لم يمض وقتا طويلا على فتح الفنادق والمنتجعات فى جنوب سيناء مرة أخرى لاستقبال السياح الأجانب والمصريين، حتى استعادت مدينة دهب الساحرة بريقها مرة أخرى، تلك المدينة فى أحضان جبال سيناء التى تأثر قلوب كل من يزورها.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أن هذا لم يمنع الباحثين عن الاسترخاء والهدوء وعاشقى الغوص والرياضات المائية من الاستمتاع بإجازة بدهب، حيث وصلت نسبة الإشغالات بمدينة دهب حوالى 45%، وتحتوى مدينة دهب على 28 فندقا بطاقة استيعابية تصل الى 2326 غرفة فندقية، بالإضافة إلى 110 بازارا سياحيا.
وبالتزامن مع تلك الانتعاشة كثفت هيئة تنشيط السياحة حملتها الترويجية للمدينة من خلال منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعى، حيث دعت ملايين المتابعين إلى زيارتها والاستمتاع بالهدوء تحت سمائها الصافية.
وقالت الهيئة فى تغريدة لها بموقع تويتر: "ابتعد عن أضواء المدينة وتأمل سماء جنوب سيناء الصافية وسط جبالها فى دهب، استمتع بالنجوم التى لن تجد لها مثيل فى أى مكان آخر". وقالت الهيئة فى تغريدة أخرى: "الطريقة الوحيدة لتقدير الحياة البحرية النابضة بالحياة فى دهب هى أن تجربها بنفسك".
وحصل عدد كبير من فنادق دهب ومراكز الغوص والأنشطة البحرية على شهادة السلامة الصحية لعودة التشغيل، ولذلك خص وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى دهب مؤخرا بزيارة تفقد خلالها عدد من الفنادق بالمدينتين لمتابعة تنفيذ ضوابط السلامة الصحية التى أقرتها وزارة السياحة والآثار، والإجراءات الوقائية التى تتخذها هذه الفنادق.
وقام الدكتور خالد العنانى بتفقد الإجراءات الوقائية التى تتبعها هذه الفنادق منذ دخول الضيف من باب الفندق وإجراءات تطهير الأمتعة وقياس درجات حرارة الضيوف وتطهير اليدين، ومنطقة الاستقبال والبهو وإجراءات التسكين ومنطقة المطاعم والمطابخ والبرجولات وحمامات السباحة، والممرات الداخلية والممشى الخارجى ومنطقة الشاطئ، كما تفقد العيادات الطبية الموجودة بهذه الفنادق وطرق تجهيزها والطاقم الطبى الموجود بها.
واستمع الوزير من مديرى هذه الفنادق إلى شرح مفصل عن كافة الإجراءات الوقاية المتبعة وإجراءات التعقيم التى تتم وفقا للمعايير التى أقرتها منظمة الصحة العالمية، ووفقا للمواد التى أقرتها وزارة الصحة والسكان، وتتم بصفة مستمرة.
وخلال زيارته لمدينة دهب، التقى الوزير أسرة فرنسية انتقلت من فرنسا للعيش والإقامة بمدينة دهب منذ 3 سنوات بصحبة أبنائهم. كما حرص يوسف الأمريكى الجنسية الذى يعيش فى مدينة دهب منذ سنوات عديدة، على لقاء الوزير حين علم بزيارته لها، حيث أشار فى حديثه إلى إلى أنه وقع فى حب مصر خاصة مدينة دهب منذ زيارته لها، لذا قرر أن يترك لوس أنجلوس ويعيش فى هذه المدينة الرائعة ويعمل بها، حيث يقوم هذا الرجل بإعداد أطباق من الأرز باللبن مع تطبيق معايير سلامة الغذاء ويبيعها للزبائن على دراجته فى أنحاء المدينة.
وأوصت شبكة "سى إن إن" العالمية فى تقرير حديث لها بزيارة مدينة دهب، وتحدثت خلاله عن المدينة التى تعتبر "وجهة مغرية"، لدرجة أن البعض اختارها وطناً له بعد وقت قصير من زيارته لها، مشيرا إلى أن مدينة دهب تعتبر أحد أفضل منتجعات الغوص فى البحر الأحمر، ووصفها التقرير بـ"الجنة"، مستعرضا أهم الأماكن السياحية بها.
وتغزل التقرير فى المدينة التى تقع فى أحضان جبال سيناء والتى تحولت من بلدة صيدٍ بدوية صغيرة إلى واحدة من أفضل منتجعات الغوص فى البحر الأحمر، والتى تجذب الباحثين عن الإثارة وعشاق الطبيعة. وفى الآونة الأخيرة تستقطب السياح العالقين بسبب فيروس كورونا.
وتقع دهب على بعد ساعة بالسيارة من شرم الشيخ، ومع أنها تعد مدينة نابضة بالحياة إلا أنها توفر أيضاً أجواء ساحلية خالية من الإجهاد، حيث يمكن للزوار الجلوس والاستمتاع بمناظر مياهها الزرقاء.
وبنيت هذه الجنة على الأرض حول ممشى ملون مليء بأماكن الإقامة بأسعار معقولة، ومحلات الحرف اليدوية، والمطاعم والمقاهى متعددة الثقافات، ولكل منها أجواء مميزة للغاية.
ويتكون مجتمعها النابض بالحياة متعدد الثقافات من البدو المحليين، جنباً إلى جنب مع المصريين، بالإضافة إلى الوافدين الدوليين الذين فُتنوا بجمال دهب وموقعها الذى يوفر الوصول إلى جميع مناطق الجذب فى سيناء. وقالت جوليا ليمونوفا، المغتربة الروسية التى انتقلت للعيش فى دهب قبل 3 أعوام: "هنا تشعر بنفسك ويمكنك العثور على دائرتك لأن هناك العديد من الأشخاص المختلفين مثل الغواصين، وراكبى الأمواج، وممارسى التأمل". وأضافت ليمونوفا: "هناك جنسيات مختلفة مثل الروس، والأوكرانيين، والألمان، والإيطاليين".
ومن بين أشهر مواقع الغوص فى دهب موقع "الثقب الأزرق" أكثر أماكن الغوص شهرة وخطورة أيضا فى العالم، وتوفر دهب الظروف المثالية للغواصين الحرصين على التعلم، بالإضافة إلى الغواصين المتقدمين الذين يتطلعون إلى تحدى أنفسهم فى سباق ضد العمق.
وأضاف تقرير الشبكة الأمريكية أن محاولة الغوص فى جميع مواقع دهب فى غضون أسبوع تكاد تكون مهمةً مستحيلة، حيث توجد العديد من المواقع البارزة، بدءاً من الشعاب المرجانية إلى موقع حطام سفينة "S.S Thistlegorm" من أيام الحرب العالمية الثانية المحفوظة جيداً.
وهناك أيضاً خيارات لا حدود لها فى المياه الضحلة للغواصين الراغبين فى تجنب مناطق الغوص المزدحمة. ويمكن للمسافرين المشى أو التنزه على ظهر الإبل إلى محمية رأس أبو جالوم الوطنية، التى تغطى 400 كيلومتر مربع من الساحل، وتقدم لمحة أفضل عن الحياة المرجانية البكر والحياة البحرية.