تمتد الصحراء الشرقية لمساحات شاسعة كبيرة تبلغ الالاف من الكيلو مترات، داخل تلك المساحات الكبيرة هناك اودية لها تاريخ عند القبائل وهم من اطلق عليها اسمائها وخاصة قبائل البجا" البشارية "، وكذلك قبائل العبابدة قاطني الصحراء الشرقية، جنوب البحر الأحمر .
من بين تلك الأودية الشهيرة وادي خداع والذي يقع علي الطريق الساحلي ما بين صحراء منطقة برنيس ومدينة الشلاتين وتحديدا قبل الشلاتين بقرابة 70 كيلو متر، وكذلك وادي الشوت واللاوى والصليب، حيث أن تلك الأودية لها تاريخ عند قبائل المنطقة وقاطنيها ولها ما يميزها عن باقي الاودية عندهم .
أدم سعد الله، أحد ابناء قبلية العبابدة ومن المهتمين بالتراث والترحال داخل الصحراء والاودية الجبلية لاكتشافها، أن اودية خداع والشوت والبلوي والصليب والبلوك، تقع تحت سيطرة قبلية العبابدة وهم من اطلقوا تلك الاسماء عليها، حيث أن تلك المناطق تقع في المنطقة الجبلية الصحراوية الرابطة ما بين صحراء برنيس وصحراء الشلاتين وهي منطقة تسيطر فيها قبائل العبابدة .
وأضاف سعد الله في تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن تلك الاودية من اشهر اودية المراعي في الصحراء الشرقية وتعتبر اغلبها مخرات سيول حيث ينمو العشب فيها بكثافة مما جعلها اماكن للرعي، ووادي خداع في بداية الطريق يمكن من خلاله الوصول الاودية الأخرى، وتقترب تلك الاودية في الصحراء من منطقة أبرق الشهيرة.
وتابع: أن وادي الصليب سمي للتداخل الاودية فيه ببعضها البعض فسميت تلك المنطقة بالصليب، كذلك وادي خداع واللاوي والشوت اسماء توارثها كبار القبائل قديما لا يعرف الابناء ما سبب تسميتها بتلك الاسماء، مؤكدا على أن تلك الاودية ذات قيمة كبيرة عند العبابدة وخاصة العاملين في مهمة الرعي.
كما أكد أدم سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن ما يميز تلك الاودية وجود ابار مياه بها والأخرى عيون مياه منفجرة من الجبال يستخدمها الرعاة وقاطني تلك الاودية في حياتهم اليومية ولا يحرمون احد منها، حيث أن تلك الاودية بسبب وجود ابار المياه وكذلك توافر العشب فيها تعد من المناطق الغنية هناك.
من جانب آخر، قال حامد ابو الحسن، أحد ابناء العبابدة بمرسي علم أن هناك ما بين تلك الاودية الجبلية يوجد مقام الشيخ فرحان، هو من مشايخ قبائل العبابدة حيث تم انشاء مقام له في وسط تلك الاودية الجبلية مكان اقامته قديما، وأصبح مقام الشيخ فرحان فيما بعد كعلامة او دليل في الصحراء للوصول الاودية المختلفة في قلب الصحراء.
وأضاف أن تلك المناطق خارج نطاق محمية جبل علبة إلا أنها قريبة من قطاعها الشمالي قطاع أبرق، وكان يظهر فيها قديما الغزال المصري، ومازال حتى الآن يرصد بها، كما يرصد بها كذلك الطيور البرية المختلفة مثل الصقور والعقاب النساري وغيرها من الطيور.
يذكر أن منطقة أبرق التي تعد أحد قطاعات محمية علية والقريبة من الاودية المذكورة يقع في الشمال الغربي لمدينة الشلاتين، واطلق اسمها علي اسم احدي القرى الصغيرة الواقعة في جرف الصحراء الشرقية وتبعد قرابة 90 كيلو متر عن مدينة الشلاتين التابعة لها محلياً، حيث لا تعد قرية أبرق قرية سكنية بدوية فحسب، بل أنها أحد أهم قطاعات محمية جبل علبة الشهيرة، بالصحراء الشرقية.
ويقطن قرية أبرق مجموعة من الأهالي الذين ينتمون لقبائل العبابدة والبشارية، وعددهم محدود حيث لا يتعدي الـ 500 نسمة تقريباً، بدأت الدولة الاهتمام بهم متأخر وشيدت لهم مدرسة ووحدة صحية ووحده قروية، وهم ليسوا أول من قطن تلك المنطقة بل قطنها من قبلهم الفراعنة والرومانيين وتركوا فيها ما يدل على وجودهم فيها.