أرجع رئيس جمعية علماء الفيروسات الأوروبيين، جورجيو بالو، انحسار انتشار عدوى فيروس كورنا في إيطاليا لموقعها الجغرافي، حيث يشهد "نصف الكرة الشمالي ارتفاع معدلات الأشعة فوق البنفسجية في الفترة من يونيو إلى سبتمبر وينتج عنه تأثير مبيد للفيروسات".
وأشار عالم الفيروسات فى مقابلة صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، في أشارة الى الارتفاع الكبير في الإصابات في أمريكا الجنوبية، بأن "نفس الظروف: الحرارة الجافة لا تتوفر في نصف الكرة الأرضية تحت خط الاستواء، حيث توجد رطوبة عالية، ولهذا السبب لا تعمل درجات الحرارة المرتفعة في تلك الأماكن كرادع للفيروس".
ونفى الخبير الصحي الرواية المتداولة حول تحوّر الفيروس بشكل يجعله أقل قدرة على مهاجمة الخلايا البشرية، حيث قال "لا ترتبط أي من التحورات البالغ عددها 8000 التي تم تحديدها في جينوم الفيروس بطفرة في قوته، لذلك ليس لدينا دليل على أنه أقل أو أكثر قدرة على العدوى من ذي قبل".
وأضاف "مع ذلك، يمكننا القول أنه في هذه المرحلة التي يتلاشى فيها الوباء ببطء في أوروبا، لوحظ، كما أبرزت عشرات الاوراق العلمية، أن الجرعة المعدية قلت، وبالتالي فإن الحالات الايجابية لديها قدرة أقل على نقل العدوى. وهي خاصية لجميع الفيروسات".
كشفت دراسة ضمت جميع سكان بلدة فو التي خضعت للعزل الصحي ضد كورونا بشمال إيطاليا، أن 40% من الحالات لم تظهر عليها أي أعراض، حيث أظهرت الدراسة، وجود دلائل على أن عمليات الفحص واسعة النطاق إلى جانب عزل الحالات وفرض إجراءات عزل عام محلي يمكن أن توقف بسرعة تفشيا محليا للمرض.
وقال أندريا كريسانتي، الأستاذ لجامعة بادوفا الإيطالية وجامعة إمبريال كوليدج لندن والذي شارك في قيادة البحث إنه بالرغم من انتقال الفيروس في صمت وعلى نطاق واسع، إلا أنه يمكن احتواء الفيروس. ويقدم لنا فحص جميع المواطنين، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر، طريقة لمنع حالات التفشي من أن تخرج عن السيطرة".
وكانت بلدة فو، التي يبلغ عدد سكانها نحو 3200 نسمة، قد أُخضعت لإجراءات الحجر الصحي لأربعة عشر يوما، بعد أن شهدت أول حالة وفاة في إيطاليا بسبب كوفيد-19، في 21 فبراير وأظهر تحليل للنتائج أنه في بداية الحجر الصحي كان 2.6 في المئة من سكان فو وهم 73 شخصا مصابين بالفيروس. وبعد أسبوعين، لم يسجل سوى 29 مصابا بالفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة