عرف عن مدينة شنقيط فى موريتانيا، أنها قديما كانت موطنا لكثير من المخطوطات الدينية الإسلامية فى العصور الوسطى، فقد كانت هذه الواحة الصحراوية مركزًا فكريًا واستمرت كذلك نحو 1200 سنة لكنه بعد ذلك تغيرت تماما.
ويقول موقع "بى بى سى" إن مدينة شنقيط القديمة كانت ترحب بالمسافرين الباحثين عن مأوى من الحرارة الصحراوية الحارقة لأكثر من 1200 سنة، وأخذت هذه الواحة الصحراوية مكانتها فى القرن الثامن كمحطة قافلة للحجاج فى طريقها إلى مكة المكرمة، وازدهرت فى نهاية المطاف كأحد أكبر مراكز العلوم والدين والرياضيات فى غرب أفريقيا.
كان الحجاج والعلماء، فى ذلك الزمن يمرون بالواحة، وهناك يكتبون ويتناقشون ويتركون العديد من المخطوطات الدينية والدراسات العلمية والتاريخية قبل مغادرتهم، وفى الواقع تراكمت العديد من هذه الوثائق التاريخية على مر السنين بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر، وكانت هذه المدينة المزدهرة تضم 30 مكتبة.
واليوم، لا تزال خمس من هذه المكتبات الأصلية باقية، ويحرس فريق من المخلصين أكثر من 1000 مخطوطة تراثية لا تقدر بثمن، باقية من العصور الوسطى، يحرسونها من الرمال والرياح والحرارة.
لكن مع استمرار الصحراء فى التوسع جنوبًا بمعدل سريع ومثير للازعاج والتعدى على المبانى المسقوفة فى شنقيط، ومع تغير المناخ الذى تسبب مؤخرًا فى الفيضانات الموسمية التى اجتاحت المدينة، فإن مستقبل هذه الكنوز الإسلامية فى خطر.