تظاهر مئات المحتجين اللبنانيين السبت للتعبير عن غضبهم من أسلوب إدارة الحكومة للأزمة الاقتصادية الخانقة وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.
وهذه أول احتجاجات كبيرة منذ قيام الحكومة بتخفيف قيود العزل العام التي فرضتها لمنع تفشي فيروس كورونا كما تأتي في الوقت الذي تتفاوض فيه بيروت مع صندوق النقد الدولي على اتفاق تأمل أن يتيح لها تمويلا بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاد البلاد الذي ينهار.
وأحرق محتجون بإضرام النار في صناديق القمامة ونهب متجر أثاث في الحي التجاري الراقي في العاصمة وتحطيم واجهته لإخراج أريكة منه وإغلاق الشارع بها.
وتفجرت على ما يبدو التوترات الطائفية حتى مع توقف الاحتجاجات مع سماع دوي إطلاق نار في بعض أحياء بيروت وحدوث مواجهة سادها التوتر في منطقة مسيحية-شيعية مرتبطة ببدء الحرب الأهلية التي دارت فيما بين عامي 1975 و1990 مما دفع قوات الأمن للانتشار بأعداد كبيرة طبقا لما ذكرته وسائل الإعلام اللبنانية.
وحذر الزعماء السياسيون والدينيون عبر الخطوط الطائفية من خطر حدوث عنف طائفي.
وكتب رئيس الوزراء حسان دياب على تويتر إنه يدين ويندد بأقوى العبارات كل الشعارات الطائفية ويدعو كل اللبنانيين وزعمائهم السياسيين والروحيين للتحلي بالوعي والحكمة والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية. وكان من بين مطالب بعض المحتجين اليوم السبت نزع سلاح جماعة حزب الله الشيعية.
وتولى دياب منصبه في يناير بدعم من حزب الله المدعوم من إيران وحلفاء الجماعة بعد الإطاحة بالحكومة السابقة بسبب الاحتجاجات التي اندلعت في شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية بشدة في لبنان على مدى الشهور الماضية. وفقدت الليرة اللبنانية ما يزيد على نصف قيمتها في السوق الموازية وارتفعت الأسعار وألغت الشركات الوظائف في ظل إجراءاتها لمواجهة آثار جائحة كورونا.
وقالت المتظاهرة ماري نور، وهي محامية، إن الوضع صعب للغاية، وخاصة الاقتصاد. وأضافت أن الناس لم يعودوا يرغبون في الاحتفالات أثناء احتجاجاتهم لأنهم غاضبون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة