عثر علماء حفريات أرجنتينيون، بقايا لسمكة متحجرة عملاقة، جنوب البلاد، تعود إلى الحقبة نفسها التى عاشت فيها الديناصورات، قبل 70 مليون سنة، ويصل طولها إلى 6 أمتار، وهى تنتمى هذه العينة إلى عائلة زيفاكتنيس، وهى من أكبر الأسماك المفترسة حجماً على وجه الكرة الأرضية.
ويعتقد أن العصر الثلاثى (العصر الترياسى) قبل 252 إلى 200 مليون سنة، شهد ظهور الزواحف والديناصورات الأولى، وفى العصر الجوراسى قبل 200 إلى 145 مليون سنة ظهرت الطيور والثدييات، وفى العصر الطباشيرى قبل 145 إلى 66 مليون سنة ظهرت بعض الديناصورات المعروفة، مثل: تريسيراتوبس وبتيرانودون، وقد اتّسعت الحياة النباتية المتطورة خلال العصر الوسيط، فكانت مصدر الغذاء لأكبر الديناصورات، مثل أرجنتينوصور.
ويفترض أن الديناصورات قد انقرضت فى نهاية العصر الطباشيرى وبداية العصر الباليوجينى، فى حين أن معظم الثدييات، والسلاحف، والتماسيح، والضفادع قد نجت، وذلك سببه بحسب العلماء إما وقوع تأثير خارجى نشأ وأثر فى كوكب الأرض مسبباً الانقراض، مثل: ارتطام كوكيب أو مذنب في الأرض، أو بسبب الارتفاع الكبير في نشاط البراكين.
ووفقا لـ" مجلة "ألتشيرينجا" المتخصصة فى علم الإحاثة، أوضح فريق العلماء فى بيان أن المتحجرة التى عثر عليها فى منطقة باتاجونيا هى "لسمكة يتجاوز طولها ستة أمتار"، وشرح البيان أن هذه السمكة الكبيرة الحجم كانت تعيش فى بحر باتاجونيا “فى نهاية العصر الطباشيرى (أو الكريتاسى)، عندما كانت حرارة مياه البحر أكثر اعتدالا مما هى راهنا".
وعثر على متحجرة هذه السمكة على مقربة من بحيرة كولهوى هوابيال، جنوب مقاطعة تشوبوت، على بعد 1400 كيلومتر جنوب بوينس أيرس، وتتميز هذه السمكة بأنها آكلة للحوم وذات طابع عدائى، وتنتمى هذه العينة إلى عائلة زيفاكتنيس، وهى من أكبر الأسماك المفترسة حجما على وجه الكرة الأرضية، وحتى فترة قريبة، لم يكن عثر بعد فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية على أى بقايا لأسماك زيفاكتنيس، لكن نموذجاً منها اكتشف فى فنزويلا قبل أعوام قليلة، حسبما نشرت "سكاى نيوز".
وثمة فى الأرجنتين عدد كبير من المتحجرات العائدة إلى العصور الثلاثة: الثلاثى (أو الترياسى) والجوراسى والطباشيرى، وتعود إلى حيوانات مختلفة عن تلك التى عثر عليها فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية.
وأفاد العلماء بأن "جسم هذه السمكة كان نحيلا، وكان ينتهى برأس ضخم يتميز بفك كبير وبأسنان قاطعة جدا يبلغ طولها سنتيمترات عدة"، وقال خولييتا دى باسكوا، وهى إحدى الباحثات فى الفريق، إن "ثمة آثاراُ لوجود هذه الأسماك العملاق الآكلة للحوم فى أنحاء أخرى من العالم، وثمة حتى هياكل عظمية كاملة بقي محتوى الامعاء موجوداً فى بعضها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة