ارتبطت المصريون بـ"الحنة" منذ القدم، وتحول هذا النبات مع مرور الوقت إلى رمزً فريد للشعب المصرى، فهو اسم الليلة التى تسبق "ليلة الدخلة" وهو فرحة خاصة للعروسين، كذلك يستخدم فى الرسم على الجسد "الوشم" وفى طلاء الأظافر، كما أنه وسيلة المصريين منذ القدم لإخفاء عوالم الشيب وصبغة الشعر، وهو أيضا معجونا لعلاج الجروح.
و"الحناء" نبات مصرى قديم كان يستخدم فى الرسم إبان عصر الفراعنة، لأنه يتمتع بقدرة على الثبات، فضلًا عن تواجدها فى كتابات المصريين القدماء، إذ استخدمها الفراعنة فى الأظافر وصنعوا من أوراقها معجونا لصبغ الشعر، وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياوات الفرعونية ظهر عليها آثار استخدامهم للحنة.
عرف المصريون القدماء نبات الحناء واستخدموه فى تخضيب اليدين والقدمين للحصول على نعومة كبيرة للجلد كما استخدمت كصبغة لتلوين الشعر أيضا، ونقلها المغاربة إلى أوروبا حيث عرفت بيوت التجميل فوائدها الكبيرة للشعر وتمكنوا من تحضيرها بصورة أكثر سهولة للاستخدام.
وتشير الدراسات التى تناولت التجميل عند الفراعنة أن هذا النبات العطرى كان يمثل لهم الفأل والراحة النفسية، وهو من مظاهر البهجة والفرح، وقد استخدمه المصريون قديما وحديثا بكيفية واحدة توارثتها الأجيال، فهو يستخدم كعلاج للشعر، وصبغه، كما يستخدم في الريف المصري بكثرة في الأفراح، وتسمى الليلة التي تسبق ليلة البناء (الدخلة) باسم (ليلة الحنة)، وفيها الكثير من الروايات والأهازيج الشعبية التي تعبر عن الفرحة.
وفي ليلة (الحنة) يقوم العروسان بطلاء أيديهما وأرجلهما بمعجون الحناء، وعند إعداد المعجون يراعي التوسع فيه لتوزيعه على صديقات العروس والفتيات الصغيرات، كنوع من إشاعة البهجة.
ويرى الباحثون أن ليلة "الحنة" تقليد فرعونى قديم، بدأ فى بلاد النوبة، حيث جرت العادة فى النوبة القديمة على أن يوم وليلة الحنة مميزان، فيبدأ العريس يومه فى الصباح الباكر بتقديم «ذبيحة» قد تكون ماشية أو أغنام على أن يحضرها كل أهل القرية.
وفضلا عن أن الحناء تستخدم في الأعراس، فهي تستخدم كأحد العلاجات الشعبية المجربة، وذات النتيجة الطيبة لعلاج التهاب فروة الرأس، كما تستخدم عجينتها في علاج الصداع بوضعها على الجبهة، وتستعمل زهور الحنة في صناعة العطور، وتفيد في علاج تشقق القدمين، وعلاج الفطريات المختلفة، وتستخدم في علاج الأورام والقروح إذا عجنت وضُمَّد بها الأورام.
كما أن "الحنة" كانت العلاج الفعال لتشققات الإيدى والرجلين، وفطريات ما بيع الأصابع، قبل أن يعرف العالم فى العصر الحديث الكريمات المرطبة للجسم والبشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة