صدر حديثا عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبى، مجموعة شعرية بعنوان "صوت أسمر" للشاعر العراقى عبد المنعم الأمير الذى شارك فى برنامج "أمير الشعراء"، وكان واحداً من نجوم موسمه الخامس، تضم المجموعة ما يزيد على أربعين قصيدة قصيرة ومتوسطة، جاءت كلها في 110 صفحات من القطع الصغير.
اختار الشاعر للقصائد عناوين ذات دلالات ذهنية وخيالية بشكل كبير، منها: "حوار هادئ مع امرأة صامتة، شيء من غبار الأمنيات، أحلام الفتى الذي كان، تحولات طفل، طواف في جبة المعنى، لا شيء غيرك، خيل المسافات، دروب، عنوانها الريح.
وكعتبة لدخول المجموعة، يضع الشاعر إهداءً ملفتاً: "إلى امرأة هي كل النساء.. هدهدها القلبُ فصارت مدينة". ومن هذه العتبة يستطيع القارئ أن يتلمس داخل المجموعة واقعا عاطفيا ممزوجا بالحنين والوطن والشوق.
في قصيدة "أحلام ممزقة" يقول الأمير:
يا شاعراً فزّزَ الدنيا مكابرةً
حياتكَ الموتُ.. ماذا تبتغي بـ (أنا)!
أيامُ عمركَ أحلامٌ ممزّقةٌ
هنا دماها هنا أشلاؤها وهنا
الضائعون بنوا من بعضها وطناً
وقد أضعت على أبوابها وطنا..
يحضر الوطن كثيرا في قصائد هذه المجموعة الشعرية، رغم غيابه على أرض الواقع الذي يعيشه الشاعر، ويحاول جاهدا وصفه عبر أدوات شعرية قادرة على صناعة المفارقة والمفاجأة بين سطور القصيدة. ومن العناوين التي تضع العراق بين عيني القارئ، نذكر: "هديل عراقي، ما يهمسه دجلة لأخت يونس، دمع الفرات" وغيرها من العناوين التي تعبّر عن روح عراقية تمتلئ بالشعر والشجن.
وفي سياق شعري معبّر، يكتب الأمير قصيدة رثاء مؤثرة بعنوان "خيل المسافات"، يرثي فيها محمد خلف المزروعي:
"مؤثثاً بهديل الصمت كان دمي
فهل يطيّبُ حزني خاطرَ الضادِ؟
كأنما القلبُ حبّاتٌ بمسبحةٍ
يضوعُ منها اسمهُ عطراً بأوْرادي
لأنهُ رجلٌ حبّاً دماثتهُ
تُكبّلُ القلبَ قبل الملحِ والزادِ".
يُذكر أن أكاديمية الشعر ومنذ انطلاق برنامج "أمير الشعراء" تحرص على طباعة دواوين الشعراء المشاركين في البرنامج، الذين حضروا فيه بشكل مميز، واستطاعوا أن يفرضوا تواجدهم في المشهد الشعري العربي. لتواصل بذلك إتاحة الفرص أمامهم للاستمرار في إبداعاتهم الشعرية، واختصار الكثير من المسافات بين الشاعر وجمهوره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة