نشرت صحيفة الخليج الإماراتية كاريكاتيرا يشير إلي أن الأحداث في عام 2020 جلعت الكرة الأرضية مشتعلة، وبحسب نفس الصحيفة أكد خبراء ومتخصصون في التعليم، أن هناك خمسة اتجاهات، من شأنها تغيير خريطة التعليم عام 2020، في وقت تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فجوة كبيرة في مهارات الخريجين، إذ رصد 40% من أصحاب الأعمال نقصاً ملحوظاً في مهارات «التفكير الإبداعي»، و«التفكير الناقد»، والمهارات الفنية والوظيفية لدى المتقدمين للعمل لديهم، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير.
وأكد الخبير أوزان توكتاس، المدير العام لشركة «بيرسون» الشرق الأوسط وإفريقيا ل«الخليج»، أهمية إعداد قطاع التعليم للإحلال الرقمي، بخمسة اتجاهات ناشئة رئيسية تغير طريقة تعليم الطلبة، وطرائق التدريس التي يتبعها المعلمون.
وأفاد بأن الاتجاه الأول يركز على التحول نحو التعلم القائم على المفاهيم، وهو تصميم ثلاثي الأبعاد يبلور جوهر «الاستيعاب الفهمي» إلى جانب الحقائق والمهارات، بوصفهما ركيزتين مهمتين لتحقيق هذا النوع من التعليم.
وقال إن هذا النوع من التعليم، يتيح للطلاب ربط المفاهيم بواقع الحياة، بالتركيز على كفاءات القرن الحادي والعشرين، ما يسهم في الانتقال من الدورات الدراسية إلى العالم الحقيقي بسهولة، وتمكينهم من أدوات حل المشكلات الجديدة، وإكساب الطلبة فهماً أعمق وأشمل للمحتوى.
وفي شرحه للاتجاه الثاني أكد أنه يضم الاستعداد المستقبلي للمناهج، إذ يرى 80% من المتعلمين في الشرق الأوسط، أنهم بحاجة إلى تطوير مهاراتهم، مع معارف العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، وفقاً لنتائج استبانة بيرسون العالمية للمتعلمين.
وأدى ذلك إلى تحول في الاستراتيجيات والإجراءات والمواقف من المعلمين، فضلاً عن تغيير في المناهج الدراسية، إذ بدأت المؤسسات التعليمية بشكل متزايد بتبنّي منهج يشتمل على مزيج من المهارات العملية والناعمة، مثل تحليلات البيانات، والقيادة، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والقدرات الإدراكية، والإبداع، لتزويد الطلاب بالمهارات المناسبة للعمل والمشاركة في الثورة الصناعية الرابعة.
أما الاتجاه الثالث، فأكد أنه يضم الاستثمار في الطلاقة الرقمية ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي باتت مهمة لكل المهن في مختلف القطاعات، وأصبح الاستثمار في منصات التعلم الرقمي اتجاهاً جديداً في التعليم، وفقاً لدراسة شاملة أجرتها بيرسون، حيث اتفق 79% من سكان الشرق الأوسط على أن الطلاب اليوم يحظون باستخدام التكنولوجيا لدعم تعلمهم، ما يجعل التعلم أكثر متعة.
وفي توضيحه للاتجاه الرابع، أفاد بأنه متعلق بزيادة التركيز على توفير التعليم التقني والمهني، إذ أدى الطلب الكبير على المهنيين القادرين على مزج المهارات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة (STEM) إلى تزايد شعبية التعليم المهني والتقني، ويرى 71% من المتعلمين في الشرق الأوسط أن الحصول على درجة أو شهادة من مدرسة مهنية أو تجارية يؤدي إلى فرص عمل ومهن جيدة أكثر من الحصول على شهادة جامعية تقليدية.
وجاء التعلم مدى الحياة، ليشكل الواقع الجديد، إذ إن انتشار اقتصاد المواهب وزيادة المنافسة العالمية، يتطلبان تركيزاً متجدداً على التعلم مدى الحياة، الذي يسعى وراء المعرفة بدوافع ذاتية، ليس لأسباب شخصية فقط، بل مهنية، حيث يرى 81% من سكان الشرق الأوسط أن التعليم لا يتوقف في المدرسة، وأن التعلم مدى الحياة أمر حاسم لنجاح الفرد.
والمتابع لمسارات التعليم المستقبلية، يجد أنه لا يجوز النظر إلى التعليم والتدريب بمعزل عن احتياجات قطاعات ومتطلبات سوق العمل، لذا ينبغي اعتماد نهج متكامل لتطوير المواهب بشكل متزايد، لتعزيز قابلية توظيف الأفراد، وهو ما أدى إلى ظهور الكثير من الاتجاهات القوية الجديدة في التعليم، بهدف إشراك المتعلمين بالمهارات الصحيحة التي يتطلبها عالم الشركات في القرن الحادي والعشرين، لإنتاج قوة عاملة تتصف بالعملية، ولديها تركيز خاص نحو العمل وتطمح إلى النجاح والازدهار فيه.
كاريكاتير الخليج الإماراتية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة