"على قدر حلمك تتسع الأرض"، قد تظن عبارة محمود درويش الشهيرة خيال ومبالغة شعراء، ولكن حين تعرف قصة إسلام عادل صاحب أشهر فوتوسيشن على السوشيال ميديا عن الإسكندرية ستؤمن بأن كل حلم يمكن تحقيقه طالما وراؤه إرادة قوية، بعد أن تحول ابن الـ 28 عامًا من عامل بسيط فى مطعم للفول والفلافل إلى مصور فوتوغرافى كما حلم دائمًا.
اليوم السابع تواصل مع اسلام وعرف حكايته مع الكاميرا وعشقه للإسكندرية زمان، فكانت حلمه ومستقبله وعمله الحالى
يقيم إسلام بمنطقة العامرية فى الإسكندرية، مع أسرته المكونة من 8 أفراد، ولأن والده كان عاملاً بسيطًا "على باب الله" لم يتمكن إسلام من مواصلة تعليمه بعد المرحلة الإعدادية ليعمل ويساعد نفسه وأسرته.
غرق إسلام في العمل منذ سن 14 فى مطعم للفول والفلافل بقلب الإسكندرية، إلا أن الانشغال بالعمل لم يمنعه من تحقيق حلمه، ويقول لـ"اليوم السابع": "يوميتي في المطعم 70 جنيها، قررت أحوش منها لحد ما بقى معايا 4 آلاف جنيه اشتريت بيهم كاميرا احترافية وسعيت ورا حلمي".
منذ خمس سنوات اشترى الكاميرا وقرر أن يجامل أصحابه بها فى مقابل أن يمارس هوايته، فصور أعياد ميلاد ومناسبات أصدقائه مجانا، وبدأ يصنع لنفسه خط آخر وفكر فى أول "فوتوسيشن" وأن يستعيد ذكريات الزمن الجميل والطابع المميز للإسكندرية في سنوات مضت، وهو الأمر الذى تطلب تنفيذه وتوفير تكلفة الملابس والاستعانة بمودليز الادخار من جديد ليغطى تكلفة "السيشن". ويقول إسلام "أول سيشن كلفنى أكثر من 1500 جنيه كنت بردو بحوشه من اليومية".
استعان إسلام بفتاتين ليجسدا شخصية "بنات بحرى" وجاب شوارع الإسكندرية يبحث عن الأماكن التى لا تزال محتفظة بروح الماضى وتذكرنا فورًا بالزمن الجميل. حتى خرجت جلسة التصوير بشكل مميز خطف إعجاب السوشيال ميديا فتداولوا الصور بشكل واسع.
إلى جانب فوتوسيشن "الإسكندرية زمان" حاول إسلام أن يوثق بعدسته أيضًا عادات العرب والبدو بملابسهم العرباوية الجميلة والبيشة وروح العزة والجمال بالصحراء فكان يختار بنفسه الأماكن ويتحمل مصاريف الديكور والملابس وأجرة المودليز ليخرج بصورة طبيعية لكنها بروح زمان.
اختار أيضا سائق الحنطور بعناية لأنه جزء من نسيج شخصيات مرحلة زمنية، وكان سائق الحنطور الذى ما زال أهل الإسكندرية يلجأون اليه فى مشاويرهم البسيطة، اشبه بالدليل لإسلام فى شوارع بحرى القديمة.
اخر فوتو سيشن لإسلام كان لـ"محمد افندى ونواعم" حيث اختار منطقة بحرى والمنشية والمنازل القديمة، واقنع زميله فى المطعم "محمد فؤاد" الذى يحمل الملامح المصرية القديمة أن يكون الموديل مع فتاة أخرى تسمى علا ، ولم تخل الصور من الضحكة الطبيعية التى كانت تخرج من القلب ولكنها اختفت اليوم مع ضغوط الحياة .
إسلام يتعامل مع الكاميرا، إنها فتاة أحلامه التى طالما انتظرها كثيرا، وقرر أن يتقاسم معها أحلامه فى تجسيد الإسكندرية زمان، مؤكدا أنه بهذه الكاميرا سيفتح لنفسه استوديو ومكتب وتكون مهنته الجديدة مصور محترف .