قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية جموع الأقباط في كل مكان بعيد العنصرة في تذكار حلول الروح القدس، لافتا إلى ان الكنيسة المسيحية ولدت في هذا اليوم في مدينة أورشليم ومنها انتقلت لكل العالم.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني - في كلمة له تم بثها عبر عدد من القنوات الفضائية المصرية - إنه في العهد القديم كانوا يحتفلون في مثل هذا اليوم بتذكار استلام الناموس، وأن أعداد كبيرة من كل العالم القديم يتجمعون في أورشليم من جنسيات مختلفة، وهو يشبه يوم اجتماع عالمي من كل الجنسيات وهو اعتياد سنوى يحدث من كل اليهود على مستوى العالم.
ونصح قداسة البابا تواضروس الثاني بضرورة اتخاذ الانسان لكافة التدابير الصحية في مواجهة وباء كورونا وأن يكون لدينا الثقة أن كل الأمور تعمل معا للأخر، ولكن يجب أن نأخذ كافة الاحتياطات التى تصدرها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، مع ضرورة الابتعاد عن التجمعات وارتداء الكمامات واستخدام المطهرات، وأن نصلى باستمرار في كل وقت لكى يمنح الله السلام والهدوء للجميع.
وأضاف أن ما حدث في ذلك اليوم كان عبارة عن هبوب صوت رياح عظيم كما ظهرت ألسنة من نار وهى نار ليست حارقة وهو وعد السيد المسيح لهم بان ينتظروا حتى يحل عليهم قوة من العلي، كما كان المظهر الثالث في هذا اليوم هو التحدث بألسنة، وأن كل منهم صار يتحدث بلغته، وبعدها ألقى بطرس الرسول عظته العظيمة لجموع يصل عددها إلى آلاف الأشخاص وما حدث أن كل شخص بدأ يفهم الكلام بلغته.
وتابع قائلا، إن بطرس الرسول بدأ يقول عظة نارية، وهي تاريخية وتربوية وكرازية وهى أيضا توضيحية يسرد فيها الأحداث الأخيرة التى وقعت في أورشليم من أحداث الصلب والقيامة وانتظار حلول الروح القدس وهى جميعها مذكورة في سفر أعمال الرسل، موضحا أن الكنيسة رتبت في صلواتها "صلاة الساعة الثالثة" وهى تذكار لحلول الروح القدس على التلاميذ.
وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني إلى أن الحديث عن الروح القدس ممتد ومتشعب، موضحا أن الروح القدس يعمل فينا ويعطينا سمات معينة، فهو يقدم روح الحق وروح المعرفة، فالانسان في مسيرة حياته يتلوث فكره وعقله وكلامه، وعادة يقع في عدم قول الحق وظهرت خطايا الكذب وبدأ الانسان يبتعد عن الحق، اما حياة الحق فهى تكشف كل زيف في العالم، وأن الكتاب المقدس عرف الحياة بأنها "بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" والروح القدس يجعل من الإنسان دائما شاهدا على الحق.
ونوه إلى أن الروح القدس يعطى معرفة الحق ويعطي للانسان أيضا شهادة الحق، لذلك كان التلاميذ شهود حق وهى القوة التى كانت بداخل بطرس ليلقى عظة عظيمة يؤمن بعدها الآلاف بالسيد المسيح في يوم جماهيري كبير، لافتا إلى أن الروح القدس يعطي الإنسان السلام الداخلي، وعمل الروح القدس أن يعطي للانسان الطمأنينة والتعزية للنفوس المتعبة، وأن الإنسان عندما يسقط في الخطية يكون شاعرا بالذنب ولكن الروح القدس في سر الاعتراف يعطي سكينة وتعزية للإنسان.
وأوضح البابا تواضروس الثاني أن الروح القدس يعطى التعزية للإنسان، والانسان في هذه الأيام وبسبب انتشار الوباء يحتاج إلى التعزية وإلى السلام والطمأنينة، وأن الله هو الذى يستطيع أن يمنح البشر السلام والاطمئنان في كافة الظروف، مشيرا إلى أن الروح القدس يعمل على الوحدة وحدة النفوس والأفكار والقلوب، وأن السيد المسيح قال ليكون الجميع واحدا، وأن الروح القدس ينقل هذه الوحدة التى في الثالوث إلى الوحدة، وأن الوحدة في المسيح هى وحدة الإيمان "رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة"، وأن الروح القدس يعطي الوحدة داخل البيت الواحد وليس فقط على مستوى الطوائف او المذاهب فقط.
وذكر قداسة البابا تواضروس الثاني أن المحبة هى الأرض الصالحة لظهور كافة ثمار الروح القدس، وهى التى تدفع الإنسان للسير في الطريق الصحيح إلى الملكوت، وأن الروح القدس يمنح حكمة للإنسان لكى يتصرف بالشكل اللائق في كل موقف، لافتا إلى أن الكنيسة ستبدأ غدا صوم الرسل، والكنيسة تعتبره صوم من أجل الخدمة، وأنه في المساء ستصلي الكنيسة صلاة السجدة تذكارا لما فعله التلاميذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة