تناولت مقالات الكتاب وصفحات الرأى اليوم الأربعاء، فى الصحف العربية العديد من القضايا، ولعل أهمها أن تركيا لم تكن في يوم من الأيام عبئاً على حلف الناتو كما هي عليه الآن، فتركيا المخطوفة على يد ما يسمى بحزب العدالة والتنمية أدخلت الحلف في سلسلة من المشاكل والخلافات الداخلية دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعيد وصف الحلف من جديد بأنه يعاني من "الموت السريري".
مصطفى فحص
مصطفى فحص: ماذا لو استقال الكاظمى؟
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إنه عندما يطالب زعيم ميليشيا مسلحة ممثلة فى البرلمان رئيس الوزراء بعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية، نكون أمام فاجعتين؛ الأولى أن هناك من يتعامل مع موقع رئيس الوزراء على أنه مدير تنفيذي لشركة خاصة، تم تعيينه من قبل أطراف تمتلك أسهماً في شركة تجارية، ولا يحق لمديرها إلا تنفيذ ما اتفقوا عليه. أما الفاجعة الثانية فعندما يطلب المساهمون الذين يريدون الاحتفاظ بمكاسبهم من المدير الجديد أن يعالج أزمة شركتهم من دون المساس بامتيازاتهم، فالواضح بعد 17 عاماً على سقوط نظام صدام حسين، أنه قد سقط معه مشروع الدولة. إن العلاقة ما بين الدولة ومن ورثها من على ظهر الدبابة الأمريكية لم تزل شائكة ومتناقضة، فلا الأطراف الممسكة بالسلطة قادرة على استيعاب شروطها، ولا ثوبهم بحجم مقاسها.
أزمة العراق ما بعد 2003 أن من تولى أمره لم يفهم حتى الآن معنى سيادة الدولة، وهو أصلاً لا يريدها، لكنه حريص على مغانم السلطة. هذه المعادلة ليست محصورة فقط بالبيت السياسي الشيعي الذي تحول إلى بيت سياسي مسلح بعد أن نجحت طهران في عسكرة الهوية العقائدية الولائية في البيئة الشيعية العراقية لاستخدامها لاحقاً في وجه دعاة الهوية الشيعية الوطنية وأولوياتهم العراقية، كما أن البيوتات السياسية الأخرى؛ السنية والكردية، استفادت هي أيضاً من فكرة السلطة على حساب الدولة، ولم تقدم نموذجاً في تعاطيها مع مؤسسة الدولة يختلف كثيراً عمّا قدمته الشيعية السياسية في العراق، بل أصرت على تثبيت سياسات الفرز والمحاصصة، لكن في لعبة الأحجام؛ فإن المسئولية تقع على الجهة الكبرى وصاحبة القرار الذي حكم باسم الأغلبية.
إبراهيم النحاس
إبراهيم النحاس: إخوان الخليج.. مرتزقة فضحتهم مؤامراتهم التدميرية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الرياض السعودية، إذا كانت الظروف التاريخية ساهمت بمنح الوقت والفرصة لجماعة الإخوان بالتحرك، ومكنت قادتها من تجنيد عملاء ومرتزقة وأتباع، وعملت على تصديرهم للمشهد الدعوي والإعلامي، فإن الظروف الحالية ستعمل على القضاء عليهم بتقديمهم للعدالة، وكشف مخططاتهم وفضح عمالتهم وتبعيتهم لجماعة الإخوان الإرهابية..
بقبولهم عضوية جماعة الإخوان، قبلوا مباشرة أن يكونوا أدوات ذليلة طيعة وصاغرة في يد قادتها ومسؤوليها ومسيريها، ومنفذين مخلصين لأجندتها التدميرية المعلن عنها وغير المعلن. هكذا هم عناصر جماعة الإخوان في الخليج العربي، فهم ليسوا إلا مجموعة وضيعة قبلت أن تكون ولاءاتها السياسية ليست للأوطان التي يحملون جنسياتها، وليست للدول التي ينتمون إليها، وإنما ولاءاتهم السياسية أصبحت لجماعة الإخوان الإرهابية ولقادتها المتطرفين ولأجندتها التدميرية. إنه انقلاب كامل على الفطرة السليمة التي ترفض العمالة والارتزاق والتبعية وتُعلي من شأن العِزة والكرامة والإباء؛ ولكن هذا الانقلاب على الفطرة السليمة ليس مستغربا عندما يأتي الحديث عن جماعة الإخوان وعلى كل من يرتضي أن يكون عنصراً أو عضواً فيها، لأنها أُسست في الأصل بهدف إضعاف الدولة الوطنية وتفتيت مجتمعها، وضرب أسس الأمن القومي العربي، وتمزيق وحدة صف الأمة الإسلامية.
أيمن سمير
أيمن سمير: تركيا.. العبء الأكبر على الناتو
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، لم تكن تركيا في يوم من الأيام عبئاً على حلف الناتو كما هي عليه الآن، فتركيا المخطوفة على يد ما يسمى بحزب العدالة والتنمية أدخلت الحلف في سلسلة من المشاكل والخلافات الداخلية دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعيد وصف الحلف من جديد "بالموت السريري"، فالحلف الذي تأسس عام 1949 ودخلته تركيا في 18 أبريل 1952 يعيش حالة التصدع على خلفية المقامرات التي يقوم بها أردوغان ليس فقط في سوريا والعراق وليبيا، لكن أيضاً خلافات كبيرة بين تركيا وفرنسا، وخلافات أكبر بين أردوغان وقادة الحلف الذين يرفضون "لعبة الباليه" الأردوغانية التي يريد من خلالها وضع قدم في الحلف، ووضع الأخرى مع أعداء الناتو، فكيف سيتعامل حلف الأطلسي مع سياسات أردوغان التي تهدد بمزيد من التصدعات ؟ وما هي حدود الرد المتوقع من الأعضاء البارزين في الأطلنطي؟.
نظرة حلف الناتو لعضوية تركيا كان من منطلق أنها دولة "وظيفية" يتم توظيفها لصالح دول الحلف ضد الاتحاد السوفيتي السابق وحلف وارسو بعد اندلاع الحرب الباردة،وحاولت تركيا أن تتشبث بهذا الدور بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، لكن قيمة ووزن الدور التركي تراجع كثيراً منذ ذلك التاريخ، وحاول أردوغان أن يعطي قبلة الحياة "للدور الوظيفي" التركي داخل الحلف بعد قيام ما يسمى "بالربيع العربي" بدعم كل محاولات التخريب والفوضى في المنطقة، ولهذا بدأ منذ 2011 التدخل في الشؤون الداخلية للعراق باحتلال أكثر من 12 قاعدة أكبرها معسكر بعشيقة قرب الموصل، وتدخل في سوريا بزعم دعم المعارضة المعتدلة هناك، لكن بعد التحرش بقبرص واليونان، والتدخل المباشر في الصراع الليبي، والوقوف أمام خطط الناتو في البلقان أصبح أردوغان بالفعل عبئاً كبيراً على حلف الناتو.
وفي عدد من استطلاعات الرأي التي جرت في فرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا خلال الشهرين الماضيين طالبت الشعوب الأوروبية بطرد تركيا من حلف الناتو خاصة بعد أن اشترت منظومة الدفاع الروسية "أس 400" وعرقلت أنقرة لخطة الحلف لحماية بولندا ودول بحر البلطيق الثلاث لمدة تزيد عن 6 أشهر، وهو ما أثر سلباً على خطط الحلف لحماية بولندا ورومانيا ودول بحر البلطيق لاتفيا وأستونيا وليتوانيا، ولذلك رفض الحلف تفعيل "المادة الخامسة" من ميثاق الحلف عندما طلبت تركيا ذلك على خلفية حربها في شمال سوريا.
أما في دول الناتو الأوروبية فهناك رفض لاستغلال تركيا حلف الناتو في تحقيق أوهامها التوسعية، فها هي المخابرات الالمانية تصدر تقريرها الثاني خلال 18 شهراً فقط تؤكد فيه أن الخلايا التركية والتنظيم الدولي للإخوان أخطر على ألمانيا من داعش والقاعدة .
وفي فرنسا قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في أكثر من مناسبة إن الحلف ليس مسؤولاً عن مغامرات أردوغان في العراق وسوريا وليبيا، وخطاب الرئيس ماكرون الأخير حول تركيا يؤكد أن الطلاق بين تركيا والناتو بات واقعاً على الأرض، ويحتاج ربما فقط الإعلان عن ورقة الطلاق.
علي قباجه: حرب انتخابات مستعرة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، لا تزال الحظوظ الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية تتأرجح بين المرشحين المثيرين للجدل؛ إذ إن هنالك تناقضاً غريباً بينهما، فبينما يكثر دونالد ترامب من التصريح لوسائل الإعلام بمناسبة أو من دون مناسبة، نجد جو بايدن المرشح الثاني يمتنع عن الظهور إعلامياً إلا ما ندر، ومع ذلك ترتفع حظوظه الانتخابية على حساب منافسه؛ فتصريحات ترامب المتناقضة تجعل الناخب الأمريكي على يقين بخطأ اختياره سابقاً لترامب، وضرورة تصحيح ذلك الخطأ بمرشح جديد عله يعيد للولايات المتحدة ما كانت تحوزه من مكانة عالمية قبل عهد ترامب الذي لم يفلح شعاره (أمريكا أولاً) في النهوض ببلاده.
الحظوظ الانتخابية لترامب آخذة بالتدهور، ومرد ذلك أمور عدة، من أبرزها: أولاً الإدارة السياسية السيئة عالمياً؛ إذ لم يعمل ترامب على زيادة القطبية الأمريكية كأسلافه؛ بل انتهج طريقاً معاكساً تمثل في الانسحاب من المنظمات العالمية ومهاجمتها. ثانياً: التناقضات الإعلامية، فترامب لا يقع بهفوات إعلامية على غرار منافسه؛ بل إنه يصرح بتصريح مغاير تماماً لما صرح به سابقاً، ومن أحدث تصريحاته المتناقضة دعوته إلى غزو فنزويلا واحتلالها، وفي الوقت عينه دعوته رئيسها مادورو إلى حوار مشترك، على الرغم من عدم اعترافه به، وتأييد معارضه خوان جايدرو. ثالثاً: مهاجمة الحلفاء، والحديث بمنطق الاستعلاء معهم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سحبه عدداً كبيراً من قواته من ألمانيا؛ عقاباً لبرلين على عدم التماهي مع سياسات واشنطن. رابعاً: سوء إدارته لملفات داخلية من أهمها جائحة كورونا التي أظهرت اهتراء غير مسبوق في النظام الصحي، إلى جانب سوء إدارته للتمييز العنصري، وعدم مقدرته على مواجهة الاحتجاجات بحلول جذرية.