تحول الخلاف الواضح بين الرئيس الامريكى دونالد ترامب وأبرز خبراء الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة أنتونى فاوتشى إلى العلن، بعدما أبدى مسئولون فى البيت الأبيض صراحة استيائهم من تصريحات الأخير المتكررة المتعارضة مع ما يقوله الرئيس، وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه فى الوقت الذى تزداد فيه الإصابات الجديدة بفيروس كورونا فى الولايات المتحدة، فإن البيت الأبيض يستهدف أبرز خبراء الأمراض المعدية فى البلاد أنتونى فاوتشى.
وقال مسئول بالبيت الأبيض للشبكة الأمريكية إن العديد من المسئولين يشعرون بالقلق من عدد المرات التى كان فيها دكتور فاوتشى مخطئا فى أشياء، وقدم المسئول قائمة طويلة من النماذج، مشيرا إلى تصريحات فاوتشى الأولى فى بداية الوباء.
وشملت هذه النقاط، التى تشبه أبحاث المعارضة حول خصم سياسى، على حد وصف "سى إن إن"، تقليل فاوتشى لأهمية الفيروس فى بدايته، ومن ذلك قوله إن الناس لا ينبغى أن تتجول وهى ترتدى الكمامة.
وتأتى هذه الخطوة من قبل البيت الأبيض فى الوقت الذى لا يتحدث فيه الرئيس ترامب وأنتونى فاوتشى، وقد زاد التوتر بين الرجلين إلى العلن مع رد كل منهما على الآخر فى المقابلات الإعلامية والبيانات.
وفى سلسلة من المقابلات التلفزيونية والإذاعية مؤخرا، اختلف فاوتشى، الذى عمل مع ستة رؤساء أمريكيين صراحة مع ترامب.
وقال فاوتشى فى إحدى المقابلات: إننا كبلد، وعند مقارتنا بالدول الأخرى، لا أعتقد أنه يمكن القول أننا نبلى بلاء حسنا.
وفى مقابلة أخرى، رد فاوتشى على ما قاله ترامب بأن 99% من الإصابات بكورونا فى الولايات المتحدة غير مضرة بالكامل، وقال إنه لا يعرف من أين حصل الرئيس على هذا الرقم.
من جانبه، انتقد ترامب فاوتشى الذى يتولى منصب مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية منذ 30 عاما، وقال عنه فى مقابلة مؤخرا مع فوكس نيوز إنه رجل لطيف لكنه ارتكب الكثير من الأخطاء، مقوضا بذلك دور خبير الصحة العامة الذى تشير استطلاعات الرأى إلى أن الأمريكيين يثقون به أكثر مما يثقون بالرئيس.
وقال أحد كبار المسئولين لسى إن إن إن البعض داخل البيت الأبيض لا يثق فى فاوتشى، ويعتقدون أنه ليس لديه أفضل مصالح الرئيس، مشيرين إلى المقابلات التى اختلف فيها فاوتشى صراحة مع ما قاله ترامب.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد قالت فى تقرير لها يوم الأحد إن البيت الأبيض قام بتهميش أنتونى فاوتشى، بعد تحذيراته المتكررة من وضع كورونا فى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فأوتشى لعب على مدار أشهر دورا قياديا فى أزمة كورونا بأمريكا، حيث كان يقيم المخاطر ويصدر تحذيرات صريحة على نحو متزايد فى الوقت الذى ساء فيه تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة.
لكن مع ابتعاد إدارة ترامب عن نصيحة كثير من علمائها وخبراء الصحة العامة فيها، تحرك البيت الأبيض لتهميش فاوتشى وألغى بعضا من ظهوره التلفزيونى المقرر وأبعده إلى حد كبير عن البيت الأبيض لأكثر من شهر، حتى مع زيادة إصابات كورونا فى مناطق كثيرة بالبلاد.
وقال أحد كبار مسئولى الإدارة الذى رفض الكشف عن هويته إن فاوتشى لم يعد يقدم إحاطات لترامب.
وتقول واشنطن بوست إنه بالنسبة لبعض مسئولى الإدارة، فإن مثل هذه التطورات كانت إشارة مبكرة على أن وظيفتهم معلقة، إلا أن ترامب لا يستطيع أن يقيل فأوتشى مباشرة، فقد عمل الأخير على مدار أكثر من 50 عاما فى الخدمة الحكومية ويتمتع بتأييد قوى من كلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى.