ورثة الفن لا يزالوا يعملون ليل نهار لإنتاج السحر الخاص بهم وهى التحف الفرعونية المقلدة والمصنوعة من الألباستر، فصناعة التحف التاريخية والألباستر بمختلف أشكاله مهنة توارثها الأجيال على مر العصور، فقبلهم بآلاف السنين أتقن تلك المهنة وهى الفن التراثى وصناعة التحف من مختلف الأدوات حجارة وبازلت وذهب وغيرها هم القدماء المصريين، حيث أن الأسر الفرعونية المختلفة أنجبت أمهر الفنانين على مدار التاريخ وورثها منهم حالياً نجوم تلك المهنة فى البر الغربى بمحافظة الأقصر.
ورغم الظروف التى مرت على السياحة مؤخراً، مازالت مملكة الصناعة اليدوية تقدم السحر الخاص بها للسائحين الأجانب خلال زيارتهم لمحافظة الأقصر، فتلك المملكة الرائعة هى "فن صناعة التحف والألباستر" وتقليد التحف الفرعونية التاريخية لبيعها كهدايا تذكارية للسائحين الأجانب، ويعتبر فن الألباستر من الفنون الجميلة التى يشتهر ويتميز بها أهل غربى الأقصر.
وفى هذا الصدد يقول سيد المطعنى أشهر صانع للتحف والتماثيل بالأقصر، أنه يعتبر فن صناعة التحف المقلدة والتماثيل من الألباستر من الفنون الجميلة التى يشتهر ويتميز بها أهل غربى الأقصر، فقديماً فى عصور ملوك الفراعنة تم إستخدام الألباستر فى صناعة الأوانى التى تقدم فيها المشروبات قرباناً للألهة فى المعابد القديمة، وفى الحياة اليومية بالمنازل كانت تصنع منه أوانى العطور والزيوت، فهو فن حقيقى لايقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، ويحتاج إلى مجهود أكبر من باقى الفنون المشابهة له، حيث أنه يكون عبارة عن حجارة يتم العمل على تشكيلها بصورة مرهقة للغاية، فحجر الألباستر يختلف بألوانه من "الأبيض والوردى والبيج والبنى والرمادى والأسود والأخضر"، ولكل حجر استخدامه للفنان الذى يصنعه.
ويضيف الفنان سيد المطعنى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن صناعة الألباستر تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، والتى توارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، مؤكداً أنه يتم صناعتها بطرق مميزة للغاية درسها أبناء المهنة على أيدى أجدادهم، مؤكداً على أن المرمر أو الألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد منه نوع ذو لون برتقالي، وتتكون تركيبة المرمر من الجبس، وتركيبه الكيميائى كبريتات الكالسيوم CaSO4 · 2 H2O، ولكن يتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعياً، وقد استعمله القدماء فى نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة، مشدداً على أن صناعة الألباستر وتقليد التحف هى حرفة توارثتها الأجيال من الأجداد العظماء القدماء المصريين، ومازالت مستمرة حتى الآن، وتتمثل فى صناعة التحف الفرعونية والتماثيل الخاصة بالملوك من "الألباستر"، وهو الحجر الذى يستخرج من باطن الأرض لينتج عنه الفن الراقى والجمال الساحر، فتصنع التماثيل للملوك والتصميمات للمعابد والآثار الفرعونية القديمة، والتى يقبل عليها السياح بصورة مميزة فى الأقصر لتكون هدايا لأسرهم وأصدقاؤهم لدى عودتهم لبلدانهم.
ويؤكد أشهر نحات تماثيل وأشكال فرعونية قديمة بالأقصر، أنه يتم استخدام معدات خفيفة كالشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج فى أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة بالمتحف المصرى هى من الألباستر، ومن أنواعها الألباستر البازلت وهو حجر أسود بركانى، والجرانيت والحجر الجيرى والذى يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى بنور الصباح حيث أنه ينير فى الظلام.
وأوضح الفنان سيد المطعنى، أن بداية ظهور تلك الفنون الصناعية فى التاريخ عندما قام مهندس الملك خوفو المسئول وقتها عن تصميم وبناء الهرم الأكبر بقطع ألواح ضخمة من أحجار الرخام المصرى أو الألباستر، ونقلها عبر نهر النيل ليقوم بتغليف حجرة الملك خوفو التى بناها داخل الهرم وكانت بمثابة لوحة جمالية داخل حجرات الأهرامات، لما يتمتع به هذا الحجر الجميل من طواعية للنقش تظهر إبداعات الفنان الذى يتناولها، ولكنه لم يكتف بهذا فقد شعر المهندس "الأمير حمايونو" أن باستطاعته من خلال هذا الحجر ابتكار الكثير، فأهدى الملك "خوفو" نموذجاً مصغراً من تصميمه للهرم الأكبر، وبعدها قام الملك بإهداء كل أصدقائه من الملوك والأمراء ممن زاروا مصر قطعا من الألباستر كتب عليها "خوفو راعى الأرض"، ومن هنا أصبحت قطعة الألباستر أجمل هدية يمكن أن يأخذها الزائر من مصر.
ويقول سيد المطعنى من مواليد 1947 إنه الجمعية التى أسسها تهدف بالأساس لخدمة أبناء بلدته فى تعلم ذلك الفن بالتقليد المميز للقطع الفرعونية وبيعها للسياح كهدايا مميزة، موضحاً أن المعارض والصانعين يقدمون ما يشبه تصريح مختوم منهم بأن تلك القطع مقلدة خلال سفر السائح لبلاده حتى لا يتم القبض عليه بتهمة الإتجار فى الآثار نظراً لقوة الفن فى التقليد والصناعة التى تشبه بصورة كبيرة القطع الفرعونية الأصلية، مؤكداً أن تعلم ذلك الفن منذ طفولته فى بيت "هوارد كارتر" مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون، والذى كان يضم فى السابق ويزوره بصفة دائمة العشرات من الباحثين والأثريين المصريين والأجانب الذين أحبوه وقاموا بتعليمه ذلك الفن ولغة الفراعنة لكى يتقن كتابتها على التحف الفنية المميزة، وتفرد فيما بعد بالتقليد للتحف بصورة تجعل تحفته لا يفرقها أحد عن الأصلية إلا المتمرسون فى العلم والآثريين الكبار فقط، موضحاً أن القطع التى صنعها ساعدته فى الشهرة بالخارج وزار عدة دول أوروبية وقدموا له عدة طلبات لتأسيس مدارس لتقليد التحف فى بلدانهم ولكنه رفض لكونه يعلمها لأبناء محافظة الأقصر من محبى الفن التاريخى المميز.
وعن أشهر الشخصيات التى صنع لها تحف فرعونية مميزة خلال الفترة الماضية يقول الحاج سيد المطعنى لـ"اليوم السابع"، أنه صنع تحف وتماثيل وهدايا لعدد من المشاهير منهم الملكة صوفيا ملكة إسبانيا وعمدة مدينة باريس وعمدة مدينة نيس ونجوم كرية القدم والفن الاجانب الذين يزورون مصر، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة سيدنى بأستراليا وزارها عدة مرات وطلبوا منه تعليم تلك الصناعة اليدوية لأستاذة الفنون الجميلة لديهم ولكنه رفض كالمعتاد، وكان يقدم محاضرات فى مختلف دول أوروبا، مؤكداً أنه يحلم بتأسيس ورشة عمل كبيرة لكافة أبناء الأقصر من محبى ذلك الفن لتعليمهم أكثر خلال الفترة المقبلة كيفية تشكيل وصناعة تلك التحف باستخدام معدات خفيفة كالشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر وتقلى التحف صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج فى أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة بالمتحف المصرى هى من الألباستر، ومن أنواعها الألباستر البازلت وهو حجر أسود بركانى، والجرانيت والحجر الجيرى والذى يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان.
ويقول الطيب عبد الله حسن مرشد سياحى بغرب الأقصر، أن صناعة وتقليد التحف واستخدام أحجار الألباستر كانت قديماً مهنة الفنانين المحترفين الذين لم يتلقوا التعليم فى المدارس ولا الجامعات، فأغلبهم توارث تلك المهنة من أجدادهم، ولكنه حالياً يوجد مجموعة كبيرة من أبناء البر الغربى أسسوا جمعية لتعليم الشباب بالجامعات والأطفال بالمدارس ذلك الفن لكى يستفيدوا منه كمصدر دخل مميز لهم حال إتقانه، وكذلك إدخال التطوير عليه باستخدام التطور التكنولوجى والعلمى فى مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن الشباب المتعلم عقله يتوسع أكثر فى كل شيئ ويسعى للاستفادة من العلم بجلب الكتب التى تعينه على توسيع العمل فى ذلك الفن الذى لو أتقنه شاب لأغناه عن الوظيفة والتعيين كما يحلم الشباب حالياً، مؤكداً أن التحف يتم عملها بعدة أحجار مميزة موجودة بكثرة فى جبال القرنة حيث إن تلك الصناعة تعد مصدر رزق للآلاف من أبناء البر الغربي، ويسعى لشراء التحف المصنوعة كافة السائحون القادمون من مختلف دول العالم لإهدائها للأصدقاء والأهل وتزيين المنازل بها.
ويضيف الطيب عبد الله حسن لـ"اليوم السابع"، أنه على مر العصور كان القدماء المصريون يسعون للدقة والإتقان فى كل عمل يقومون به، حيث أن الألوان إستخدمت منذ العصور المصرية القديمة، حيث كان المصرى القديم يقوم برسم وتسجيل أعماله اليومية التى كان يقوم بها، وكانوا يقومون بعمل الألوان فى منطقة جبل الألوان بالبر الغربى بكل دقة وإتقان متناهى النظير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة