تشهد إثيوبيا منذ يوم أمس الثلاثاء اضطرابات وسط أبناء عرق الأورومو بعد مقتل مغنى كان يحظى بشعبية كبيرة في البلاد، ما أدى لاندلاع تظاهرات حاشدة في صفوف أبناء الأورومو ضد رئيس الوزراء الاثيوبى آبى أحمد، ولقى حوالى 50 شخصا مصرعهم خلال احتجاجات في منطقة أوروميا الإثيوبية، بينما قال متحدث إقليمى يدعى جيتاشو بالشا إن من بين القتلى متظاهرون وأفراد من قوات الأمن الإثيوبية، مشيرا إلى أنه تم إحراق بعض الشركات.
وتداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى في إثيوبيا صورا تبرز حالة الغضب المسيطرة على الشارع الإثيوبى بعد مقتل المغنى الشهير، وإقدام المتظاهرين على حرق المركبات وإشعال النيران في الإطارات احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء الاثيوبى آبى أحمد.
ووصف رئيس الوزراء الإثيوبى في كلمة له، مساء أمس الثلاثاء، مقتل المغني هاشالو هونديسا بأنه "عمل شرير"، مضيفا: "إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا، ومنعنا من تحقيق الأمور التى بدأناها".
وقالت الشرطة الاثيوبية إن هاشالو هونديسا قتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء أول امس الاثنين، وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرغاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة الاثيوبية اعتقلت بعض المشتبه بهم.
وأكدت الشرطة الاثيوبية إنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.
واستيقظت العاصمة أديس أبابا صباح أمس الثلاثاء على الحادث بينما قال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا إنديشو تاسيو إن ثلاثة انفجارات هزت المدينة وتابع بالقول "قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة، علاوة على مدنيين أبرياء".
كما قُتل ضابط شرطة إثيوبى في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصى لأحد أبرز أقطاب الإعلام الاثيوبى جوهر محمد.
وكان عشرات الإثيوبيين قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار جوهر محمد مع الشرطة في أكتوبر الماضى.
وأكدت الشرطة الاثيوبية اعتقال جوهر محمد وهو زعيم سياسى معارض ينتمى للأورومو، بالإضافة إلى 33 شخصا آخرين على خلفية الاحتجاجات التي ضربت المدن الإثيوبية، مشيرة إلى مصادرة أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر محمد.
وأصبح جوهر منتقدا قويا لأبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.
وعلق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على فيسبوك صباح أمس الثلاثاء: "إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا، جميعا.. لكنكم لن توقفونا، أبدا".
وكان المغني الراحل، البالغ من العمر 34 عاما، انتقد القيادة الإثيوبية فى مقابلة له مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر محمد، الأسبوع الماضي.
وكانت أغاني هاشالو تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى هتافات في موجة الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018.
وقال مسؤول طبي، يُدعى ميكونين فيسا، لرويترز إن المستشفى الرئيس في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصابا، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن على خلفية التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وأضاف أن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.
على جانب آخر، قالت منظمة نت بلوكس، التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم، إن الإنترنت توقف في اثيوبيا حوالي الساعة التاسعة من صباح أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وأن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام الماضى.