بمناسبة اليوم العالمى لسلامة الأغذية، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية البيان المشترك التالى لتسليط الضوء على الدور الحاسم للغذاء الآمن فى تعزيز الصحة والقضاء على الجوع، مؤكدة إنه مما لا شك فيه أنه بدون الوصول الشامل للغذاء الآمن، سيكون من المستحيل تحقيق أهداف أجندة 2030. وللجميع الحق فى الحصول على الغذاء الآمن والمغذى والكافى، لإن الغذاء الأمن مهم للغاية فى تعزيز الصحة والقضاء على الجوع، وهما اثنان من بين 17 هدفاً من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.
وإذا لم يكن الغذاء آمنا، لا يمكن اعتباره غذاءً. ويتحقق الأمن الغذائى عندما تتاح لجميع الناس فى جميع الأوقات، الإمكانية الفعلية والاقتصادية للحصول على الغذاء الذى يلبى احتياجاتهم الغذائية لكى يعيشوا حياة صحية ونشطة. وفى الحقيقة فإن سلامة الغذاء هى جزء مهم من العناصر الأربعة للأمن الغذائى وهى التوفر، وإمكانية الوصول، والاستخدام، والاستقرار. وفى الوقت الحالى، يعانى نحو 55 مليون شخص فى الدول العربية من انعدام الأمن الغذائى.
وأضافت منظمة الفاو، أنه فى نهاية المطاف، فإن سلامة الأغذية هى أمر بالغ الأهمية ليس فقط للوصول إلى صحة أحسن وأمن غذائى أفضل، بل كذلك لتأمين سبل العيش، والتنمية الاقتصادية، والتجارة، والسمعة العالمية لكل بلد فى المنطقة. ومن المعروف أن الأمراض التى تنتقل عن طريق الأغذية، تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأنها تضغط على أنظمة الرعاية الصحية وتجهدها، وتضر بالاقتصادات الوطنية وبالسياحة والتجارة.
ولذلك تعمل الفاو ومنظمة الصحة العالمية معاً فى المنطقة لمساعدة البلدان على تجنب المخاطر وإدارتها والاستجابة لها على طول سلسلة الإمدادات الغذائية، كما تعمل المنظمتان مع منتجى وبائعى الأغذية والسلطات التنظيمية وأصحاب المصلحة فى المجتمع المدنى، سواء حيث يتم إنتاج الأغذية محلياً أو يتم استيرادها.
وتساعد "الفاو " الدول الأعضاء فيها على منع المخاطر وإدارتها والاستجابة لها على طول سلسلة إنتاج الأغذية، بينما تُيسر منظمة الصحة العالمية الوقاية والكشف والاستجابة العالمية للتهديدات الصحية العامة المرتبطة بالأغذية غير الآمنة. وتعمل المنظمتان على المساعدة على بناء ثقة المستهلك فى سلطات بلاده، وثقته فى سلامة إمدادات الغذاء.
إن سلامة الغذاء هى مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين. فلكل شخص دور يقوم به فى الحفاظ على سلسلة الغذاء من المزرعة حتى المائدة، وضمان أن يكون الغذاء المستهلك آمنا ولا يتسبب فى أضرار على صحتنا. وندعو الحكومات وشركات التنمية الدوليين والمانحين والقطاع الخاص إلى احداث فرق مستدام فى سلامة الغذاء. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الإجراءات التالية:
1. ضمان سلامة الغذاء. يجب على الحكومات ضمان حصول الجميع على غذاء آمن ومغذى.
2. يجب ضمان زراعة الغذاء بشكل آمن. يتعين على المنتجين الزراعين ومنتجى الأغذية تبنى ممارسات جيدة.
3. يجب المحافظة على سلامة الأغذية. يجب على قطاع الأعمال ضمان نقل وتخزين وإعداد الأغذية بشكل آمن.
4. يجب التأكد من سلامة الأغذية. يجب ضمان حصول المستهلكين على معلومات آنية وواضحة وموثوقة بشأن المخاطر التغذوية ومخاطر الأمراض المرتبطة بخياراتهم الغذائية.
5. يجب العمل معاً من أجل تحقيق سلامة الغذاء. يجب على الحكومات، والهيئات الاقتصادية الإقليمية، ومنظمات الأمم المتحدة، ووكالات التنمية والمنظمات التجارية، وجماعات المستهلكين والمنتجين، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، وكيانات القطاع الخاص العمل معاً فى قضايا سلامة الأغذية.
وقال عبد السلام ولد أحمد، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ود كتور حمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
منذ العام 2019، يعتبر السابع من يونيو يوماً لتسليط الضوء على فوائد الطعام الآمن. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمى لسلامة الأغذية فى ديسمبر/كانون الأول 2018. ويهدف اليوم العالمى لسلامة الأغذية فى عامة الثانى إلى لفت الانتباه وتحفيز العمل للمساعدة على منع ورصد وإدارة المخاطر التى تنتقل عن طريق الأغذية بشكل يسهم فى الأمن الغذائى، وصحة البشر، والازدهار الاقتصادى، والزراعة والوصول إلى الأسواق، والسياحة، والتنمية المستدامة.