الولادة فى زمن الكورونا.. نساء يروين قصصهن مع الإنجاب وسط مخاوف العدوى.. "إيمان" طلبت من طبيبها الولادة قبل موعدها و"جيلان" ترضع مولودها بالكمامة.. ورئيس الجمعية المصرية للخصوبة: "بلاش الولادة فى البيت"

الأحد، 07 يونيو 2020 04:30 م
الولادة فى زمن الكورونا.. نساء يروين قصصهن مع الإنجاب وسط مخاوف العدوى.. "إيمان" طلبت من طبيبها الولادة قبل موعدها و"جيلان" ترضع مولودها بالكمامة.. ورئيس الجمعية المصرية للخصوبة: "بلاش الولادة فى البيت" الولادة فى زمن كورونا
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تمحو ابتسامة المولود قلق الوباء؟ هذا ما أجابت عليه الأمهات بالنفى بل والتأكيد على عكسه تماما، فزادت مسئولية الطفل من مخاوف العدوى منذ اللحظات الأولى لاستقباله في هذا العالم، لم يخطر على بال إحداهن أن العالم سيتحول لموطن فيروس قاتل لم يتوصل الأطباء لطريقة للقضاء عليه قبل أن يفتك بكل هذه الأرواح ويستمر في رحلته المرعبة، لم تعلم أي منهن شيئا عن هذه الظروف القاسية التي تمر بها البلاد عندما حملت في طفلها وبدأت في رؤية حلمها الصغير يكبر بداخلها لينته الأمر بكابوس مفزع يصبح أكثر شراسة كلما اقترب موعد الولادة.
 
توقفت الحياة منذ تفشى فيروس كورونا في أنحاء العالم واتخذت مختلف الدول إجراءات الإغلاق خوفا من انتشار الفيروس مع فرض التباعد الاجتماعى بين الأشخاص، ولكن مع ذلك تزداد الأعداد يوما عن الآخر، التي وصلت لآلاف الإصابات في مصر وملايين في العالم، وهو ما أثار الخوف بداخل الجميع من الإصابة خاصة الأمهات اللاتى رزقن بأطفالهن قريبا، لأسباب تشمل المناعة الضعيفة للمولود، وكذلك انتشار العدوى داخل المستشفيات مع توافد الكثيرين دون العلم بحقيقة إصابتهن من عدمها.
 
نرصد قصص لسيدات يتحدثن عن تجربة الولادة في زمن كورونا، كيف تعاملوا مع مخاوف العدوى واستقبلوا مولودهم بمزيد من الحماية، وذلك بجانب آراء الخبراء حول الولادات اليومية التي يستقبلونها في وقت الوباء.
 
الولادة فى زمن كورونا
الولادة فى زمن كورونا
 

إيمان ولدت قبل موعدها خوفا من العدوى 

إيمان من دمنهور كانت تعانى من القلق.. ليس هي فقط بل كل من كان بجانبها في ذلك الوقت، خوفا على تحول لحظة فرحتها بالمولود لكارثة تعرضه للفيروس القاتل، لذلك تنازلت عن رغبتها الشديدة في الانتظار حتى موعد ولادتها الطبيعى ولجأت للقيصرية، حيث خافت من قرار عمل بعض الممرضات بمستشفيات ستتحول لمستشفيات عزل، وكذلك خوفا من ظهور أي حالة إصابة بالمستشفى التي تخطط للولادة فيها خلال الفترة المتبقية لها من الحمل.
 
قالت إيمان: "كنت أحاول الولادة قبل أن تسوء الأمور أكثر حتى يتمكن مولودى من الوصول في بيئة أقل تلوثا بالفيروسات وأكثر أمانا"، مضيفة " لذلك طلبت من الطبيب أن يحدد لى أسرع موعد لإجراء قيصرية فكنت في شهرى التاسع ولم استطع الانتظار حتى حدوث الطلق خاصة مع انتشار الوباء".
 
استجاب الطبيب لطلب إيمان بعد إجراء فحوصات لها تؤكد عدم تعرضها لأى خطورة في حالة التدخل في ذلك الوقت، حيث كانت في الأسبوع الثانى من الشهر التاسع، مع تمتعها بوضع جيد وكذلك جنينها.
 
واشتكت إيمان من عدم التزام الكثيرين بقواعد المستشفى الخاص التي ولدت بها، فيما يخص أعداد المرافقين للحالة، حيث تجمعت العديد من الأسر داخل المستشفى، بينما حاولت هى الالتزام بكل التعليمات ولم يرافقها سوى الزوج مع منع الزيارات في المنزل من العائلة فيما بعد، والاكتفاء بمن يتولى رعايتها مع المولود من أسرتها فقط.
 
أكدت إيمان، أن الفرحة كانت منقوصة رغم أنها الولادة الأولى لها، وذلك بسبب عدم وجود أجواء الفرحة والاحتفالات، مع إلغاء "السبوع" وتفاصيله المميزة التي تصاحب ولادة الطفل.
 

جيلان ترضع طفلها بالكمامة وتمنع الزيارات

جيلان من أسيوط فكرت كثيرا في الولادة بالبيت مع ازدياد القلق من المستشفيات في الوقت الراهن، ولكنها في النهاية اختارت الولادة بالمستشفى خاصة إن ولادتها كانت قيصرية وليست طبيعية، وعلى عكس ما اشتكت منه إيمان بشأن اصطحاب الأسر وزيادة عدد المرافقين، كان الوضع مختلف مع جيلان التي لم يرافقها إلا فردين من أسرتها ولم تسمح المستشفى نهائيا لأي من السيدات المقبلات على الولادة لاصطحاب أكثر من هذا العدد.

أعربت جيلان عن خوفها قائلة: "كان الموقف مرعبا جدا بالنسبة لى، واستمرت والدتى في الإشراف مع العاملين على نظافة الغرفة والتعقيم المستمر، واحضرت كل شيء معى حتى لا الجأ لأى من مفروشات المستشفى لزيادة الحماية".
 
لم يدخل معها أحد غرفة العمليات، وعندما حملت جيلان طفلها بين يديها لأول مرة وضعت الكمامة لاستقباله تحسبا لأى عدوى قد تنتقل له منها، واستمرت في هذا الأمر بعد ذلك عند رضاعته.
 
قالت جيلان: "على عكس ما يفترض أن يكون في هذه اللحظة من فرحة، لا أشعر سوى بالقلق طوال الوقت رغم اتخاذي كل إجراءات الوقاية ومنع أي زيارات".
 
الخوف من كورونا
إجراءات الوقاية من كورونا

أسماء: حبست نفسى في البيت ثلاث شهور ولم أخرج إلا عند الولادة

أسماء من القاهرة كانت هذه الولادة الثالثة لها، ولكنها لم تكن سهلة أبدا، حيث خضعت لولادة قيصرية نتج عنها بعض المضاعفات التي لم تتعافى منها حتى الآن، فقد تضرر جرحها واضطرت للذهاب للمستشفى مرة أخرى، وما بين الألم والقلق كانت المعاناة الحقيقية التي تعايشها.

تقول أسماء، "كنت افكر أن انجب في المنزل ولكننى لجأت للمستشفى بالنهاية وسط تشديدات كثيرة حول التعقيم والنضافة من جانب الإدارة، حيث ارتدى كل العاملين كمامات وكانوا ينظفون الغرفة من وقت لآخر بشكل متكرر".
 
وأضافت أسماء، "حبست نفسى في البيت آخر ثلاث شهور ولم أرى الشارع إلا عند ولادتى خوفا من التقاط العدوى، وأنا في هذه الحالة الحرجة، واتخذت كل إجراءات الوقاية في المستشفى وحملت معى كمامات وقناعات الوجه الكاملة الشفافة لكى يضعها أي شخص يقترب من ابنى".
 
وأكدت أسماء، أنه على الرغم من كل الخطوات المهمة التي حققتها المستشفى للحد من العدوى إلا أنها سمحت بأى عدد من المرافقين، ولكنها مع ذلك لم تأخذ معها إلا زوجها وسط ازدحام المستشفى بالزوار.


رئيس الجمعية المصرية للخصوبة: "بلاش ولادة البيت"

هذه القصص ترصد عدد من الولادات من مختلف المحافظات في وقت تفشى فيروس كورونا الذى نعايشه، وهنا نعرض أيضا آراء الخبراء حول مخاوف السيدات من الولادة وحقيقة الإجراءات المتبعة من أجل حماية الأم والجنين.
 
قال الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ النساء والتوليد ورئيس الجمعية المصرية للخصوبة ورئيس المركز الإسلامى لبحوث ودراسات السكان بالأزهر، "الولادة في المستشفى حتى في ظل كورونا تعد الأنسب والأفضل للسيدات المقبلات على الإنجاب، ولا انصح بالولادة بالبيت إطلاقا".
 
وأضاف أبو السرور، "تتعرض المرأة لمشاكل كبيرة عند الولادة في البيت، فهي تحتاج لرعاية طبية سليمة توفر أعلى مستوى من الأمان والسلامة".
 
وأوضح رئيس جمعية الخصوبة المصرية، "يجرى الكشف الطبي في البداية للتأكد أنها ليست مصابة بكورونا، وبجانب ذلك نوفر أدوات الحماية ونقلل عدد الأشخاص التي تتعرض لهم، مع الالتزام بالتباعد الاجتماعى حتى من مقدم الصحة والمتابعة".
 
وشدد أبو السرور، على ضرورة ألا تصطحب إلا أقل افراد معها، فشخص واحد فقط في المستشفىى يكفى، ولابد ان يخضع من يرافق المريضة للفحص الطبي.
 
وتابع أبو السرور، "ننصح السيدات التي لا تحمل بعد، أن تؤجل الحمل حتى تنتهى قمة جائحة كورونا، وذلك عن طريق أي من وسائل تنظيم الأسرة المناسبة، ولكن إذا حدث الحمل، فيجب أخذ كل الاحتياطات اللازمة من غسيل اليدين باستمرار ولبس ماسك الوجه وتجنب التجمعات.
 
وكشف أبو السرور، أن بعض التقارير الطبية الأخيرة بينت أن المريضة المصابة بفيروس كورونا قد تتأثر، فيما يخص موعد الولادة التي تتحول لولادة مبكرة أو يحدث لها بعض التغييرات في المشيمة، ولكنها دراسات حديثة ولا يوجد خبرة كبيرة في هذا المجال، ولم يثبت أيضا أن كورونا تنتقل من الرضاعة".
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة