شدد الدكتور مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام ، على أهمية خفض أسعار الكهرباء والغاز للصناعة، بهدف حمايتها ودعم منتجاتها علاوة على منحها قدرة تنافسية افضل خاصة في أسواق التصدير العالمية.
وأضاف الدكتورمدحت نافع في حوار لـ"اليوم السابع" أن أسعار الطاقة سواء الكهرباء أو الغاز لا تتناسب مع الأسعار العالمية لها، ما يفقد شركاتنا المنافسة ويحرمها من فرص كثيرة للتصدير وزيد من معاناة شركات مثل مصر للالومنيوم والسبائك الحديدة والحديد والصلب وشركات الأسمدة.
ما تأثير أسعار الطاقة على الصناعة الوطنية ؟
ارتفاع أسعار الطاقة من أهم المعوقات الداخلية إذا كانت المعوقات الخارجية للصناعة تتمثل في قلة أسعار المعادن في السوق والهبوط الذي تشهد الأسواق العالمية حاليا.
أيضا فإن أسعار الطاقة تمثل عاملا مهما من عوامل جذب الاستثمار وتسعى الحكومات ومنها الحكومة المصرية إلى توفير عوامل الجذب وعوامل تحفيز الاستثمار.
وهل تتناسب أسعار الطاقة مع الأسعار العالمية؟
طبقا لأسعار الطاقة الرئيسية لمصانع كثيفة استهلاك الطاقة إذا ما قورنت في مستوياتها في الخارج ،فإنها مرتفعة للغاية خاصة خلال العامين الماضيين.
وبالطبع الاسعار غير تنافسية بالمرة اذا قورنت منذ عامين فقط ،واذا ما قورنت بمستوياتها في الأسواق المنافسة معنا في هذه المنتجات سواء منتجات الحديد والصلب أو الالومنيوم أو السبائك الحديدية أو منتجات الأسمدة التى اشتهرت باستهلاك الطاقة ،خاصة الغاز الطبيعى.
هل سبب ارتفاع أسعار الطاقة للصناعة المحلية هو عدم استنزافها وتصديرها؟
دعنا نؤكد أن الهدف ليس تحقيق وفرة في الطاقة وبالتالى يتم تصديرها خام ،وإنما لابد من إضافة قيمة مضافة لها من خلال الصناعات ومن خلال تصنيعها في الشركات المصرية.
على سبيل المثال هناك وفرة في شبكة الكهرباء يمكن استخدامها من خلال الصناعات الثقيلة فهناك فائض يمثل ضعف استهلكنا وهناك فائض يجب أن يتم استثماره بشكل كبير من خلال توفيره وبأسعار مناسبة للمصانع.
هل تشير إلى أهمية دعم الطاقة للمصانع مثلا؟
لا نقول نحصل على الطاقة بأسعار مدعمة ،ولا نقول بأسعار مخفضة لكن نقول بهامش بسيط للربح يمكن الصناعة من النهوض ، أما الآن فهو يقدم بهامش مرتفع جدا.
شركة مصر للألومنيوم تحولت من الربحية إلى الخسارة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة خاصة الكهرباء؟
بالفعل هذا ما حدث وحول قلعة صناعية عملاقة إلى مصنع خاسر ، و نطالب بخفض أسعار الطاقة من الكهرباء لشركة مصر للألمونيوم بواقع 30 قرش إضافية ، بحيث يمكنها من النهوض ، فخفض 10 قروش فى سعر الكيلو وات من الكهرباء يوفر نحو 500 مليون جنيه سنويا لشركة مصر للألومنيوم، والتى تحصل على الكيلو وات بـ 111 قرشا فى حين تحصل الشركات المنافسة والعالمية على الكيلو بسعر 72 قرشا والشركة تدفع ما يقارب 5 مليارات جنيه سنويا للكهرباء فقط.
وكيف تقيم أسعار الغاز حاليا في مصر ؟
أسعار الغاز مرتفعة مقارنة أيضا بالمتوسطات العالمية ولابد من تخفيض أسعار الغاز الطبيعي أيضا لتتناسب مع المنافسين من مختلف دول العالم ولا سيما أن مصر لديها كما ذكرت سابقا فائضا من الغاز ومن الكهرباء ومن المهم اتاحة الفرصة للصناعة للاستفادة منها بدلا من تصديرها خام ، مما يمثل نوعا من الحماية للصناعة وذلك بمنحها قدرات تنافسية اكبر محليا ودوليا في سوق التصدير وفى ظل ارتفاع حدة المنافسة حاليا.
لكن هناك تباين في اسعار الطاقة عالميا فكيف سيتم تنفيذ ذلك بصفة مستدامة في مصر؟
ما أقوله هو أن نراعى متوسطات أسعار الطاقة لكل صناعة على حده فكل صناعة ممكن حصولها على الغاز أو الكهرباء حسب المتوسط العالمى ،وليس هذا معناه توحيد سعر واحد لكل الصناعات لأنه لابد من مراعاة الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة ،والصناعات التى تستهلك الطاقة بشكل عادى.
في حالة خفض أسعار الطاقة للصناعة ما أثر ذلك على الشركات عامة وشركات القابضة المعدنية خاصة؟
بدون شك الأثر سيكون كبيرا وسيفرق كثيرا في تحسين الهياكل المالية للشركات من حيث زيادة الايرادات والأرباح او خفض الخسائر مع زيادة الصادرات وزيادة القدرة التنافسية في السوق بجانب اتاحة الفرصة لاستثمارات جديدة وتوسعات سواء للشركات المحلية أو الشركات الأجنبية والعالمية في مصر .
وفيما يتعلق بالقابضة للصناعات المعدنية لدينا 15 شركة قائمة تعتمد 10 منها على الطاقة بشكل كبير وتمثل الطاقة لها أهمية كبيرة حيث تدخل في صلب الصناعة ويذهب جزء كبير من تكلفة المنتج للطاقة وفى حالة خفض سعرها سنعكس هذا على الاقتصاد المصرى عامة .
يشار إلى أن أبرز الشركات التابعة للقابضة للصناعات المعدنية الكثيفة استهلاك الطاقة من الكهرباء والغاز هى مصر للألومنيوم بنجع حمادى بقنا ، والسبائك الحديدية في أسوان ، والنصر للتعدين ، والكوك ،والنحاس المصرية ،والعامة للخزف والصينى ، والحديد والصلب المصرية والدلتا للصلب والنصر للمواسير والنصر للمطروقات والزجاج والبللور وميتالكو المصرية للإنشاءات المعدنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة