د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: المرأة الملكة

الجمعة، 10 يوليو 2020 12:58 م
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: المرأة الملكة داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقة بين الرجل والمرأة شائكة للغاية، قليلاً من هُم يستطيعون أن يقفوا على أسرارها، فالرجل الذي يقع في امرأة عادية للغاية في كل شيء، شكلاً وموضوعًا، فهي لا تُجهده كثير في الوصول إليها، فهي تُريد رجلاً والسلام، ولا تعبأ بأمور كثيرة، لذا فهو عادة ما يعيش معها دُون أن يشعر بكيانه، أما الرجل الذي يُقابل المرأة الملكة، فهو محظوظ وسعيد إذا تفهمها، أما لو حدث العكس، فلن يكون الحظ حليفه.
 
فهل تعرفون من هي المرأة الملكة؟ هي المرأة الجميلة في كل شيء، شكلاً وروحًا وموضوعًا، فهي تفهم الرجل من نظرة عينيه، تستطيع مُناقشته، وقادرة على احتوائه، وحساسة في مشاعرها لأبعد الحدود، وعطَّاءة بشكل مبالغ فيه، ولديها طُموح جامح، يُشعر الرجل أنه امتلك كيانًا بلا حدود.
 
ولكن هذه المرأة لا يجوز أن يُعاملها الرجل كأي امرأة، فهي تحتاج إلى مُعاملة خاصة، فإذا استقبلها لابد أن يتقدم بخُطى سريعة، ليشُعْرها بسعادته بلقائها، أما إن ظل جالسًا في مقعده، نزل من نظرها، واستشعرت بأنه رجل لا يُجيد فن التعامل مع امرأة مثلها، وهنا لن يكون جنتلمان في نظرها.
 
ولو علمت أنه اهتم بغيرها، ولم يعبأ بتبرئة ساحته أمامها، فقدَ عاطفتها ناحيته رُويدًا رُويدًا؛ لأن من أسباب حُبها واهتمامها به، شُعورها أنه يحرص على مشاعرها، ويهتم بنظراتها إليه، ورأيها فيه، ولو حدث وقدمت له هدية، لابد أن يُشعرها أنها أغلى شيء اقتناه في حياته، وأنه لن يُفرط فيه أبدًا؛ لأنه منها هي، وبالطبع، لن يُعيده لها، مهما اختلفا؛ لأنه رجل يُفترض فيه معرفة الأصول، فلو حدث، ستضيع منه حبيبته إلى الأبد.
 
فالمرأة الملكة عزيزة جدًا في مشاعرها، ولا تنطق كلمة الحُب إلا بعد تفكير ودراسة وبحث وتقصي، لذا عندما تمنح رجلاً هذه الكلمة، لابد أن يُشْعرها طيلة الوقت بتقديره لهذا الأمر، أما لو استهتر بهذا الحدث، واعتبره شيئًا عاديًا، رُبما يستيقظ فيكتشف أنه فقدها، وتسرسبت من بين يديه.
 
فـ"كليوباترا" وقعت في غرام الإمبراطور "يُوليوس قيصر"، رغم أنها كانت تصغره بسنوات كثيرة؛ لأنه عاملها كملكة، قبل أن يتزوجها، وكانت عنده أغلى من عرشه، واستطاع القائد الشجاع "أنطونيو" التسلل إلى قلبها، بعد وفاة "يُوليوس قيصر"، عندما اعترف لها بأجمل عبارة تسمعها امرأة، عندما قال: "عندما دخل يُوليوس قيصر البلاد بعرشه، لم أحسده على هذا العرش، ولكنني حسدته على وُجودك بجواره"، فهنا شعرت أنها ملكة في قلبه، أغلى من كنوز العالم.
 
فالمرأة ذات المُقومات الخاصة وغير العادية، لا ترى سوى الرجل الذي لا يرى سواها، ولا تحُب سوى الرجل الذي يعشقها حتى الثمالة، ولا تتحرك إلا في اتجاه الرجل الذي يُشْعرها أنها نُقطة ضعفه الوحيدة، ولا تبكي سوى على الرجل الذي يذرف الدمع من أجلها، ولا تنبهر سوى بالرجل الذي يأسرها بتفضيله لها على الدنيا بأكملها.
 
فإذا أردت أن تملك المرأة الملكة بالكامل، فأشعرها أنها ملكة مُتوجة على عرش قلبك وحياتك وكيانك، فهنا ستجدها كالعُصفور الذي يُرفرف من حولك، وكالقطة التي تجلس بجوارك وتتمسح بك، وهنا ستملكها بلا قيود، فهكذا، تُعَامَلُ المرأة الملكة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة