مازال البحث جاريًا عن جثمان آخر ضحايا الحادث المأساوى الذى شهده شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، بعد غرق 11 مواطنًا، ويعد آخر الضحايا جثمانا لطفل كان أول الضحايا فى الحادث المؤلم.
قدم "اليوم السابع" لايف من شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، وهو الشاطئ الملقب بـ"شاطئ الموت" والذى يطلق عليه الأهالى مثلث برمودا، حيث أن كل من يسبح بتلك المنطقة وهذا الشاطئ يتعرض لدوامات مائية ويغرق داخله، بسبب وجود حواجز أمواج متقطعة داخله بطول الشاطئ 1700 متر، عند إنشائها تخلق الفجوات نحرا بالرمال وتخلق تيارات مائية "دوامات" تسحب المياه من يسبح لتلك المنطقة.
وخلال الفترة الماضية تطور الأمر لارتفاع حالات الغرق لـ11 غريقا فى هذا الشاطئ، حيث تم انتشال جميع الجثث من داخله ما عدا جثة الطفل الأخيرة الذى يتم البحث عنه حالياً، والتقى اليوم السابع بياسر العشماوى من قرية النجيلة بمركز كوم حمادة بالبحيرة، أحد أقارب الطفل والذى سرد قصتهم مع الشاطئ وحالات الغرق لديهم، مشيرا إلى أن الأسرة توجهت إلى الإسكندرية قادمة من البحيرة، لقضاء إجازة المصيف على شاطئ النخيل ووقع حادث الغرق يوم الجمعة الماضى، الأول بغرق طفل وتوجه ٣ أفراد من الأسرة لإنقاذه لتفقد الأسرة ٤ أفراد فى ساعة واحدة تم انتشال ٣ جثث منهم وباقى جثة الطفل تحاول قوات الإنقاذ البحرى البحث عنها حاليا، مطالبا الجهات المعنية التدخل لانتشال جثة الطفل رأفة بحالة والده ووالدته التى لم تتناول الطعام منذ الحادث.أفراد الأسرة المنكوبة يفترشون الشاطئ منذ يوم الجمعة الماضية وأمه ترفض التحرك إلا بجثمان آخر فرد من الأسرة وهى جثة الطفل.
من جانبه كشف الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، ومتخصص فى الإنقاذ تابع للاتحاد الدولى للإنقاذ بمصر، والذى يحاول إنقاذ الطفل عن تفاصيل مرعبة فى شاطئ الموت، وقال أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، أن الطفل الغريق داخل شاطئ النخيل من كوم حمادة بالبحيرة، ويجرى العمل على إنقاذه بالتطوع وناشد جميع المؤهلين للغطس لمساعدته فى إخراج الطفل، حيث أن الرؤية ضعيفة جداً فى تلك المنطقة.
وأضاف الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة، أن أسرة الطفل متواجدة منذ 3 أيام على الشاطئ للبحث عن جثة طفلهم، حيث أنه نزل فى المياه منذ السادسة صباحاً وهو متطوع لوجه الله لإنقاذ الطفل، حيث أن الطفل غارق من يوم الجمعة الماضية، كما وعدهم المحافظ بالعمل خلال الفترة المقبلة بحل أزمة الشاطئ لإنهاء أزمة الحواجز بالشاطئ، حيث أن حواجز الأمواج موجودة منذ زمن، حيث أنه شاطئ النخيل يتم داخله حالات غرق منذ عام 98، حيث أن الشاطئ يبتلع سنوياً بمنطقة الـ21 وسمى بشاطئ الموت لكونه يبتلع أطفال ونساء وشباب بصورة سنوية، مؤكداً أن شواطئ الإسكندرية التى لا يوجد داخلها حالات غرق كثيرة لا توجد بها حواجز وبلوكات خرسانية كالموجودة فى النخيل.
ووصف حواجز الموج بشاطئ النخيل بحواجز الموت، مطالبا بتدخل الجهات المعنية بوضع حل جذرى لسد الفجوات فى تلك الحواجز ومنع حالات الغرق وغلق الشاطئ لحين اتخاذ تلك الإجراءات.
وحول معوقات انتشال الجثث قال: انتشال الجثث صعب جدا فى ظل وجود التيارات المائية واحتجاز الجثث بين الحواجز أسفل المياه، خاصة فى خالة جثة الطفل فإنه بعد مرور ٤ أيام أصبح حجم الجثة أكبر وأثقل بما يصعب أن تطفو على السطح، وناشد كل من يملك مهارة الغوص التطوع فى هذا العمل الخيرى لانتشال جثة الطفل رأفة بحال والدته التى تعانى من انهيار تام.
وتفقد اللواء محمد الشريف محافظ الشريف، شاطئ النخيل لحشد جهود الإنقاذ النهرى لانتشال جثة طفل آخر ضحايا الغرقى الأحد عشر بشاطئ النخيل، واستمع محافظ الإسكندرية إلى مطالب هشام الشبكى كبير الغطاسين الذى أكد أن جثة الطفل محتجزة ما بين الصخور ما يتطلب وجود مركب حديد، لانتشال الطفل خاصة ومع ارتفاع الأمواج وصعوبة نزول الغطاسين إلى مياه البحر، واستمع محافظ الإسكندرية إلى شكاوى أهالى الضحايا وتقدم بالتعزية لهم، وأكد حرص المحافظة على انتشال كافة جثث ضحايا حادث الغرق.
وقد شدد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، على مسئولى إدارة السياحة والمصايف بالإسكندرية، ومسئولى الجمعية الخاصة المستأجرة للشاطئ، على إقامة سور بطول شاطئ النخيل والذى يمتد لنحو 1700 متر، مستنكرا عدم وجود مسئولين على الشاطئ لتنفيذ قرار الغلق الصادر من مجلس الوزراء بغلق جميع الشواطئ العامة، ولن يتم إعادة الفتح إلا بقرار مجلس الوزراء.
وشدد محافظ الإسكندرية على مسئولى الجمعية الخاصة بتوفير عمال إنقاذ على الشاطئ وشركة حراسة خاصة، وشركة خدمات، وقال "محمد الشريف": لن أسمح بتكرار هذا العدد من الغرق مرة أخرى"، واستمع محافظ الإسكندرية إلى شكاوى أهالى قرية شاطئ النخيل من سوء الخدمات بها حيث أنها بدون بوابات وبلا خدمات للنظافة.