقابل خط بارليف، ما كان يعطى دائما إيحاء للأعداء بأن الجيش المصري يلهو، وأنه أبدا لن ينتفض ويثور لاسترجاع أرضه.
خلال سنوات التحضير لحرب أكتوبر المجيدة عاد النشاط الرياضي للمرة الأولى بعد النكسة في موسم 1971/72، ولكن سرعان ما ألغي مجددًا بعد ستة أسابيع فقط من الدوري الممتاز بسبب أزمة مروان كنفاني، حارس مرمى الأهلي، أمام الزمالك، ليعود الإحباط مجددًا إلى قلعة الفلاحين في غزل المحلة بعد أن احتلوا المركز الثاني خلف الأهلي في الأسابيع الستة الأولى.
عاد النشاط الرياضي مرة أخرى في الموسم 1972/73، وهو عام الحسم فى قرار حرب أكتوبر المجيدة، وانطلقت مسابقة الدوري الممتاز ليتوج بها غزل المحلة في النهاية للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة